انطلاق مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات وسط اهتمام خاص بالقارة السمراء

بعد التعديلات التي أدخلت على مسابقة البوبز –الاسم الرسمي لمسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات- لهذا العام سواء من ناحية الشكل والتصميم دخلت اللغة الاندونيسية ليصبح بذلك عدد لغات المسابقة احدى عشرة.

ومن خلال التصميم الجديد تم إدخال العديد من الفيتشر الحديثة، هذا بالإضافة إلى أن خارطة المدونات موجودة الآن على رابط خاص بها على الصفحة الرئيسية. ويمكن من خلالها معرفة أماكن تواجد المدونات حول العالم، حتى مع إمكانية معرفة ذلك في المدن التي تتواجد فيه هذه المدونات، هذا بالإضافة إلى البحث عن المدونات من خلال تحديد اللغة.

مسرح للمدونين الشباب في الكونغو

في أفريقيا وبالتحديد في الكونغو يعيش المدون سيدريك كالونجي صاحب أفضل مدونة باللغة الفرنسية في مسابقة العام الماضي. هذا المدون لمس التغيير بعد فوزه بالمدونة وفي هذا السياق يقول: "لقد أصبحت مدونتي مشهورة أكثر من السابق، فهناك العديد من الزوار لها، بالإضافة إلى استقبالي العديد من الرسائل الالكترونية.

لقد قام العديد من المدونين الشباب في أفريقيا بالكتابة لي لأخذ النصائح". وأشار كالونجي إلى أنه يعمل في هذا المشروع مع بعض الشباب الكونغوليين الذين سيقومون بالتدوين في جميع أنحاء الدولة، مبينا أنه سيقوم بمساعدتهم من الناحية التقنية من أجل إنجاح هذا المشروع.

وفي الوقت الذي يعتقد كالونجي بأنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون وساحل العاج يتواجد أنشط المدونين على مستوى القارة السمراء، إلا أن الوضع في بعض دول القارة الأخرى قد أخذ منحى مختلفا. ففي مالي مثلا يعتبر الانترنت من التقنيات المكلفة جدا لمعظم المواطنين، إلا أن تطور المدونات فيها يسير بشكل ملحوظ. وتعتبر جيني ميرسير، مسؤولة شبكة التبادل للمصورين الأفارقة، بأن الاهتمام بالتدوين في مالي قد بدأ ينشط، قائلة: "يستخدم الهاتف النقال لدى الكثيرين هنا من أجل توثيق الصور وتبادلها بين الأصدقاء. وبهذه الطريقة يتم تبادل المعلومات حول المستجدات التقنية أو أفضل الأفلام أو الانتخابات البرلمانية في مالي أو كذلك تبادل المعلومات الدينية".

استخدام التقنيات الحديثة

يعتبر الكثير من الخبراء أن استخدام الكمبيوتر لأغراض التدوين في أفريقا قد لا يدخل حيز التنفيذ بشكل كبير، خاصة وأن الكثير من المدونين يستخدمون الهاتف الخلوي النقال في كتاباتهم واستخداماتهم الأخرى، هذا إلى جانب استخدام تقنية الميكوويفز أو ما يعرف بـ تويتر (Twitter). ومن الصعب الآن التكهن فيما إذا كان هذا هو مستقبل الاستخدامات التقنية، ولكن عدم وجود شبكة اتصالات مخصصة لذلك، يدفع بالاعتقاد إلى أن استخدام الهاتف النقال للانترنت سيأخذ رواجه. ويرى عميد البحث العلمي في مركز – FING – (Forum Internet and new Technology) في فرنسا بأن "تأخير البنية التحتية للاتصالات في أفريقيا يعطي الفرصة لاستخدام تقنيات أخرى. ويسعى أصحاب القرار إلى الحصول على المعلومات حول التقنيات الحديثة في العالم بهدف تخفيض تكاليف البنية التحتية إلى أكبر قدر ممكن."

مسابقة البوبز

وستقوم هيئة التحكيم العالمية في اجتماعها السنوي في برلين باختيار أفضل المدونات ليس فقط من القارة السمراء، ولكن من جميع دول العالم. ويتوقع القائمون على هذه المسابقة بأن هيئة التحكيم سيكون لديها الكثير من العمل، خاصة وأنه في العام الماضي تم ترشيح أكثر من سبعة آلاف مدونة، واليوم يوجد أكثر من ثمانية آلاف في موسوعة المدونات "البلوغوبيديا".

كما يمكن من خلال موسوعة البلوغوبيديا ملاحظة التنوع في المدونات العالمية. وستقوم هيئة التحكيم بالإعلان عن الفائزين في يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام في العاصمة الألمانية.