1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات رئاسية في اليمن: مرشح وحيد يخوض المنافسة

٢٣ فبراير ٢٠١٢

اهتمت تعليقات الصحف الألمانية هذا الأسبوع بالانتخابات في اليمن، لاسيما وأن اليمن سيصبح أول دولة ضمن دول " الربيع العربي" التي تشهد انتقالا للسلطة بموجب اتفاق سياسي، كما أن مرشحا وحيدا لا بديل له تقدم لتلك الانتخابات.

https://p.dw.com/p/148I9
صورة من: Reuters

صحيفة برلينر تسايتونغ استعرضت الاتفاق السياسي الذي سلم بموجبه الرئيس السابق علي عبد الله صالح السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، لينتزع في المقابل حصانة من الملاحقة القانونية وتعهدا بانتخاب نائبه خلفا له في منصب الرئاسة. وعلى هذا الأساس لم يوجد مرشح منافس لعبد ربه منصور هادي في انتخابات الثلاثاء (21 فبراير/ شباط). ولاحظت الصحيفة أن انتقال السلطة لن يمر بدون نزاعات، لأن الانتخابات قوبلت بمقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، فيما تمكن الانفصاليون في الجنوب من إغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن ومراكز أخرى في باقي المحافظات الجنوبية. وأضافت الصحيفة في هذا السياق:

" لم تحدث ثورة في اليمن حيث يتم تعويض رئيس بنائبه. هذا هو الوضع الذي يشكو منه عبد المالك منصور. الوزير اليمني السابق مثل حتى السنة الماضية اليمن داخل الجامعة العربية. "لكن ما الذي يجب علينا فعله؟ صالح جعل من انتخاب هادي شرطا لانسحابه، واليمنيون لهم الآن الاختيار بين هادي أو الحرب"، يقول هذا الرجل. وقد هدد صالح تكرارا بالحرب والفوضى، وتهديداته ُتأخذ على محمل الجد. فأبناؤه يحتلون مواقع مفصلية في الجيش. صالح موجود حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يعتزم العودة إلى اليمن. لا يمكن بأية حال الحديث في اليمن عن بداية جديدة، غير أن عبد المالك منصور يعبر عن تفائل حذر. ويقول مع هادي يأتي على الأقل رجل جديد إلى سدة السلطة، وهناك أمل في أن يفي على الأقل بجزء من تعهداته. وقد وجه الرجل البالغ من العمر 66 عاما مساء الأحد كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب وعد فيها بتنفيذ إصلاحات جذرية، وطلب الدعم من العالم، وأعلن أيضا أنه سيواصل محاربة القاعدة في اليمن. هادي عضو في الحكومة منذ عام 1994 ، لكن قلما يعرف عنه شيء".

صحيفة زوددويتشه تسايتونغ افتتحت تعليقها بعد الاقتراع في اليمن بالقول:

"الحديث عن انتخابات حقيقية سيكون أمرا مبالغا فيه. عبد ربه منصور هادي كان المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية اليمنية، "وإذا ما حصل على صوت واحد فقط، فإنه قد فاز"، هذا ما جزم به مراسل لقناة بي بي سي قبل إغلاق مراكز الاقتراع. وعلى هذا الأساس يمكن أيضا الإعلان عن النتيجة النهائية قبل انتهاء عملية فرز جميع الأصوات. الضابط السابق هادي سيحكم اليمن خلال السنتين المقبلتين، وربما سيحقق ما لم يشهده إلى حد الآن الربيع العربي، وهو تغيير ناعم للسلطة عوض إسقاط عنيف للرئيس".

وتابعت الصحيفة في ختام التعليق تقول:

"الأمر الحاسم سيكون ما إذا سيرضى صالح المستقيل بوضعه كمتقاعد أو أنه سيواصل من الخلف محاولة التحكم في خيوط اللعبة. إذن إنها ليست مهمة سهلة بالنسبة إلى هادي، الأب لبنتين وثلاثة أولاد. من جانبها حثت القيادية في أوساط الشباب والفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان على كل حال أنصارها على منحه الثقة المطلوبة، وهي تؤكد أن "رئاسته تعد نجاحا للشباب اليمني الذين طردوا صالح".

صحيفة تاغسشبيغل تنبأت بفوز عبد ربه منصور هادي، المرشح الوحيد للانتخابات اليمنية بنسبة ساحقة، وكتبت تقول:

"مع هادي كرئيس دولة جديد تطوي البلاد بعد سنة من الاضطرابات المستمرة، ومئات القتلى واقتصاد منهك صفحة أولى من عهد علي عبد الله صالح الذي استمر 33 عاما، أطول فترة رئاسية في تاريخ اليمن الحديث. صالح موجود حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج الطبي. وينتظر من خلفه أن يقود شعبا غاضبا خلال فترة انتقالية تستمر عامين، وينظم حوارا وطنيا لجميع القوى الساسية، ويمهد الطريق لدستور جديد، إضافة إلى الدعوة في النهاية إلى انتخابات حقيقية لاختيار الرئيس والبرلمان".

وتابعت الصحيفة في تحليلها للمعطيات السياسية في اليمن مقارنة مع بلدان عربية أخرى، وكتبت تقول:

" خلافا لتونس ومصر أو ليبيا يتم رحيل النظام السابق في اليمن بالأقساط. الرئيس السابق صالح أصدر تعليماته لإبعاد اللافتات الدعائية له من مشهد العاصمة صنعاء، وتعويضها بصور هادي. لكن داخل كواليس السلطة الحقيقية للبلاد يبقى حزبه الحاكم وأقرباؤه متحكمين في أهم خيوط السلطة. ابن صالح أحمد يتحكم في الحرس الجمهوري، وابن شقيقه يحيى يقود وحدات خاصة في "الأمن المركزي".

أما فيما يخص شخصية المرشح الوحيد للانتخابات اليمنية، فقد كتبت صحيفة تاغسشبيغل تقول:

"يعد الرائد السابق القليل الكلام رجل وفاق قد تتجاوز معه اليمن عملية الانتقال الصعبة إلى عهد ما بعد صالح. ففي خطاب عبر التلفزيون أعلن الرجل البالغ من العمر 66 عاما عن عزمه إنعاش الاقتصاد، والتفاوض مع الحركات الانفصالية، وإطلاق إصلاحات راديكالية، وتدمير تنظيم القاعدة الإرهابي. "هادي يتمتع بدعم محلي ووطني، وكذلك على المستوى الدولي. إنه شخصية قيادية مرموقة بالنظر إلى المسقبل"، كما أعلن الجنرال علي محسن الأحمر، أحد المقربين سابقا من صالح قبل أن ينضم قبل سنة بفرقته الأولى إلى صفوف المحتجين".

صحيفة تاغستسايتونغ بعدما ذكرت أن انتخابات اليمن يتقدم لها مرشح وحيد، وتخللتها دعوات للمقاطعة في مناطق مختلفة، كتبت تقول:

"الانتخابات الرئاسية لم تبدأ بعُد في اليمن، ليؤكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسبقا للفائز المرتقب دعمه. وجاء في الرسالة التي ُنشرت في واشنطن، والموجهة إلى نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي أن بلده سعيد لإقامة علاقات متينة. وعبر في الوقت نفسه عن أمله في أن تصبح اليمن رمزا للتحول السياسي".

وتابعت الصحيفة في تسليط الضوء على موقف قوى المعارضة التي وافقت في النهاية على وثيقة التفاهم السياسي مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكتبت تقول:

"لكن الحركة غير موحدة. اتحاد ثوري دعا إلى مقاطعة الانتخابات، لأن من بين الأسباب المعلنة لذلك أن العملية السياسية تم التفاوض عليها خلف أبواب مؤصدة، ولا يوجد سوى مرشح وحيد. وبغض النظر عن قضية المقاطعة الانتخابية يخشى الكثيرون من أنه لن يتغير شيء في الحقيقة بعد رحيل صالح. فأقارب ومنتمون لدائرته الضيقة مازالوا يتحكمون في كثير من المناصب، كما أن القوى الأمنية المسئولة عن أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين يتحكم فيها أبناؤه وأبناء أشقائه".

وعن الواقع السياسي والأمني في مختلف أنحاء اليمن أثناء الاقتراع الانتخابي، كتبت الصحيفة تقول:

"في الوقت الذي تغلب فيه صور هادي على المشهد العام في صنعاء، توجد على جدران مدينة عدن الساحلية في الجنوب ملصقات الدعوة للمقاطعة. "لا للانتخابات، نعم للانفصال"، ُكتب على واحدة منها حسب وكالة الأنباء الفرنسية، كما ُكتب على أخرى " ضمان فشل الانتخابات واجب وطني وديني". وشهدت الأيام الأخيرة هجمات مسلحة عدة على مراكز اقتراع، وحصلت تبادلات إطلاق نار ومداهمات بتنفيذ من السلطات أدت إلى سقوط قتلى".

إعداد: م أ م

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد