1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليمن: هل اخترقت القاعدة الأمن أم أُستُخْدِمت لتصفية حسابات؟

٥ يونيو ٢٠١٢

تزايد العمليات الإرهابية في اليمن، وتنوع طرق تنفيذها، وكذلك تعدد الجهات التي تتبناها في بيانات متناقضة يطرح أكثر من علامة استفهام حول علاقة القوى السياسية المتصارعة بتنظيم القاعدة، ومدى استخدامها له لتصفية حسابات سياسية؟

https://p.dw.com/p/1583G
Terror Bekämpfung im Jemen Zu den Schlagwörter: Yemen, Jemen, Terror. Kaida, Qaida, Saleh, Salih, Aden, Sanaa, Main title: Yemen: the growing terrorist operations. Is it the expression of the expansion of al Qaeda activity? Or is it an expression Gunn mutual political messages?! Phot0 title :  Terrorism must be a serious pest to control the world Photographer: Saeed Alsofi ( dw .correspendent) Photo Taken : Sana,a - Yemen - May 2012 Rechte : Saeed Al sofi
صورة من: Saeed Al sofi

في الآونة الأخيرة وبالتزامن مع الضربات الموجعة التي وجهها الجيش اليمني ولجان المقاومة الشعبية في محافظة أبين الجنوبية ضد جماعة تنظيم القاعدة المعروفة محليا بـ "أنصار الشريعة" تزايدت العمليات الانتحارية سواء بواسطة أشخاص مجهزين بأحزمة ناسفة أو بسيارات مفخخة أو بواسطة العبوات الناسفة. ففي يوم 21 أيار/ أيار الماضي أستهدف تجير انتحاري بحزام ناسف كتيبة من قوات الأمن اليمنية كانت تقوم بالبروفة الأخيرة استعدادا للمشاركة في العرض العسكري الذي كان سيتم في اليوم التالي بمناسبة الذكرى الـ22 لإعلان الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، وهي العملية التي نتج عنها مقتل وإصابة ما يزيد عن ثلاثمائة جندي من أفراد الأمن والجيش اليمني. وفي 25 أيار/مايو الماضي استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري إحدى المدارس التي يتجمع فيها أنصار عبد الملك الحوثي قائد الحركة الحوثية الزيدية الشيعية في محافظة الجوف، وأسفرت العملية عن مقتل حوالي 20 شخصا. كما أقدم انتحاري آخر على محاولة تفجير نفسه في مسيرة للحوثيين في محافظة صعدة.

انقسام في الأجهزة وتعدد في المواقف

Soldiers lie in hospital beds after being injured in a suicide bomb attack in Sanaa May 21, 2012. A man with explosives strapped under his army uniform killed more than 90 people in the Yemeni capital Sanaa on Monday when he blew himself up in the midst of a military parade rehearsal, the defence ministry said. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CRIME LAW)
أكثر من 100 قتيل ونحو ثلاثمائة جريح في تفجير صنعاء في 21 مايو/ ايار الماضيصورة من: Reuters

وفيما ساد الصمت حول عمليتي صعده والجوف، حظيت عملية صنعاء باهتمام واسع، من حيث الإدانة وتعدد الجهات التي أعلنت تبنيها للعملية وتناقض الروايات وارتباك المواقف، فقد سارع المركز الإعلامي لوزارة الداخلية لإعلان اسم الانتحاري المفترض الذي نفذ عملية صنعاء، ليتضح فيما بعد أن الانتحاري المزعوم لا يزال على قيد الحياة. واضطرت الوزارة إلى الاعتذار علنا عن ذلك الخطأ، وهي خطوة (أي الاعتذار) عدها الكثير من اليمنيين إيجابية كونها تحدث لأول مرة في اليمن. لكن وبحثا عن أي "نصر" كان سارعت الداخلية مرة أخرى إلى الإعلان عن إلقائها القبض على أثنين من عناصر تنظيم القاعدة وبحوزتهما عبوات ناسفة على شكل أحزمة ولكن بيان منسوب لتنظيم القاعدة نفى علمه بمن يكون الشخصان مؤكدا عدم ارتباطهما بالتنظيم.

ورأت صحيفة الوسط اليمنية في تقرير نشرته في عددها الصادر يوم 30 مايو الماضي أن الداخلية لم تكن مهيأة للتعامل مع عملية بهذا الحجم والنوع في ظل انقسام أجهزتها وحضور المكايدات السياسية ومحاولة أطراف الصراع ممثلة بمعسكري الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والمعسكر المؤيد للثورة ضده، تحميل كل منهما المسؤولية للآخر. وأرجع وزير الداخلية اليمني عبد القادر قحطان سبب الضعف الحاصل في المؤسسات العسكرية والأمنية إلى اختلال المنظومة القيمية والوطنية، حين قال في ندوة عقدت مؤخرا بصنعاء "إن تلك المؤسسات خرجت عن غاياتها ومهامها الدستورية والقانونية المتمثلة بحماية أمن الوطن واستقراره".

القاعدة والأجهزة الأمنية. من أخترق من؟

Terror Bekämpfung im Jemen Zu den Schlagwörter: Yemen, Jemen, Terror. Kaida, Qaida, Saleh, Salih, Aden, Sanaa, Main title: Yemen: the growing terrorist operations. Is it the expression of the expansion of al Qaeda activity? Or is it an expression Gunn mutual political messages?! Phot0 title : Candlelight march condemning terrorism  Photographer: Saeed Alsofi ( dw .correspendent) Photo Taken : Sana,a - Yemen - May 2012 Rechte : Saeed Al sofi
رفض شعبي للإرهاب تحت اي مسمىصورة من: Saeed Al sofi

ولكن المفاجأة كانت في تعدد البيانات التي أظهرت تنظيم القاعدة مكشوفا ومخترقا. فقد صدر بيان باسم "أنصار الشريعة" بعد ساعات من العملية يعلن فيه مسؤوليته عن العملية التي قال إن أحد جنود الأمن المركزي نفذها انتقاما "ممن قتل المتظاهرين العزل من أبناء المسلمين في ثورتهم على الطواغيت الظالمين في ساحات التغيير، وسام إخواننا المجاهدين الأسرى سوء العذاب في سجون الأمن السياسي". لكن بيان آخر صادر عن "تنظيم الجهاد في جزيرة العرب" يناقض البيان الأول، مشيرا إلى أن منفذ العملية ( هيثم حميد حسين مفرح ) "وقع ضحية لشبكة من عملاء الصليبين في الأمن القومي ممن تم دسهم بين المجاهدين الذين قاموا باستبدال الحزام الناسف بآخر تم تفجيره عن بعد قبل أن يتمكن من الوصول إلى الهدف المقصود"، ومؤكدا أنه تم إعداده لعملية كان من المفترض" أن تستهدف قادة الحرب الأمريكية ضد إخواننا في أبين"، والمقصود هنا وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللذان كانا حاضران العرض العسكري أثناء التفجير.

ولكن بيان ثالث صدر أيضا باسم "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" كذَّب ما تم نشره في البيان السابق ونفى صلته بالمجاهدين، مؤكدا أن العملية " تمت بإشراف أمراء التنظيم وقياداته العسكرية، وأن ما زعمه هذا البيان المفبرك ما هو إلا محض افتراء يستهدف النيل من مصداقية المجاهدين.. وتشكيك المسلمين في أبنائهم المجاهدين".

ولتفسير هذه الحالة يقول الخبير اليمني المتخصص بشؤون التنظيمات الإرهابية نبيل البكيري لــDW " إن الإرباك الحاصل هو دليل على وجود اختراقات متبادلة بين التنظيم والأجهزة الأمنية بحكم العلاقة السابقة"، ويعتقد نبيل "أن البنية التنظيمية (العنقودية) لتنظيم القاعدة قد سهلت هذا الاختراق وساعدت على استغلال خلاياه العنقودية في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية "، وهذا كما يقول البكيري يفسر البيانات المتعددة والمتناقضة، ولكنه لا يعني تمددا لنشاط القاعدة .

استخدام القاعدة لتصفية حسابات الخصوم؟

EDS NOTE: GRAPHIC CONTENT - Forensic policemen collect evidence at the site of a suicide bomb attack at a parade square, killing some scores of people, in Sanaa, Yemen, Monday, May 21, 2012. Officials say Monday's bombing near Sanaa's presidential palace is one of the deadliest attacks in the city in months. (Foto:Hani Mohammed/AP/dapd)
العملية الانتحارية في صنعاء تبنتها أكثر من جهة في بيانات متناقضةصورة من: dapd

مسألة توجيه الاتهامات والبيانات باسم القاعدة من طرف ضد أخر بات أمرا معتادا، ولكن خطورته تكمن في استخدام القاعدة لتصفية الحسابات بين الخصوم، وهذا يثير التساؤل حول مدى خطورة القاعدة بالفعل وعلاقتها بأطراف الصراع ومدى استغلالها من قبل حلفاء الأمس ضد خصوم اليوم، خاصة وأن هناك اتهامات بأن عناصر في القاعدة كانت تربطها علاقة وثيقة بالنظام الذي كان على رأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، واللواء المنشق عنه علي محسن الأحمر، وهي العناصر نفسها التي انقسمت في ولائها للطرفين بعد أن اختلفا وافترقا. وهنا تكمن المشكلة ـ كما ذكرت صحيفة الوسط الأهلية اليمنية نقلا عن مصادر لم تسمها: "فمن هو القادر اليوم على تحديد القاعدة الحقيقية، فيما مركزها يهلل لكل عملية إرهاب ويعدها نصرا ساحقا للتنظيم دون أن يعرف منفذيها أو دوافعهم وخلفياتهم ".

سعيد الصوفي- صنعاء
مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد