1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهبوط على القمر في صور

٢٠ يوليو ٢٠٠٩

تحتفل الولايات المتحدة بشعور من الاعتزاز بذكرى مرور أربعين عاما على غزو القمر في 20 تموز/يوليو ونزول أول إنسان على سطح أقرب جار فضائي للأرض. جولة مصورة عن تفاصيل هذا الحدث، الذي بقي راسخاً في تاريخ البشرية.

https://p.dw.com/p/IriK
صورة من: AP

­نيل أرمسترونج – لا يزال طياراً في قلبه

منذ "القفزة العملاقة للبشرية" قبل حوالي أربعة عقود، ظل نيل أرمسترونج بعيدا عن دائرة الضوء على مدى تلك السنوات، وصار أول إنسان يسير على سطح القمر في 20 تموز/ يوليو عام 1969 أثناء مهمة مركبة الفضاء "ابوللو 11 " التي أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وشاهد الملايين في أنحاء العالم أرمسترونج في أولى خطواته على سطح القمر على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفاز، حيث ردد كلماته البسيطة " هذه خطوة واحدة صغيرة لإنسان، (ولكنها) قفزة عملاقة للبشرية جمعاء".

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

لكن صاحب أول خطوة لإنسان على سطح القمر قال إن الذهاب إلى القمر لم يستهوه قدر التكنولوجيا التي نقلته إلي هناك. ولد أرمسترونج في واباكونيتا بولاية أوهايو الأمريكية عام 1930 وركب الطائرة لأول مرة وهو في السادسة من عمره. وفي الخامسة عشر، بدأ الطيران، حيث عمل في وظائف مختلفة داخل نطاق مدينته كي يوفر ثمن الدروس التي كان يتلقاها في مطار محلي. وبحسب سيرته الذاتية في ناسا، حصل أرمسترونج على رخصة قيادة طائرة قبل أن يقود سيارة. وبعد أن تم استدعاؤه للخدمة العسكرية في البحرية الأمريكية عام 1949، طار أرمسترونج في 78 مهمة قتالية أثناء الحرب الكورية، ثم عمل في وقت لاحق مهندسا وطيار اختبار، وصار رائد فضاء عام 1962 وطار في أول مهمة له عام 1966. وتطلبت رحلته إلى القمر أربع سنوات من التدريبات.

وعومل أرمسترونج وزملاؤه الرواد مايكل كولينز وبوز الدرين على متن "أبوللو 11" معاملة الأبطال عقب هبوطهم التاريخي على سطح القمر، بل ونالوا وسام الحرية من الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون، بيد أن أرمسترونج حاول منذ ذلك الحين أن يحيا حياة هادئة، حيث تقاعد من رحلات الفضاء بعد رحلته إلي القمر، كما أمضى عاما مديرا في ناسا قبل أن يقوم بتدريس هندسة الفضاء حتى عام 1979. ورفض لسنوات عدة الظهور في الإعلانات وعندما صار متحدثا باسم كرايسلر تردد أنه إنما فعل ذلك لإعجابه بقسم الهندسة بها. ومنذ ذلك الحين، عمل أرمسترونج بصورة واسعة في القطاع الخاص وأطلق اسمه على العديد من المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة، كما افتتح متحف نيل أرمسترونج للطيران والفضاء في واباكونيتا عام 1972 . تزوج أرمسترونج مرتين ولديه ابنان ويعيش الآن في مزرعة بولاية أوهايو.

بوز الدرين – هبوط على القمر وحياة مثيرة

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

حتى بعد رحلته إلى القمر، عاش بوز الدرين حياة مثيرة، فقد كان عالما ومهندسا ومؤرخا لاستكشاف الفضاء وكاتب روايات الخيال العلمي وضيف شرف في حلقات سيمسونز عام 1994 كما سجل واحدة من أغاني الراب مع سنوب دوج وكوينسي جونز في وقت سابق من العام الحالي. صار الدرين ثاني رجل يسير على سطح القمر في 20 تموز/ يوليو عام 1969 بعد نيل أرمسترونج قائد الرحلة مباشرة. ولد ادوين يوجين الدرين جي آر في نيوجرسي عام 1930 واكتسب اسم شهرته كطفل عندما أخطأت شقيقته الأصغر في نطق كلمة " بروزر" أي "شقيق" ونطقتها "بوزر". وقد جعل من " بوز" اسمه الأول القانوني عام 1988. تخرج الدرين من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت عام 1951 والتحق بالقوات الجوية الأمريكية وقام بـ 66 مهمة قتالية خلال الحرب الكورية. حصل الدرين على الدكتوراه في الملاحة الفضائية من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا عام 1963 واختير ليكون واحدا من رواد الفضاء في ناسا في وقت لاحق من ذاك العام.

ساهم الدرين في تطوير تقنيات الهبوط للمركبات الفضائية التي تدور حول أجرام سماوية لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا، وفي عام 1966 أنجز أول عملية سير في الفضاء في تاريخ العالم. يعزو البعض لالدرين أولي الكلمات التي نطقها العالم على سطح القمر مثل تصريحه" الاتصال تم برفق. اوكي المحرك توقف" تلك التي دخلت كل بيت في العالم قبل إعلان أرمسترونج الشهير " النسر قد هبط." وتسلم الدرين مع أرمسترونج ومايكل كولينز رفيقيه في المركبة أبوللو 2 وسام الحرية الرئاسي من ريتشارد نيكسون عام 1969 . كتب الدرين في سيرته الذاتية التي صدرت مؤخرا انه بعد تقاعده من الخدمة عام 1972 عاني من إدمان الكحول والاكتئاب لعدة سنوات ثم دخل للعلاج في إحدى المصحات عام 1975. حمل الدرين لواء الدعوة إلي استكشاف الفضاء وتوصل إلى خطة لمهام إلى المريخ عام 1985.

وقال الدرين في مقابلة أجراها مؤخرا أن رواد فضاء ناسا يمكن أن يتعلموا المزيد من الذهاب إلي المريخ عنه إلي القمر. كما إن الدرين حاصل على ثلاث براءات اختراع في تصميمات الصواريخ والمركبات الفضائية. وربما صار الدرين أكثر من أي رائد آخر شخصية ثابتة في الثقافة الشعبية. فقد سميت شخصية بوز لايتيير وهي واحدة من شخصيات ديزني الشعبية باسمه كما صار النموذج في برنامج مونمان ماسكوت اند اوارد الذي تنتجه شبكة إم تي في التليفزيونية.

مايكل كولينز – الجندي المجهول في أبوللو 11

Flash-Galerie Astronaut Michael Collins
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

على الرغم من أنه لا يحظى بنفس الشهرة التي يحظى بها زميليه في أبوللو 11، إلا أن مايكل كولينز كتب له النجاح في رحلات الفضاء والحكومة وعالم المال والأعمال والكتابة بل إنه شق طريقه في عالم الغناء من خلال أغنية من الروك أند رول. دار كولينز حول للقمر من على متن مركبة الفضاء أبوللو بينما هبط زميلاه نيل أرمسنرونج وبوز الدرين وسارا على سطح القمر في 20 تموز / يوليو عام 1969 . وفي عام 1970 كتبت وغنت فرقة جيترو تول لموسيقى الروك البريطانية أغنية لمايكل كولينز سماها جيفري وأنا، روى فيها كيف أنه ترك وشأنه بينما حظي الآخرون بالشهرة. وفي كتابه الذي روى فيه سيرته الذاتية كتب يقول إنه شعر دائما أن دوره في المهمة لا يقل أهميه عن دور زميليه. فبدون قيام كولينز بقيادة مركبة القيادة وإعادة الالتحام مع الرائدين اللذين سارا على سطح القمر، فإن الرواد لم يكن بمقدورهم العودة للأرض.

ولد كولينز عام 1930 في روما حيث كان يتمركز والده الميجور جنرال بالجيش الأمريكي .ثم انتقل بعد ذلك إلى واشنطن وتخرج في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت عام 1952 بحسب سيرته الذاتية الرسمية في ناسا. خدم كولينز في القوات الجوية كطيار مقاتل وطيار اختبار ووقع عليه الاختيار ليصبح رائد فضاء عام 1963، وقام برحلتي فضاء، أولهما عام 1966. وتقاعد رائد الفضاء عام 1970 من العمل في ناسا للانضمام إلي إدارة نيكسون كمساعد لوزير الخارجية للشئون العامة. وبعدها بعام التحق بالعمل بمعهد سميثسونيان وأشرف على بناء متحف الطيران الوطني والفضاء في واشنطن حيث يتضمن المعرض العديد من مقتنياته من الرحلة الفضائية. وفي عام 1980 دخل للعمل في القطاع الخاص ويعمل حاليا مستشارا.

إصرار كندي على ضرورة فرض الولايات المتحدة سيطرتها على الفضاء

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

في هذه الصورة التي التقطت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1963، والموجودة في مكتبة متحف كيندي، نرى نائب مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) آنذاك الدكتور روبرت سيمانز على اليسار والدكتور فيرنر فون براون في الوسط، ينظران للرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي (على اليمين) وهو يشير إلى أعلى في محطة كاب كانيفرال. وقد عرضت مكتبة جون ف. كينيدي شريطا مسجل مدته 73 دقيقة يوضح كيف أصر كينيدي على ضرورة أن تسبق الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد السوفيتي في فرض سيطرتها على الفضاء.

خطوات أرمسترونج الأولى على سطح القمر شكلت نكسة للاتحاد السوفيتي

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

حقق الاتحاد السوفيتي انتصارا بإطلاق "سبوتنيك" أول مكوك يرسل إلى الفضاء في 1957 وإرسال أول رائد إلى الفضاء يوري غاغارين في 1961، لكنه اضطر للاعتراف بهزيمته بعد ذلك أمام خصمه الأمريكي عندما أصبح نيل ارمسترونج قبل أربعة عقود أول إنسان يطأ سطح القمر.

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

في هذه الصورة التي التقطت في 24 يوليو/تموز عام 1969، نرى الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية ريتشارد نكسون يحيي طاقم الفضاء على متن أبوللو 11.

الخطوة الأولى للرجل على سطح القمر حلم جيل لم يكتمل

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

جعلت الخطوة الأولى للإنسان على سطح القمر في العام 1969 جيلاً كاملاً يحلم بأن الإنسان سيطأ سطح المريخ في مطلع القرن الحادي والعشرين، لكن منذ ذاك التاريخ اقتصرت الرحلات المأهولة على مناطق قريبة من الأرض، على ما قال أشخاص عايشوا الإنجاز الذي تحقق بفضل مركبة ابولو 11.

ثماني سنوات فصلت بين أول رحلة قام بها إنسان في الفضاء وهو يوري غاغارين في نيسان/ابريل 1961 وبين وصول الإنسان إلى القمر. ويقول ايفان كورنو الذي كان في الحادية عشرة حين وطأت قدما الأمريكي نيل أرمسترونغ سطح القمر في 20 تموز/يوليو 1969: "تصورت حينها أني سأشهد استيطان القمر والمشي على سطح المريخ". ويضيف رائد الفضاء السابق الذي يأسف لعدم اكتراث جيل الشباب الحالي بالعلوم: "ظننت أنه سيمكنني رؤية الأرض" من الفضاء.

استعادة خطوات الإنسان الأولى على سطح القمر عن طريق الانترنت

Flash-Galerie 40 Jahre Mondlandung
صورة من: AP

بعد أربعة عقود على الخطوات الأولى التي قام بها الإنسان على سطح القمر، يمكن لمستخدمي الانترنت أن يعيشوا مجدداً هذا الإنجاز بفضل إعادة إحياء لمهمة "أبولو 11". ويمكن مشاهدة هذه الاستعادة الافتراضية على شبكة الانترنت على موقع "ويتشوززيمون دوت اورغ". ويشمل التحريك أحدث أدوات التواصل المتوفرة، يضاف إليه مجموعة تنبيهات تتم عبر الرسائل الالكترونية وعبر "تويتر". وبحسب توم ماك نوت أحد المسؤولين عن المشروع "من الممكن رؤية وسماع أمور أكثر مما استطاع المشاهدون رؤيته في العام 1969. ولم تقم أي وسيلة إعلام إلى الساعة بتغطية هذا الحدث على هذا النحو، دقيقة بدقيقة خلال أيام المهمة الأربعة". وشرح: "هدفنا هو تقاسم هذا الإرث مع الأجيال الشابة".

وسيتم على الموقع عرض تسجيلات الاتصالات التي تبادلها رواد الفضاء ومركز المراقبة في هيوستن (تكساس) والتي صارت أسطورية.وسيتلقى مستخدمو الانترنت تنبيهات من خلال البريد الالكتروني بدءا من اللحظة المحددة التي حطت فيها المركبة الفضائية على القمر. ويقول توم ماكنوت: "هدفنا هو خلق وصلة تفاعلية حتى يستطيع الأكثر شباباً إدراك أهمية الانجاز الذي تحقق في العام 1969".

إعداد: سمر كرم

مراجعة: طارق أنكاي