الموسيقى الكنسية.. أكثر مؤلفات باخ تميزاً
لم يؤلف الموسيقار يوهان سيباستيان باخ موسيقى خاصة بالأوبرا، لكنه ألف موسيقى "كانتاتا" الكَنَسية. تتناول هذه الموسيقى الدرامية، مواضيع دينية مرتبطة بحياة الناس اليومية. ولا تزال الكانتاتا تحمل رسالة عالمية تعكس تألقها.
يا لجمال تألقك يا نجمة الصباح
تحتل المقطوعة الموسقية رقم 1 من بين 1120 مقطوعة موسيقية ألفها الموسيقار يوهان سيباستيان باخ. وهذه المقطوعة، كانتاتا رقم 1، تحمل عنوان "يا لجمال تألقك يانجمة الصباح" وهي لحن لترتيلة كتبها القس الألماني مارتن لوثر. ويتميز لحن الترتيلة بالصفاء وبتمازج الألحان بين عذوبة وقع صوت الكمان وبين التمايل المفعم بالبهجة والسرور.
هاهو ذا مُخَلص البشرية قد أتى
كتب القس الألماني مارتن لوثر هذه الترتيلة عام 1524. وبالرغم من طبيعة الموضوع البهيج، إلا أن الصوت كان يوحي بالحزن. وقام باخ بتأليف ثلاثة مقوطوعات موسيقية اعتمادا على هذه الترتيلة ، وقد ألف باخ المقطوعة الأولى في عام 1714 أثناء تواجده في مدينة فايمر. بدأ بتصعيد النغمات على غرار الموسيقى الفرنسية التي كانت شائعة في ذلك الزمن، وهذا ما أدى إلى إرتقاء الإحساس بهذه الموسيقى.
استيقظوا هناك صوت ينادينا
تتناهى إلى مسامعنا في منتصف هذه القطعة الموسيقية نغمات لطيفة ذات إيقاع هادىء، وهي من الصفات الجذابة التي تتسم بها موسيقى باخ، ويُعرف هذا النوع من الموسيقى بموسيقى كانتاتا، وهي ترصد العلاقة بين السيد المسيح وبين الأرواح االحائرة التي تواجدت بشكل مجازي.
لقد طفح بي الكيل
المعاناة من تكاليف وأعباء الحياة قد تدفع بالإنسان اإلى طلب الموت، أملا في التخلص من عذاب حياة الدنيا ودخول الجنة. يرجع تاريخ تأليف هذه المقطوعة إلى عام 1727، وقد كتب النص المرافق للمقطوعة كريستوفر بيركمان (24 عاما) حين كان طالبا يدرس اللاهوت في مدينة لايبزيغ. ولا داعي للاستغراب، لأن باخ كان يكلف شعراء مغمورين بكتابة النصوص المرافقة لموسيقاه.
البكاء.. الشكوى.. الغم.. الإرتعاش
بعد أن عمل باخ عازفا على الأورغن الكنسي في فايمار، وبعد أن عُينَ عام 1714 مديراً للحفلات الموسيقية، قام بتأليف مقطوعة كانتاتا التي تصور وداع السيد المسيح لتلاميذه من الحواريين على أمل اللقاء بهم يوما ما. رغم العنوان الذي يتضمن قدراً كبيراً من الإحباط، إلا أن هذه القطعة الموسيقية تتضمن رسالة مفعمة بالتفاؤل بمناسبة قدوم يوم الأحد الثالث الذي يُصادف بعد حلول عيد الفصح.
أيتها الأبدية.. يا الكلمة المرعدة
عمل مختلف من تأليف باخ أثناء إقامته في فايمر. فبدلاً من الترجي أو تعزية النفس، الخوف من نيران الجحيم. ولتوضيح هذه المخاوف يلجأ إلى استخدام التعابير المناسبة التي يمكنها أن تكشفَ عن مكنوناته كمثل: قلبي يرتعش، ولساني يلتصق بحلقي. في النهاية هناك بصيص أمل تتخلله صرخات المعاناة من آعباء وتكاليف الحياة ومن إغراءاتها.
الحزن يتملكني
يقول قائد الأوركسترا، السير جون إليوت، في تقيمه لهذه المقطوعة الموسيقية بأنها "من أكثر أعمال باخ روعة". تتألف المقطوعة من جزأين: تتضمن الكانتاتا 11 حركة طويلة نسبياً. ويترواح المزاج الغالب على هذه المقطوعة الموسيقية بين العواطف الفياضة وبين الشعور بالفرح.
كانت لدي الكثير من الأحزان
"الأفعى الهائجة، والتنين القاذف لألسنة اللهب، والعواصف الهوجاء التي تهب قبالة السماء وتهدد بإنتقام لا هوادة فيه... غير أن القديس ميخائيل تابع غزوته وقام المضيفون الذين تحلقوا حوله بالإطاحة بوحشية الشيطان". تم تجسيد هذه المشهد الذي يصور المواجهة المروعة بين ميخائيل وبين الشيطان بمناسبة الإحتفال بيوم القديس ميخائيل. الكاتب: ريك فولكر/ غ.د