1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المهاجرون ولعبة القط والفأرعلى حدود شمال اليونان

٢١ ديسمبر ٢٠١٦

الحدود في شمال اليونان مغلقة منذ بداية 2016. هذا الوضع ينعش عمل المهربين، لأن اللاجئين يعولون على مساعدتهم في عبور الحدود، كما هو الحال أيضا في بلدة تيسالونيكي اليونانية. تقرير لبافلوس زفيروبولوس.

https://p.dw.com/p/2UYdT
Griechenland Flüchtlinge vor wärmendem Feuer im Flüchtlingscamp nahe Thessalonioki
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS

أمام محل لبيع وجبات الكباب السريعة بالقرب من محطة القطار الرئيسية كانت هناك حشد من اللاجئين الذين تجمعوا  لتعبئة بطاريات هواتفهم النقالة، وهم يشربون الشاي. جميعهم يعرفون هذا المحل الذي تطور في السنتين الأخيرتين إلى نقطة لقاء للاجئين الذين يعتزمون مواصلة رحلتهم إلى شمال أوروبا وعبور ما يسمى بطريق البلقان.

إفانغيليا كرانيكولاس صاحبة محل الوجبات السريعة هناك تقدم للناس في منازل مجاورة مهجورة وللذين ينامون في ساحة محطة القطار إمكانية الحصول مجانا على التيار الكهربائي لتعبئة هواتفهم النقالة . كما إنها تقدم وجبات أكل مجانية للمحتاجين، وتقدم لبعض العائلات لاسيما في الليالي الباردة مكانا دافئا لهم، وبالتالي فإن إفانغيليا كرانيكولاس معروفة ولقبها هو "مامي".

عايشت إفانغيليا ظروفا كثيرة خلال السنتين الأخيرتين. في البداية تم  منتصف عام 2015 فتح الحدود في الشمال ثم إغلاقها بداية العام الجاري. وحتى لو أن عدد الوافدين تراجع مقارنة مع صيف 2015، إلا أن العدد مايزال مرتفعا. وقالت إفانغيليا كرانيكولاس:"كيفما كان الوضع، فإن اللاجئين سيجدون دوما منفذا لمواصلة طريقهم". بعض المهاجرين المتجمعين أمام محل الوجبات السريعة يؤكدون هذا الكلام، مشيرين إلى أنهم يخططون لمغادرة اليونان انطلاقا من حدودها الشمالية للوصول إلى أوروبا الوسطى.

ومن يقضي اليوم هناك يمكنه مراقب حركة والذهاب والإياب إلى محل الأكلات السريعة، حيث لا يمكن مشاهدة مجموعات اللاجئين فقط، بل أيضا رجالا يثيرون الانتباه بسبب هندامهم المرتب. أحدهم يقدم نفسه كسائح. وبلكنته اللندنية القوية يؤكد بأنه جاء إلى محل الأكلات السريعة لمقابلة بعض الأفغان. بعد ساعات قليلة نشاهده فجأة بالقرب من بناية مهجورة يتحدث إلى عائلة أفغانية نصبت خيمتها للمبيت هناك. ويقول لاجئون آخرون إن العائلة حاولت قبل أيام عبور الحدود، غير أن الشرطة ضبطتها وأعادتها.

ثقوب لعبور الحدود

موظف شرطة يوناني بالقرب من محل الأكلات السريعة يصف الوضع قائلا:"أعتقد أن تهريب البشر يزداد". ويعمل الشرطي في وحدة لمكافحة تهريب البشر في تيسالونيكي. وأشار الشرطي إلى أن الحدود اليونانية شهدت بعض الهدوء بعد إغلاقها، ما أتاح للمهربين ترقب تطور الأوضاع، ويضيف:"في الأسابيع الأخيرة زاد عدد الاعتقالات بسبب تهريب البشر. هناك منظمات ناشطة وهناك أشخاص يريدون عبور الحدود. إنها ببساطة قضية عرض وطلب".

Griechenland Menschenschmuggler in Thessaloniki Dönerladen
العديد من اللاجئين يتوافدون على محل الوجبات السريعة في تيسالونيكي لتعبئة بطاريات هواتفهم مجاناصورة من: DW/P. Zafiropoulos

لا يُعرف العدد الحقيقي للأشخاص الذين يتم تهريبهم عبر الحدود اليونانية. وقد جاء في مقال لصحيفة وول ستريت نقل تصريحات لموظفين تابعين لإدارة الهجرة الأوروبية أن مكان إقامة نحو 13.000 لاجئ ومهاجر مسجلين في اليونان غير معروف. وذكر موظفون رسميون يونانيون وأوروبيون للصحيفة أيضا أن نحو 500 شخص يُهربون أسبوعيا عبر الحدود الشمالية. لكن خبراء يؤكدون بأن هذه الأعداد تعكس أرقاما تقديرية فقط.

شبكات التهريب

وتفيد الشرطة بأن المهربين يطلبون مبالغ بين 800 و 1.300 يورو لنقل مهاجر من تيسالونيكي إلى العاصمة الصربية بلغراد. ومن أجل الانتقال من هناك إلى ألمانيا يجب دفع 1.500 يورو إضافية. وفي غالب الحالات لا يتم دفع الأموال مباشرة من قبل المهاجرين، بل من قبل عائلاتهم التي تعيش في الغالب مشتتة في العديد من البلدان.

هذه الأسعار لا تعكس الطلب القوي على المهربين فقط، بل تعكس أيضا صعوبة عبور الحدود. فالاسعار ارتفعت بعد إغلاق الحدود. والمهربون يستفيدون من الإغلاق. وقال الشرطي اليوناني:"إنهم احتفلوا على كل حال بذلك، وعلمنا من مخبرين أن الكثيرين انبسطوا عندما أُغلقت الحدود".

وتقول الشرطة إن عصابات التهريب هي عبارة عن شبكات إجرامية. وفي حال ما تعرضت لضربة من الشرطة، فإنها تتراجع لبعض الوقت لتستأنف نشاطها، فهي لا تتوقف أبدا عن العمل. ويقول الشرطي اليوناني:"هذه الظاهرة لن تنتهي، مادام هناك أناس يريدون عبور الحدود بصفة غير قانونية، وماداموا يهربون من أوطانهم بسبب الحروب والفقر".

حصن أوروبا

وهذا ما أكدته أيضا خبيرة شؤون الهجرة أنجيليكي دميتريادي من العاصمة أثينا التي أوضحت أنه سيوجد دوما طريق نحو أوروبا، معتبرة أنه لا يمكن تشييد "حصن أوروبا" بشكل لا يمكن دخوله بصفة غير قانونية. وأشارت دميتريادي إلى أن السبيل الوحيد لمعالجة مشكلة تهريب البشر هو البحث عن ممرات قانونية لعبور الحدود، لكي لا يكون اللاجئون مجبرين على تكليف مهربين بتنظيم مهمة العبور. وقال الشرطي اليوناني بأن محاربة عصابات التهريب مهمة لضمان أمن أوروبا أيضا.

وعلى الجانب السياسي ليس هناك مؤشرات في الأفق تشير إلى فتح طريق قانوني عبر الحدود الشمالية اليونانية، وعليه ستستمر لعبة القط والفأر بين الشرطة والمهربين، ولكن اللاجئين يبقون في وسط هذه اللعبة.

بافلوس زفيروبولوس/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد