الملحمة الألمانية (6) - من نحن
٣٠ سبتمبر ٢٠١٦
بحسب استطلاع رأي أجرته محطة بي بي سي في عام 2013 اختار أناس من 25 بلدًا ألمانيا بوصفها "البلد المفضل في العالم"، لكن ما السبب في هذا الاختيار؟ وكيف نفسر أن رسامي الكاريكاتور في الخارج يرسمون الألماني رغم ذلك بوصفه شخصا غاضبا عنيفا له شارب مثل شارب هتلر، أو بوصفها جرمانيا ذات نهود ممتلئة تعتمر خوذة عسكري.
"خوف الألمان"
يصطدم كريستوفر كلارك في الجزء السادس من الملحمة الألمانية بأشياء متناقضة أحيانا ومسلية أحيانا أخرى، ولكن أيضا بأشياء نمطية لها جذور تاريخية: مثلا بمقولة "خوف الألمان" الذي لطالما يكون مدعاة للسخرية خارج ألمانيا بوصفه تعبيرا عن نظرة الألمان السوداوية، بينما يرى المؤرخون وعلماء النفس الأسباب في الحروب الكثيرة التي عاشها الألمان – بدءًا بحرب الثلاثين عاما وصولا إلى الحربين العالميتين في القرن العشرين.
ألماني نمطي
هناك أيضا صفات ألمانية نمطية أخرى مثل التقشف المالي الناتج عن فترات الأزمات، أو كما يقول المثل: "وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود"؛ وحتى مارتين لوثر كان قد حذر قائلا: "القرش الذي وفرته أحسن من القرش الذي ستجنيه!". لذا لا يستغرب كريستوفر كلارك أن الألمان يستخدمون معجون الأسنان حتى الغرام الأخير الموجود في العبوة، وأنهم قلما يتركون الضوء الكهربائي شغالا بلا جدوى، وأنهم يفضلون رتي الجوارب على رميها، وأنهم يقرأون إعلانات التخفيضات في واجهات المحلات التجارية كمن يقرأ كتابا مقدسا.
"في وئام مع الجيران"
منذ مباريات كرة القدم العالمية التي نُظمت في ألمانيا عام 2006 تغيرت نظرة العالم بشكل إيجابي نحو "الألمان الذين لا يمكن أن يحسب لهم حساب"، فقد قدم الألمان أنفسهم بوصفهم منفتحين على الآخر ويحبون المرح. "الألمان يريدون اليوم العيش بوئام مع جيرانهم، وليس فوق الشعوب الأخرى أو تحتها"، كما تبين لكريستوفر كلارك.