1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المسلمون في المانيا وديناميكية التغير

كتبته/ شرين حامد فهمي اعداد/ محمود يعقوب٣٠ يونيو ٢٠٠٦

ان مؤتمر " الاسلام والإعلام " الذي أقيم مؤخرا في المانيا، هو ثمرة لجهود المؤسسات الإسلامية هناك، ودليل على ديناميكية جديدة في شكل التعبير عن هوية الاسلام الحقيقية

https://p.dw.com/p/8hLm
الكثير من الصحف لا تتحرى جيدا في نقل معلوماتها عن الآخرصورة من: DW

لم يجد المسلمون الذين يعيشون في ألمانيا في بداية الأمر- منذ أن تعددت أعمال العنف والإرهاب باسم الإسلام – حاجة ماسة تدفعهم لاستنكار هذه الأعمال. الشيء الذي يرجعه البعض إلى إن العديد منهم لم يكن لديه الثقة الكافية في حقه لتمثيل الشكل الإسلامي في مجتمعات غير إسلامية. لكن الحاجة إلى مواقف واضحة وصريحة لإظهار الجانب الحقيقي والوجه الصحيح للإسلام- خاصة بعد الزيادة الغير طبيعية للاتهامات الموجهة إليه، ووصفه انه والإرهاب وجهان لعملة واحدة- هو ما دفع الكثير من المؤسسات الإسلامية إلى التفاعل الايجابي من خلال الاشتراك في العديد من الندوات والمناقشات التي تتناول للإسلام كموضوع للمناقشة. وكذلك القيام بالمسيرات السلمية لتعبير عن رأيهم إزاء تلك القضايا.

الخلط بين الاسلام والإرهاب

Demonstration Gemeinsam fuer Frieden gegen Terror in Köln
مسيرات سلمية للاتراك المسلمين في المانيا تندد بالارهابصورة من: AP

احد هذه الندوات تحت اسم " الإسلام والإعلام " تحاول في المقام الأول معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت الإعلام في ألمانيا بوسائله المختلفة عدوا للإسلام، والسر الحقيقي الذي دفعها إلي ربط الاسلام بالعديد من قضايا العنف كجريمة قتل الشرف مثلا على الرغم من عدم وجود أي علاقة بين الاسلام كدين بهذه الجرائم. ان هذه الندوة امتازت بالشفافية والتفكير المنطقي في معالجة هذه الإشكالية، من قبل العديد من المثقفين الالمان. حيث اعترف العديد منهم ان الكثير من المواضيع التي تتناول الاسلام كظل دائم للإرهاب تفتقر للمنطقية، وتحيد بشكل واضح عن الأسس الصحيحة التي تُتَبع في الكتابة الصحفية.

ان هذه الندوة استطاعت وبشكل كبيران تحدد أبعاد وأسباب هذه المشكلة، حيث يرجع السبب فيها في المقام الأول للصحفيين، الذين ينقصهم الفهم الكامل للإسلام، واختلاط الأمر لديهم بربط الاسلام بالأقليات الدينية في أوروبا، حيث ان هذا الدين هو دين عالمي، يؤمن به العديد من الناس الذين يتجاوز أعدادهم حدود هذه القارة. ولعل من أجرأ التساؤلات في هذه الندوة تلك التي طرحها الصحفي الألماني ميشائيل لودرز:" لماذا يُسأَل المسلمون بصورة مستمرة عن موقفهم من "ابن لادن"، هل يرغب الالمان بدورهم ان يسألهم البعض عن موقفهم من "أدولف هتلر" ؟. ان ما أراده السيد لوردز بهذا التساؤل ان يلفت النظر إلي الخلط الذي يحدث في كثير من الأحيان بين الدين وشخصيات في النهاية لا تدخل في جوهره وكيانه باي شكل من الأشكال.

الايجابية في التعبير

USA Terror Jahrestag
احداث سبتمبر زادت من حساسية موقف المسلمين في اوروباصورة من: AP

لعل من أهم ما أشير إليه في فاعليات هذا المؤتمر، هو فرص وإمكانيات التعبير وتفاعل المسلمين بشكل ايجابي واضح في العديد من المواقف السياسية الخارجية، والتي تستلزم في كثير من الأوقات إظهار المبادرة وتحديد المواقف من هذه القضايا.

أيمن مزيك أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا عبر عن هذا بقوله:" يجب ان يتعدى الدور الإسلامي في المانيا الكلام الى الفعل والعمل الايجابي، وكذلك الخروج من دائرة الشكوى الى مرحلة الفعل النافع والمبادرة الشجاعة."

ان هذا التعبير الايجابي للمؤسسات الإسلامية في المانيا، هو بالتأكيد يبرز فهم حقيقي لطبيعة الموقف. حيث ان السلبية في إبراز الرأي في هذه الأمور قد يساء فهمه في بعض الأحيان، والذي قد يفهم على انه شكل من أشكال التأييد والموافقة. ان وجود مؤتمر تحت اسم " الاسلام والإعلام " هو ثمرة جهود طويلة بذلتها تلك المؤسسات الإسلامية، وهو شيء دعت إليه طبيعة الموقف، ونادى إليه العديد من المثقفين المسلمين وغير المسلمين في المانيا. ومن أمثلة تلك المواقف الايجابية ما أعلنه نديم الياس الرئيس السابق للمجلس الأعلى للمسلمين في المانيا في ديسمبر السابق عن استعداده ان يتم استبداله بالمختطفة الالمانية في العراق سوزانا اوستهوف، وأطلق نداءه مع الكثير من المؤسسات الإسلامية في الصحف الالمانية بقولهم:" أطلقوا سراحها!!.". ولعل ما صرحت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بعد خروج مسيرات سلمية للمسلمين في المانيا تحت شعار" مسلمون ضد العنف"، بقولها:" انه يسعدني بشدة، ان المسلمين في المانيا استطاعوا ان يعبروا عن رأيهم الثابت بهذا الوضوح.“

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد