1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المستشارة ميركل: الحزب المسيحي الديمقراطي سيبقى حزب الوسط

٢٧ نوفمبر ٢٠٠٦

افتتح اليوم المؤتمر السنوي للحزب المسيحي الديمقراطي في مدينة دريسدن، حيث تم إعادة انتخاب انجيلا ميركل زعيمة للحزب لولاية ثانية. ويتوقع ان يطغى على جلسات المؤتمر نقاش حاد حول برنامج إعانات البطالة وتحديد مسار الحزب.

https://p.dw.com/p/9RKi
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في افتتاح المؤتمر السنوي للحزبصورة من: AP

للمرة الأولى في تاريخه يشارك أكثر من ألف مندوب في أعمال المؤتمر السنوي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة ميركل. ويأتي انعقاد المؤتمر في مدينة دريسدن شرق ألمانيا وسط توترات تزايدت مؤخرا بين المطالبين بإصلاحات اجتماعية إضافية في سوق العمل وأنصار مزيد من الليبرالية الاقتصادية. ويتوقع من المستشارة ميركل أن تلعب الدور الأبرز في محاولة إعادة الانسجام إلى صفوف الحزب.

وبعد افتتاح المؤتمر بكلمة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، تم إجراء التصويت على منصب رئاسة الحزب. وقد تم إعادة انتخاب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لدورة ثانية في زعامة الحزب بأغلبية ساحقة بلغت 93 بالمائة من الأصوات. فقد صوت 871 عضواً لصالح إعادة انتخابها لفترة ثانية، بينما عارض هذا 65 عضواً من أعضاء الحزب. الجدير بالذكر ان أفضل نتيجة انتخابات نالت عليها ميركل كانت بنسبة 95.94 بالمائة من الأصوات، عندما انتخبت في نيسان من عام 2000 خلفاً لفولفغانغ شتويبله. ويحاول المؤتمرون التوصل إلى اتفاق يتعلق بالنقاط الأساسية التي تحدد مسار الحزب في السياسات التعليمية والاجتماعية والخارجية.

وفي التنافس عن منصب نائب رئيس الحزب، الذي تنافس عليه رؤساء الحكومة في ولايات هسن وسكسونيا السفلى و شمال الراين – وستفاليا، فقد حققت وزيرة التعليم الاتحادية انيته شافان فوزاً مفاجئاً. بنسبة 78.46 بالمائة من أصوات أعضاء الحزب المؤتمرين في دريسدن.

الاختلاف حول برنامج تقديم الإعانات

Jahresrückblick 2005 Mai NRW Wahlen
يورغن روتيغرز يطالب بالمزيد من العدالة الاجتماعيةصورة من: AP

ومن أبرز القضايا التي تلقي بظلالها على مؤتمر هذا العام النقاش الحاد حول الإعانات التي تقدمها الحكومة للعاطلين عن العمل. ففي الوقت الذي يطالب في الرجل الثاني في الحزب يورغن روتيغرز بإطالة مدة تقديم الإعانات للعاطلين الأكبر سناً، هناك دعوات أخرى من أعضاء الحزب وخاصة في مناطق جنوب غرب ألمانيا بالمزيد من التسهيلات تجاه الحقوق التي يتمتع بها العاملين. ويدعم المطلب الأخير الجناح الليبرالي في الحزب.

وخلال كلمته أمام المؤتمرين دافع روتيغرز عن مقترحه الداعي الى إطالة مدة تقديم معونات البطالة على أن ذلك لا يتعارض مع نهج الحزب، واضاف "أن أراد هذا 80 بالمائة من الناس، فأن هذا لا يعني اقترابنا من اليسار وإنما جعلنا في الوسط".

وفي موضوع الاختلاف حول الإعانات تحاول المستشارة الألمانية التوصل إلى قاسم مشترك بين أجنحة الحزب. وفي هذا السياق قالت في لقاء مع القناة الألمانية الثانية ZDF بأن "كل المطالب تثبت ان الحزب الديمقراطي المسيحي هو حزب الوسط الجماهيري". لكنها في الوقت نفسه وقفت بشكل واضح الى جانب مقترح روتيغرز الذي يطالب بالمزيد من "العدالة الاجتماعية". وعللت موقفها هذا بأن العاطلين عن العمل من الشباب يتمتعون بفرص أكبر في سوق العمل من كبار السن. من جانب أخر ترى ميركل ان خطة العمل هذه سوف لا تندرج بصورة تلقائية في برنامج الحكومة، لأن اتخاذ قرار بهذا الشأن مرهون بموافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك الائتلاف الحاكم.

تبني مواقف لا تنسجم مع الخط المحافظ

Ronald Pofalla
بوفالا: " من المهم لمكانة الحزب ان نحدد نقاط الاختلاف"صورة من: AP

يبدو ان الائتلاف الموسع الذي دخل فيه الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اجبره قيادة الأول على اتخاذ قرارات لا تنسجم مع خط حزبها المحافظ في قضايا رئيسية مثل سبل اندماج المهاجرين الأجانب وإعانات البطالة. من جانب آخر فأن تولي الحزب الشريك الآخر، ممثلاً بفرانك شتاينماير دفة السياسة الخارجية أضفى صبغة جديدة على مواقف الاشتراكيين الديمقراطيين على صعيد هذه السياسة. وعلى ضوء ذلك قد يختلف مؤتمر الحزب هذا العام في دريسدن عن سابقاته في أن النقاش سوف لا ينحصر بالأمور التنظيمية فحسب، بل سيتعداه ليشمل قضايا تتعلق ببرنامج العمل الأساسي للمستقل. وفي هذا السياق قال رولاند بوفالا أمين سر الحزب في مقابلة مع صحيفة تاغسشاو الألمانية ان من المهم في الائتلاف الموسع الذي يقود المانيا إظهار النقاط التي تميز الحزب الديمقراطي المسيحي عن شريكه الآخر.

الحزب الأول في تولي دقة الحكم في ألمانيا

يعد الحزب الديمقراطي المسيحي من أكبر الأحزاب التي تلعب دوراً فاعلاً على المسرحين السياسي الألماني والأوروبي. وعلى الرغم من تأسيسه في يونيو/حزيران 1945، فإن دوره السياسي لم يبرز حتى عام 1950 عندما تولي كونراد آديناور منصب المستشار.

ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1949 قام الحزب بقيادة البلد لمدة 36 سنة. وخلال هذه الاعوام توالت شخصيات مسيحية مثل كونراد آديناور ولودفيغ إيرهارت وكورت جيورغ كيسينجر وهيلموت كول على زعامته وزعامة ألمانيا. وقد اتخذت خلال فترة حكمهم هذه الفترة أهم القرارات والخطوات المصيرية التي حددت على مدى عقود من الزمن مسيرة البلاد. ومن بينها على سبيل المثال اعتماد اقتصاد السوق والمساهمة بشكل فعال في تأسيس الاتحاد الأوروبي. ولعل أهمها على الإطلاق كان تحقيق الوحدة الألمانية.

عماد م. غانم