1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المريخ محط أنظار العالم في نهاية عام مضطرب لأبحاث الفضاء

٢٩ ديسمبر ٢٠١١

شهد عام 2011 تغيرات كثيرة في أبحاث الفضاء، بعد خمسين عاماً على انطلاق أول رحلة مأهولة إلى الفضاء. الولايات المتحدة أخرجت أسطولها من المركبات المكوكية من الخدمة، بينما انضمت الصين إلى نادي الدول الكبرى في مجال الفضاء.

https://p.dw.com/p/13bGR
صورة من: picture-alliance/ dpa

بعد مرور خمسين عاماً على سبر أول إنسان لأغوار الفضاء، دخلت القوى الفضائية الثلاث الكبرى – الولايات المتحدة وروسيا والصين – عصراً بات التعاون فيه أكثر أهمية من أي وقت مضى. وشهد عام 2011 إحالة أسطول المركبات المكوكية الأمريكي للتقاعد بعد ثلاثة عقود. كما شهد نجاحات حققتها روسيا وإخفاقات منيت بها، وأخيراً بزوغ نجم الصين في مجال ارتياد الفضاء.

الأوروبيون أيضاً شاركوا في عملية المحاكاة المذهلة "مارس500" في موسكو. وتشمل الطفرات المرتقب تحقيقها خلال عام 2012 هبوط مقرر للجيل التالي من مركبات الفضاء الأمريكية على المريخ في آب/ أغسطس، وشروع الصين في بناء محطة فضائية خاصة بها. ولا تزال المركبات الروسية من طراز "سويوز" هي الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية، فيما تتجه الولايات المتحدة نحو مشروع الرحلات الفضائية التجارية، إذ تستعد شركة "سبيس إكس" لإطلاق أولى رحلاتها غير المأهولة للمحطة الفضائية الدولية.

Flash-Galerie Juri Gagarin
ألقت عدة حوادث بظلالها على الاحتفال بمرور نصف قرن على أول رحلة مأهولة إلى الفضاءصورة من: picture alliance/dpa

وبدأ عام 2011 في موسكو باحتفالات الذكرى الخمسين لأول رحلة للفضاء بقيادة يوري غاغارين عام 1961. لكن الأمور لم تمض على ما يرام، إذ سرعان ما فقد برنامج الفضاء الروسي قمراً اصطناعياً، بعد تحطم صاروخ حمله بشكل غير متوقع. وأخيراً، كان الفشل مصير مهمة "فوبوس-غرانت" التي كانت موجهة للمريخ. وكانت روسيا تأمل، بعد 15 عاماً من التخطيط، في بدء عهد جديد من استكشاف الكواكب، غير أن القمر الاصطناعي الذي بلغت كلفته 160.6 مليون دولار فشل في الخروج من مدار الأرض.

أزمة ناسا

لكن وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" يمكن أن تجد بعض السلوى في دورها الجديد، باعتبارها الوحيدة التي توفر وسيلة نقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية على متن كبسولات الفضاء "سويوز". ومنذ أن أتمت مركبة الفضاء الأمريكية "أتلانتيس" رحلتها المكوكية الأخيرة في تموز/ يوليو الماضي، لم يعد لدى الولايات المتحدة وسيلة نقل خاصة بها لنقل الرواد. وحاول تشارلز بولدن، رئيس وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، جاهداً أن يقلل من شأن ذلك الموقف، قائلاً إن مستقبلاً مبهراً ينتظرنا.

Flash-Galerie Bildergalerie Das bewegte die Welt im Jahr 2011 Jahresrückblick international 2011
انتهاء عصر المكوك بعد هبوط أتلانتيس في أخر رحلاته عائداً من مهمة في الفضاء.صورة من: AP

وأضاف بولدن أمام الكونغرس الأمريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي: "كان ذلك عاماً رائعاً لناسا، على خلاف الاعتقاد الشائع"، موضحاً أنه بالإضافة إلى الانتهاء من إنشاء المحطة الفضائية الدولية، تم الانتهاء من وضع خطط لمهام من شأنها تغيير شكل العالم، إذ تم التخطيط لإطلاق مهمة فضائية مأهولة لكويكب عام 2025، ثم رحلة أخرى إلى المريخ بعدها بعشر سنوات.

ويحظى المشروعان بدعم حماسي من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. فقد بدأت معالم أضخم صاروخ في تاريخ ناسا تتبلور، وكذلك كبسولة فضاء جديدة تستطيع حمل ستة رواد فضاء. ومن المقرر أيضاً بدء رحلات تجريبية غير مأهولة عام 2014. لكن الأمر غير المؤكد هو ما إذا كانت ناسا سوف تحصل على تمويلها السنوي المعتاد بقيمة ثلاثة مليارات دولار واللازمة لتغطية نفقات التطوير أم لا.

وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" أنه لا يعرف أحد في ناسا على وجه اليقين الكيفية التي سوف سيتمكن بها الخبراء من تطوير التكنولوجيا المعقدة للهبوط على متن الكويكب في غضون 14 عاماً لا أكثر. كما لم يتضح بعد أيضاً الكويكب الذي تستهدفه ناسا. وتواجه ناسا جدول أعمال متخم العام المقبل.

الصين: دور جديد

أما الصين فقد خطت خطوات قوية في 2011 نحو بناء محطتها الفضائية الدولية، بإجرائها أولى تجارب الهبوط، عندما التحمت المركبة الفضائية الصينية غير المأهولة "شنتشو 8" مجدداً بكبسولة المختبر الفضائي الخاصة بها "تيانغونغ 1". ومن المقرر الانتهاء من المحطة عام 2020. والتحمت "شنتشو 8"، التي تعني بالصينية "السفينة السحرية"، مرتين بـ"تيانغونغ 1" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وتعاونت الصين مع ألمانيا في مجال الفضاء، إذ استخدمت المعمل الألماني "سيمبوكس" على متن "شنتشو 8"، لدراسة الآثار الجانبية لانعدام الوزن على الكائنات الحية. ومع نجاح تجربة الالتحام، انضمت الصين لنادي الدول الكبرى في مجال السفر للفضاء، وهى الولايات المتحدة وروسيا، التي سيطرت على تكنولوجيا الفضاء طيلة أربعة عقود.

ولدى ثاني أضخم اقتصادات العالم خطط طموحة في هذا الصدد. فإذا اكتمل بناء المحطة الفضائية حسبما هو مقرر، فإن الصين سوف تصبح الدولة الوحيدة التي تمتلك موقعاً مأهولاً بشكل ثابت في الفضاء بحلول عام 2020. وتعكف الدولة حديثة العهد بارتياد الفضاء على بناء نظام ملاحة عالمي، وتخطط لإرسال سفن فضاء للقمر والفضاء السحيق، وتطور لهذا الغرض صواريخ دفع قوية.

Flash-Galerie Raumfahrt China Shenzhou-8
مركبة الفضاء الصينية شنتشو 8 عادت إلى الأرض بعد قضاء أكثر من أسبوعين في الفضاءصورة من: picture-alliance/dpa

ويقول الخبراء إن الصين يمكنها أن تجني عوائد سياسية كبيرة من خلال برنامجها الفضائي. فعلى الصعيد الداخلي تستطيع القيادة الشيوعية أن تنعم بنجاح برنامجها الفضائي وتنال في الوقت نفسه العديد من المزايا الاستراتيجية على صعيد السياسة الخارجية. وبعد مرور اثنين وأربعين عاماً من أول هبوط على سطح القمر، أصبح المريخ هو الهدف التالي لانطلاق الإنسان إلى الفضاء. ويقول يوهان ديتريتش فيرنر، مدير برنامج الفضاء الألماني، إن الآمال تحدو البعض في أن تنطلق الرحلة الأولى صوب الكوكب الأحمر في العقد الثالث من القرن الحالي. غير أن مشروعاً طموحاً كهذا لا يمكن تصور تحقيقه إلا بتعاون دولي وثيق، بحسب فيرنر.

(ع.غ/ د ب أ)

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد