1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المدارس العربية مازالت بعيدة عن مواكبة التقدم التكنولوجي

مانية عبيد٥ مايو ٢٠٠٦

يوماً بعد يوم تزداد أهمية الانترنت وذلك بعد أن أصبح لها دور لا يستهان به في شتى مجالات الحياة. عملية ادخال الانترنت الى المدارس في بعض الدول العربية ما زال بعيد المنال، مما يوسع الفجوة المعرفية عن بقية العالم.

https://p.dw.com/p/8JZQ
المدارس العربية مازالت متأخرة في انتشار الانترنتصورة من: AP

يُعرف عصرنا الراهن بعصر تكنولوجيا المعلومات وعصر التلاحم بين التكنولوجيا والعقل البشري. وقد غزت التكنولوجيا كافة مجالات النشاط الإنساني المعاصر في الاقتصاد والخدمات والإعلام والاتصالات، حتى في السياسة التي تعتمد على قواعد المعلومات في اتخاذ القرارات السليمة. ولهذا ازداد الاهتمام بتأهيل الموارد البشرية للاستخدام الصحيح لتكنولوجيا المعلومات وأدواتها. وشهد العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين تقدما هائلا في مجال تكنولوجيا المعلومات. وكانت الشبكة المعلوماتية "الانترنت"من أهم افرازات التكنولوجية الحديثة، التي جعلت من العالم قرية صغيرة. حيث تنقل المعلومات من الشمال للجنوب مرورا بالشرق والغرب في لمح البصر. وتُمكن الشبكة سكان العالم من التواصل مع بعضهم البعض وكأنهم جيران يسكنون نفس الحي. وترك هذا التطور الهائل تأثيرا كبيرا على كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والإعلامية في كل المجتمعات.

الانترنت في العالم العربي

Internetcafe in Dubai
البحرين تسعى الى تطوير تكنولوجيا المعلومات وذلك بإدخال الانترنت الى المنهاج الدراسيصورة من: AP

ظهرت خدمة الانترنت في الوطن العربي متأخرة عن البلدان الأخرى. وكانت البداية عندما ظهرت في السنوات الأولى من التسعينات مجموعة من المواقع العربية باللغة الإنجليزية. ومع مرور الوقت أصبح العالم العربي يعي أهمية الانترنت في كافة مجالات الحياة. وأخذ يسير في طريق نشر هذه التكنولوجيا وتعميمها. وتسعى معظم الدول العربية إلى إدخال الانترنت في المناهج المدرسية، ليتواصل التلاميذ مع جميع أنحاء العالم من مقعد الدراسة. ففي دولة البحرين مثلا، ومن باب الارتقاء بالنظام التعليمي ومستوى الطلبة في جميع المراحل، كشف وزير التربية والتعليم البحريني الدكتور ماجد النعيمي عن خطة، سيتم تنفيذها خلال العام القادم لتزويد جميع المدارس الثانوية، وجزء كبير من المدارس الإعدادية في البحرين بأجهزة كمبيوتر، وتنفيذ برامج خاصة بالمعلمين والمعلمات، واستكمال الإنشاءات الخاصة بالتعليم الالكتروني، ومع حلول عام 2008 تكون قد توفرت كل الأجهزة بمدارس البحرين. أما في معظم الدول فان الامر لازال حبرا على ورق، في وقت اصبح جهاز الكمبيوتر من ابسط ضروريات طلبة المدارس في الدول المتقدمة.

الانترنت ليس بديلا عن المعلم

Internetcafe in Afghanistan
استخدام الانترنت يشجع الطالب على البحث الذاتي عن المعلومةصورة من: AP

أما في فلسطين، فيقول السيد محمد القُبج مدير التربية في محافظة نابلس:" لقد تم إضافة مادة تكنولوجيا للمناهج الدراسية المقررة، ويتم من خلالها التطرق للانترنت وطريقة استخدامه والتعريف بأهميته وخصائصه. وقد أطلقنا العام الماضي حملة تدعو إلى تعليم الالكتروني، ودعونا الى ربط المدارس بشبكات الانترنت". ويضيف القُبج: "لقد حدث تطور كبير في السنوات العشرة الأخيرة في مجال التكنولوجيا، ولكن المشكلة الوحيدة تكمن في الإمكانيات المادية، وقد بذلنا كل ما في وسعنا لتوفير مختبرات حاسوب في كل مدرسة. وهناك بعض المدارس تم ربطها بالانترنت، من خلال تنظيم علاقة توأمة بينها وبين بعض المدارس في بريطانيا والنرويج وبدعم من هاتين الدولتين، وهناك مشروع عقد توأمة مع بعض المدارس الألمانية". ويؤكد القُبج على أهمية التعليم الالكتروني، حيث يُحول العملية التعليمية من أسلوب التلقين إلى أسلوب البحث العلمي، فهذا الأسلوب برأيه يشجع الطالب على البحث بنفسه دون أن يعتمد كليا على المدرس، ولكن هذا لا يعني إلغاء دور المعلم في العملية التعليمية. ويرى ان هناك تفاعل كبير من قبل الطلاب مع هذا التطور التكنولوجي ورغبة منهم في الاستفادة والتواصل مع العالم الخارجي وهم في أماكنهم.

قلة الأموال وسوء الاستخدام من أكبر المعوقات

CHINA Chat Internet Meinungsfreiheit Computer Symbolbild Redefreiheit Chat-Room
الانترنت: نافذتك على العالمصورة من: AP

من أهم المعوقات التي حالت دون تطور شبكة الانترنت بشكل سريع في العالم العربي هي قلة الأموال، وبالتالي قلة الإمكانيات وصعوبة توفير أجهزة الكمبيوتر في معظم المؤسسات والجامعات والمدارس. ومعظم العرب يجدون صعوبة في الاتصال بالانترنت نظرا لارتفاع تكاليف الاتصال. فهم يعتبرونه من كماليات الحياة بينما في الدول المتقدمة يعتبرونه من الحاجات الأساسية في حياتهم. وبما أن شبكة الانترنت دخلت العالم العربي دون مقدمات وربما دون دراسة مسبقة لدخوله، هذا جعل شريحة كبيرة من المجتمع تنفر منها بالبداية، واعتبارها أداة لتخريب العقول بما تحمله معها من أفكار غريبة مسمومة تهدف الى تدمير العقول العربية، وتفتح لهم نوافذ ليطلوا منها على عوالم غربية غريبة عن مجتمعنا وقيمنا. فنجد الكثير من الآباء يمنعون أبنائهم من استخدام الانترنت خوفا من الاستخدام الخاطئ له. فهم يعتقدون أنه طريقة سريعة للانحراف، وكسب عادات وتقاليد لا تتناسب مع المجتمعات العربية المحافظة. وهم بذلك ينظرون للموضوع من منظور واحد، متناسيين الأهمية العلمية التي يكتسبها أولادهم من خلال استخدامهم للشبكة المعلوماتية، وأهمية تواصلهم مع العالم الخارجي وتبادل الثقافات مع الغير. لكن مع ازدياد المعرفة ووجود مثقفين ومهتمين ودارسين في مجال التقنية الرقمية، بدأت الدول العربية في الاهتمام بشبكة الانترنت من خلال إقامة الندوات واللقاءات، التي تظهر أهميتها وتبرز مزاياها المتعددة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد