1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المجتمع المدني في لبنان يعيد لـ"فستان الزفاف" بياضه

٨ ديسمبر ٢٠١٦

قامت لجنة الإدارة والعدل في البرلمان اللبناني بإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات المتعلقة بزواج المغتصب من ضحيته، ما أثار تفاعلاً كبيراً، في خطوة اعتبرت كنصرٍ ساحق لجهود المجتمع المدني.

https://p.dw.com/p/2Ty2E
ABAAD
الأبيض لا يغطي الاغتصاب "شعار حملة ابعاد"صورة من: Abaad organization

المجتمع المدني في لبنان بدأ منذ عدة أشهر نشاطاً مكثفاً تقوده "مؤسسة أبعاد" للعمل المدني لإلغاء المادة 522 والتي أصبحت حديث الشارع بعد أن كانت قلة قليلة تعرف بوجودها، رغم أنه معمولٌ بها منذ العام 1948، وتنصّ المادة على أنه "إذا عقد زواج صحيح بين مرتكب إحدى الجرائم الواردة في هذا الفصل (الاغتصاب - اغتصاب القاصر - فض بكارة مع الوعد بالزواج - الحض على الفجور - التحرش بطفلة - التعدي الجنسي على شخص ذي نقص جسدي أو نفسي...) وبين المُعتدَى عليها، أوقفت الملاحقة وإن كان قد صدر الحكم بالقضية، علّق تنفيذ العقاب الذي فرض عليه". حيث اعتبر الموضوع كتشريع للاغتصاب بالقانون وهنا كانت نقطة البداية.

ABAAD
الحملة التي أطلقتها مؤسسة ابعاد لتغيير المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني صورة من: Abaad organization

الحملة بدأت على وسائل الإعلام كافة إضافةً لدعم كبير من قبل وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، وأطلقت المؤسسة معها إعلاناً ترويجياً يظهر سيدة مغتصبة يتم تغطية جروحها بقطع بيضاء ليصبح في النهاية فستان زفاف، في إشارة لدور القانون في التستر على الجريمة، كما أطلقت هاشتاغ "#الأبيض_ما_بيغطي_الاغتصاب و #ما_تلبسونا_522".

أسباب نجاح الحملة

المسؤولة الإعلامية في مؤسسة "أبعاد" عليا عواضة قالت لـDW عربية إن "مؤسسة أبعاد بدأت منذ ثلاثة أشهر تقريباً استكمال النشاط الذي بدأه المجتمع المدني في لبنان والعديد من الجمعيات النسوية، وكانت خطوتنا الأولى بطرح استبيان حول المادة 522، فوجدنا أن 1% فقط يعرف عن وجود هذه المادة أساساً، فبدأنا حملتنا، وما أفادنا أن النائب إيلي كيروز كان قد تقدم بمشروع قرار للمجلس النيابي حول إلغائه ما أدى لبدء النقاش حولها".

وتلقت الحملة قبل نجاحها عدداً كبيراً من الدعم شارك فيه العديد من الفنانيين والإعلاميين في لبنان، حيث نشرت كل من الممثلة اللبنانية عايدة صبرا والممثل يوسف الخال والإعلامية في قناة إم بي سي منى ابو سليمان فيديوهات لهم ضمن صفحة المؤسسة ضد المادة.

 

كذلك غردت الفنانة تانيا صالح قائلة "اذا الرجال اغتصب بنت بيجوزوه اياها واذا اغتصب صبي، شو بيعملو؟"

كما قام العديد من المشاهير والناس بإعادة نشر فيديو الحملة الترويجي كالإعلامية ريما مكتبي وعدد كبير من الفنانين أيضاً.

 

فالذي ساعد على نجاح الحملة ثلاثة عوامل برأي عواضة "الأول أن العديد من اللبنانيين لم يكونوا قد سمعوا بالقرار، فسمعت عنه فجأة وتفاعلت، لم تكتفِ بالمعرفة بل تفاعلوا مع الحدث. أيضاً العامل الثاني أن الاغتصاب كجريمة غير مقبول من غالبية الناس، أما النقاشات التي تحدث حول مواضيع أخرى أو الحملات الأخرى التي يطلقها المجتمع المدني تكون عادة حول مواد لا إجماع عليها، لذا لا يكتب لها النجاح في كثير من الأحيان. ثالثاً كانت الاجتماعات مع النواب والدعم من قبل بعضهم سبباً في النجاح أيضاً، لقد اخترنا أن نرفع الوعي لا أن نكون صداميين مع أحد".

ABAAD
مباراة كرة القدم النسائية لدعم الحملة صورة من: Abaad organization

المراقبة حتى النهاية

الحملة ترافقت مع نشاطات على الأرض كان أبرزها الاعتصام يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول وكان عبارة عن تظاهرة لفتيات احتجاجا على القانون، ارتدت المتظاهرات اللواتي اعتصمن بالقرب من مؤسسات حكومية ثوب الزفاف الأبيض الملطخ بدماء مزيفة وضمادات جروح، في مشهد رمزي يرفض ما يلحق بالمرأة من جراء القانون.

وهنا تشرح عواضة  "الحملة كانت على ثلاثة مستويات هي: الحملة العامة على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الأنشطة المرافقة على الأرض، كالاعتصامات، ومباراة كرة قدم نسائية بين فريق بطلات لبنان وإعلاميات للتعريف بالقرار والتنويه له، المشاركة بماراثون بيروت، كذلك مسيرة لسيدات لبسن أبيض ووضعنا على رؤوسهن أغطية تحول شكلهن لنساء آليات للتنويه إلى أن المغتصبات مع هكذا قرار يكن مسلوبات الإرادة، وأخيراً العمل واللقاءات مع أعضاء لجنة الإدارة والعدل لنقاش المادة وكيفية إلغائها".

كذلك سيصدر دعماً للفكرة ككل وللحملة بشكل خاص، فيديو كليب لأغنية من أداء المغني اللبناني مايك ماسي بعنوان "كرمالك"، حيث لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يشارك فيها ماسي في حملات لدعم النساء إذ كان سابقاً جزءاً من عمل ترويجي أطلقته الأمم المتحدة بعنوان "امرأة واحدة".

المادة لم تلغ بشكلٍ كاملٍ بعد، إذ أن البرلمان اللبناني سيصوت يوم الأربعاء القادم على إلغائها نهائياً، وتضيف المسؤولة الإعلامية في مؤسسة أبعاد "ما تم إعلانه من قبل رئيس لجنة الإدارة والعدل أن المادة أصبحت خارج التداول، ولن يتم استخدامها في أي مادة أخرى، ما يعني أنها لن تطبق بأي حال، لكننا سنبقى نراقب حتى يوم الأربعاء ريثما يتم التصويت على المادة في مجلس النواب، وفي حال كان هناك أي شيء غير ما نطالب به سنعاود نشاطنا".

"رجعنا الأبيض أبيض"

أبرز ردود الأفعال على نجاح الحملة جاء من السياسيين اللبنانيين حيث غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مهنئاً بما وصفه انتصاراً، ومطلقاً هاشتاغ #سوا_رجعنا_الأبيض_أبيض كرد على هاشتاغ الحملة الأساسي.

كذلك عبر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري عن فرحته بإلغاء القرار وقال عبر صفحته على تويتر "احيي إلغاء لجنة الادارة والعدل المادة ٥٢٢ من العقوبات التي تعفي المغتصب إن هو تزوج ضحيته. بانتظار اكتمال الخطوة الحضارية في اقرب جلسة تشريع"

وحول آراء بعض السياسيين الذين عدوا الموضوع انتصاراً لكنهم لم يقوموا بشيء في السابق قالت عواضة "لم يكن هناك تجاوب سابقاً، لكن ربما لأنه في هذه المرة المسألة كانت مقدمة من قبل نائب في البرلمان، أيضاً هذه المرة كان هناك لقاءات ونقاشات دائمة مع لجنة الإدارة العدل في البرلمان لإيصال صوت صاحبات الحق، ونوضح مدى الانتهاك لكرامة النساء مع هذا القانون، وكمية الإهانة التي يحملها قانون معمول به من العام 1948".

آلاف التعليقات حصدتها صفحات الفيس بوك كذلك غرد مستخدمو موقع تويتر فرحاً بانتصار المجتمع المدني، وتبادل اللبنانيون التهنئة.

وتختم المسؤولة الإعلامية في مؤسسة أبعاد حديثها لـ DW  عربية بقولها: "بحسب الإحصاءات الرسمية لا يوجد عدد محدد لحالات الزواج التي تحدث بسبب الاغتصاب، إذ تمتنع معظم الضحايا عن الحديث، لكن بحسب استطلاع الرأي الذي أجريناه فإن 39 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع قالوا بأنهم يعرفوا سيدة تزوجت بعد اغتصابها، كذلك وبناءً على أرقام الأمن اللبناني فإن 3 سيدات أسبوعياً في العام 2016 تقدمن بشكوى تعرضهن لعنف جنسي، أغلب هذه الحالات اغتصاب وهذا أمر مشين".

 

راما الجرمقاني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد