اللاجئون يُغرقون جزيرة كوس اليونانية
في جزيرة كوس السياحية باليونان، تحولت سفينة إلى مركز لإقامة اللاجئين غير النظاميين، وهو الحل الذي توصلت إليه الحكومة اليونانية لتجنب التصعيد على هذه الجزيرة السياحية.
تحولت سفينة "إيليفثيريوس فينيزيلوس" العملاقة إلى مركز مؤقت لإيواء اللاجئين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط ووصلوا إلى جزيرة كوس السياحية في اليونان. هذه السفينة، التي استأجرتها الحكومة اليونانية، تتسع لـ2500 شخص، بالإضافة إلى أنها ستصبح مركزاً حكومياً لإدارة أوضاع اللاجئين في الجزيرة.
انتقلت أول دفعة من اللاجئين إلى هذه السفينة يوم الأحد، لتبقى على ظهرها بضعة أيام ريثما تتم عملية تسجيلهم ونقلهم بسفن أخرى إلى مناطق أخرى في اليونان. ويعتبر التسجيل مطلوباً كي يحصل اللاجئ على حق البقاء في الأراضي اليونانية.
قررت الحكومة اليونانية، لأسباب أمنية، السماح فقط للاجئين السوريين بالإقامة على ظهر السفينة. السبب في ذلك هو الحد من الصراعات التي قد تنشب بين اللاجئين من جنسيات مختلفة، وذلك بعد أن نشبت مشاجرات بينهم في الأيام الماضية.
اللاجئون في كوس جاءوا من كل مناطق الصراع حول العالم - أفغانستان وباكستان والعراق وإيران، إضافة إلى أفارقة من مالي وإريتريا والصومال. كما أن هناك عدداً من أمريكا اللاتينية، الذين يصلون إلى اليونان عبر تركيا، والتي يحصلون منها بسهولة على تأشيرة دخول.
تبعد جزيرة كوس عن السواحل التركية حوالي أربعة كيلومترات، مما يجعلها هدفاً مغرياً للاجئين القادمين من سوريا ولأولئك القادرين على تحصيل تأشيرة دخول إلى الأراضي التركية ومنها إلى قوارب المهربين على الساحل.
عائلة من إيران تبكي دموع الفرح، بعد أن وصلت سالمة إلى الجزيرة. لكن هذه العائلة لا تدرك أن محنتها لم تنته بعد، وأن المزيد من المصاعب ستواجهها حتى بعد الوصول إلى "الفردوس الأوروبي".
يصل ما بين 600 و800 لاجئ إلى شواطئ جزيرة كوس يومياً، بحسب تقديرات خفر السواحل اليوناني. والأسبوع الماضي، آوت الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، سبعة آلاف لاجئ. ونظراً لانعدام مركز لإيواء اللاجئين، يقضي هؤلاء أيامهم على كورنيش الجزيرة.
في الوقت الراهن فإن أغلب اللاجئين المسجلين من سوريا رجال وشباب، إلا أن عدد العائلات التي تصل بأكملها من هذا البلد الذي دمرته الحرب الأهلية في ازدياد. أوضاع العائلات هنا أصعب من أوضاع الأفراد، ذلك أنها بحاجة إلى خصوصية أكبر وإلى موارد أكثر للعناية بالأطفال.
يجب على جميع اللاجئين في جزيرة كوس أن يسجلوا أسماءهم، إذ لا يمكنهم التحرك قيد أنملة دون أوراق رسمية، ناهيك عن مغادرة الجزيرة. لكن نقص الموارد البشرية والمعدات لدى الموظفين يجعل عملية إصدار الأوراق والتصاريح طويلة ومعقدة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع.
يخاطر الكثيرون بحياتهم يومياً من أجل الوصول إلى جزيرة كوس، ذلك أن أغلب قوارب المهربين ليست مؤهلة لعبور البحر المتوسط وكثيراً ما تحمل فوق طاقتها من البشر، ما يؤدي إلى غرقها ومقتل من عليها. ولكن اللاجئين يقولون إن ليس لديهم ما يخسروه ولهذا يخاطرون.