El Kaida Jemen, eine Reportage
١ نوفمبر ٢٠١٠ينظر اليمنيون بقلق إلى تنامي نفوذ القاعدة في بلادهم؛ هذا ما عبر عنه أكثر من شخص قابلته دويتشه فيله إثر جولة قامت بها في شوارع صنعاء بعد انكشاف عملية الطرود، التي اتهم تنظيم القاعدة بأنه يقف وراءها. فبعد اعتقال الطالبة اليمنية حنان السماوي بتهمة إعداد الطرود وإطلاق سراحها فيما بعد، وكذلك ارتفاع عدد العمليات الإرهابية، التي يقف وراءها تنظيم القاعدة في اليمن، كالتفجيرات والتهديدات، ازداد القلق لدى المواطن اليمني الذي يرى بأن الوضع في بلاده "يزداد سوءا يوما بعد يوم ودائرة تنظيم القاعدة تتسع لتستهدف الكل دون استثناء".
ولدى جولة دويتشه فيله في أحد أسواق صنعاء قابلت أحد أصحاب المحلات ويدعى أبو عمار الذي لم يتردد في تحميل نظام الرئيس علي عبد الله صالح مسؤولية تدهور الأوضاع في بلاده. وأضاف أبو عمار قائلا " إننا في اليمن أصبحنا نخشى أن تتحول بلادنا إلى عراق آخر، أو أفغانستان ثانية ونصبح نحن الضحايا بينما يفر النظام مع أسرته وأتباعه ونواجه نحن المصير الذي تسببت به سياسته". أبو عمار أعرب عن أسفه بأن "تصل الأمور في البلاد إلى حد إقدام أجهزة الأمن على اعتقال طالبة بتلك الطريقة لمجرد الاشتباه بها". (أطلق سراحها).
استغلال نقمة الجنوبيين
وإذا كان القلق على مصير البلاد واضحا لدى معظم اليمنيين فإنهم يختلفون على الأسباب؛ بمعنى كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد، ومن يتحمل المسؤولية؟. فإذا كان أبو عمار يتهم النظام في بلاده فإن للطالبة (ف. خ) رأيا آخر. إذ ترى هذه الجامعية، في حديث مع دويتشه فيله، بأن الولايات المتحدة تقف وراء كل ما يحصل في بلادها.
وتضيف الطالبة قائلة "اليمن الآن وجبة سهلة لأطماع الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا بعد حادثة الطرود". وترى هذه الطالبة بأن "أمريكا افتعلت حادثة الطرود لتحاول من خلالها إضفاء شرعية على دخولها اليمن".
أما الناشط والحقوقي عصام الحارثي فيرى بأن القاعدة في اليمن أصبحت كالسرطان الذي ينخر في الجسد. وأشار الحارثي، في حوار مع دويتشه فيله، إلى أن "الفقر والفساد والأمية هي من أهم المشاكل التي أدت إلى تزايد حجم القاعدة وأنشطتها داخل اليمن خصوصاً في المناطق الجنوبية مستغلة فيها نقمة المواطن هناك على الحكومة بالإضافة إلى وجود عدد من قادتها الذين ينتمون إلى تلك المناطق".
القاعدة تعتمد على حالة الفوضى والانفلات الأمني
وبدوره يؤكد الصحافي أحمد الزرقة بأن تنظيم القاعدة في اليمن يعتمد في تواجده وتنفيذ عملياته في البلاد على حالة الفوضى والانفلات الأمني الموجود في عدد من المناطق اليمنية في الشمال والجنوب ووجود مناطق تقع خارج نطاق سيطرة الحكومة. وأضاف الزرقة، في حديث مع دويتشه فيله، بأن تنظيم القاعدة في اليمن "يستغل تناقص هيبة الدولة ولجوء الحكومة اليمنية للخيار العسكري والأمن في مواجهة المطالب الاقتصادية والسياسية سواء في مواجهة الحراك الجنوبي أو الحوثيين".
ويشدد الزرقة على أن "تركيز القاعدة في عملياتها على المحافظات الجنوبية والشرقية يأتي كون محافظات أبين وشبوة ومأرب هي أماكن ذات طبيعة جغرافية معقدة وهي مفتوحة على بعضها وتنتمي قيادات كثيرة منها لتنظيم القاعدة". ويؤكد الزرقة بأن تواجد الحراك الجنوبي في تلك المحافظات يوفر غطاء وحماية لتحركات عناصر القاعدة، مضيفا بأن "وجود عدد كبير من النقاط الأمنية والعسكرية في تلك المناطق يجعل من السهل تنفيذ عمليات إرهابية باستخدام العبوات الناسفة والقنص ضد تلك النقاط العسكرية والهروب بسرعة".
حالات الخوف تصل إلى الأمن اليمني
أما الباحث اليمني في قضايا الإرهاب محمد الأحمدي فيرى بأن تنظيم القاعدة في اليمن طور إستراتيجيته بحث أنه لم يعد ينظر إلى أن معركته الآن هي مع العدو الأميركي فحسب، بل إن الواقع الآن يشهد بأن القاعدة "منشغلة بتكثيف عملياتها العسكرية ضد الدولة في اليمن أكثر".
ويضيف الأحمدي، في حوار مع دويتشه فيله، بأن "حالة من الخوف أخذت تنتاب المؤسسة الأمنية في اليمن من هجمات القاعدة". كما يقوم عدد من المسؤولين الأمنيين، والكلام للأحمدي، بإعادة حساباتهم في أساليب التعاطي مع القضية بطريقة أكثر هدوءاً، في محاولة لتجنب الوقوع في دائرة الاستهداف المباشر لعمليات القاعدة العسكرية.
فاطمة الأغبري ـ صنعاء
مراجعة: أحمد حسو