1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفورمولا وان: رياضة البقاء للأغنى والأقوى

فلوريان باور/ وفاق بنكيران١٤ مارس ٢٠١٣

من المؤكد أنها ليست المبادئ المثالية هي التي تحكم عالم الفورمولا وان، بل إن منطق الغلبة للأقوى والأغنى هو الذي يسيطر على تلك الرياضة التي تحولت في العقدين الأخيرين إلى سوق استثمارية بمليارات العائدات.

https://p.dw.com/p/17wEL
Red Bull Formula One driver Sebastian Vettel of Germany punches the air after winning the Bahrain F1 Grand Prix at the Sakhir circuit in Manama April 22, 2012. REUTERS/Steve Crisp (BAHRAIN - Tags: SPORT MOTORSPORT)
صورة من: Reuters

من الثامن والعشرين من فبراير/ شباط الماضي وإلى غاية الثالث من شهر مارس/ آذار الجاري، شهدت "حلبة كاتالونيا" ثالث وآخر جولة تحضيرية استعدادا لانطلاق الموسم الجديد لبطولة العالم في سباقات الفورمولا وان، الذي جرت العادة أن تقص شريط بدايته حلبة البرت بارك الاسترالية. وسيكون ذلك في السابع عشر من الشهر الحالي. ومن يرى الأضواء والإثارة التي تميز عالم الفورمولا وان وحياة نجومه، يعتقد أن هذه الرياضة تشهد أبهى فتراتها. بيد أن العكس هو الصحيح.

Ferrari Formula One driver Fernando Alonso (L) of Spain and Felipe Massa of Brasil pose near the new Ferrari F138 Formula One car is seen in this official undated handout image distributed by the Ferrari Press Office February 1, 2013. Ferrari's new Formula One car will be called the F138 with the name reflecting the year and the eighth and final season of V8 engines, the Italian team said on January 30, 2013. REUTERS/Ferrari Press Office/Handout (ITALY - Tags: SPORT MOTORSPORT) ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
صورة من: Reuters

يقول ميشائيل شميدت، الصحفي الألماني الذي يعمل في صحيفة "Auto, Motor und Sport"  المتخصصة في رياضة السيارات وعالم المحركات إن رياضة الفورمولا وان "غارقة في الأزمة، إلا أنها لا تدرك ذلك بعد". ويضيف الصحفي الألماني أن عالم الفورمولا وان يقدم نفسه للعالم، بصورة أفضل بكثير مما يعيشه حاليا، لأنه يتخبط في مشاكل عدة، وهذا ما يستشفه من يراقب المشهد من الداخل". ويعد ميشائيل شميدت من بين أكثر الملمّين بهذا العالم والمطلعين على خباياه. وكثيرون يؤكدون كلامه لكنهم يرفضون جميعا البوح بآرائهم.

ويوضح شميدت، أنه  "وباستثناء خمسة فرق، تعاني جل الفرق المشاركة في بطولة العالم لسباقات الفورمولا وان من ضائقة مالية. كما أن وجودها مهدد في أي لحظة، تماما كما حدث مع فريق إتش.آر.تي الذي أفلس. وقد يقول البعض إن هذا الفريق  صغير، ومن الطبيعي وقوعه في قبضة الإفلاس. غير أنه من الوارد جدا أن يتحول إفلاسه إلى كرة ثلج".

الصقور الخمسة

صقور الفورمولا وان هم: ريد بول، ماكلارين، ويليامز، مرسيدس وفيراري، وهي فرق تصل عائداتها السنوية إلى 200 مليون يورو، فيما لا تملك باقي الفرق سوى نصف المبلغ؛ سبب إضافي يعمق من مشاكل إيجاد راعين للسباقات والفرق. وفي حقيقة الأمر طغت الطبقية على عالم الفورمولا وان، فظهرت طبقة ثرية قوية، وأخرى "فقيرة". وحسب شميدت، فإن الفرق الصغيرة "غير قادرة على مواكبة الصقور على غرار فيراري وريدبول". ويرجح الخبراء أن تكاليف الأسبوع الواحد بالنسبة لفرق الفورمولا وان تصل إلى مليون ونصف مليون يورو. فضلا عن تكاليف التطور التقني الذي بفضله تحسم بطاقة الفوز في السباقات. لكن هذا الجانب يبقى حكرا على الفرق الكبرى فقط.

Drivers Mark Webber of Australia (L) and Sebastian Vettel of Germany are seen posing for a photograph, in this picture provided by Red Bull, with the new car during the Infiniti Red Bull Racing RB9 launch, in Milton Keynes central England February 3, 2013. REUTERS/Red Bull/Handout (BRITAIN - Tags: SPORT MOTORSPORT) ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS. NO SALES. NO ARCHIVES
صورة من: Reuters

ومن العاصمة البريطانية لندن يدار العالم التجاري للفورمولا وان. مقر الإدارة زجاجي فاخر، ويشرف عليه البريطاني بيرني إيكليستون الذي دخل عقده الثامن. وقد بدأ إيكلستون منذ سبعينيات القرن الماضي بتسويق سباق الفورمولا وان، محولا إياه إلى سوق قيمته تقدر بنحو عشر مليارات دولار أمريكي.

وليس بعيدا عن مقر الفورمولا وان، وفي إحدى حدائق العاصمة البريطانية يتواجد الهولندي كساندر هاينن، الذي عمل بين عامي 2003 و2008 كمتحدث إعلامي للفرق المصنعة لسيارات الفورمولا وان. ولأنه ملم بما يحدث في عالم الفورمولا وان أفاد أن الفرق حددت لنفسها أربعة أهداف هي الشفافية، والاستقرار والتقسيم العادل للمداخيل. فضلا عن رضا الجمهور". فهل تحسن الوضع منذ أن حددت تلك المبادئ؟ المتحدث الإعلامي السابق ينفي ذلك بقوة، مضيفا أن الفورمولا وان ما زال يفتقد للشفافية وللاستقرار في ما يخص توزيع المداخيل. كما أن الجمهور يدفع المال الكثير لمكان غير مغطى، حاملا مرحاضه معه. والأدهى من ذلك يقول كساندر هاينن، "إنه عالم يسود فيه قانون الغاب، حيث كل مسؤول عن نفسه رغم التداعي بروح التضامن، فالفرق لا تستاء من اختفاء فرق أخرى".

فورمولا وان بدل  الديمقراطية

ويدفع أصحاب حلبات السباق سواء في آسيا أو في الهند أو في دول الخليج نحو خمسين مليون يورو للسباق الواحد. وهو مبلغ يفوق بكثير ما هو رائج في أوروبا. ومن ثم لا يتم إلغاء السباق لأغراض سياسية إلا نادرا، إذ ألغي سباق البحرين عام 2011 في اللحظات الأخيرة بسبب استمرار مظاهرات مناوئة للنظام البحريني.

فهل نشهد العام القادم جائزة روسيا الكبرى لسباقات الفورمولا وان بدلا عن الديمقراطية في هذا البلد؟. هناك مقولة أدرجها المحلل كريستيان سيلت في كتاب حول الفورمولا وان بعنوان (فورمولان ماني) "Formula Money"، نسبة إلى النقود،   مفادها أن "الفورمولا وان رياضة تستمر ساعتين عند نهايات أسبوع محددة. وما عدا ذلك فهي سوق استثمارية". سوق تعاني من دون شك من مشاكل كبيرة، ويحكمها قانون البقاء للأقوى. فمن لديه المال، يضمن بقاءه، لتتعزز نظرية أن الرياضة تحولت إلى استثمار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد