1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفن السابع من منظور آخر - سينما إفريقية بعدسات نسائية

أود غانزبيتل/ش.ع٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

أداء تمثيلي خارق للعادة، مواضيع ساخة أحيانا متفجرة أحيانا أخرى: هذه الأفلام وغيرها من صنع مخرجات شابات من تونس وغيرها من الدول الإفريقية المشاركة في مهرجان كولونيا للسينما الإفريقية في دورته الـ14.

https://p.dw.com/p/1K6lq
Film "Kaum öffne ich die Augen"
مشهد من الفيلم التونسي "على حلة عيني"صورة من: Shellac

والداها أراداه أن تدرس الطب، بيد أن فرح، ذات الـ18 ربيعا، تريد شيئا واحدا فقط: ألا وهو أن تغني ضمن فرقتها الموسيقية. الفتاة التونسية تغني مشاكل بلادها: الفقر والبطالة وانعدام الآفاق. مشاكل جعلت الكثيرين يجدون أنفسهم مجبرين على الهجرة.

كلمات أغانيها النقدية سرعان ما تجلب المشاكل لفرح. ذلك أن فيلم "على حلة عيني"، الذي يفتتح به مهرجان كولونيا للسينما الإفريقية دورته الرابعة عشر Afrika Film Festival، تدور أحداثه في عام 2010، أي قبل بضعة أشهر فقط من سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. حينها كانت تونس تحت حكم ديكاتوري شمولي لا مكان فيه لحرية الرأي والتعبير. "الفيلم لا يتحدث عن الثورة وإنما عن حقبة بن علي التي استمرت لأكثر من عشرين عاما. قبلها لم يكن من المسموح الحديث عنها"، على ما تقول المخرجة التونسية ليلى بوزيد.

وتوضح المخرجة الشابة أنه، وبعد الثورة، حان الوقت للتعامل مع هذا الفصل من التاريخ – خاصة السنوات الأخيرة من ديكتاتورية بن علي. وتلفت ليلى بوزيد إنها أرادت من خلال فيلمها الجديد تصوير شباب يحلم بالحرية. "تحولت الدولة إلى دولة بوليسية، التونسيون تحولوا إلى أناس متخوفين متشككين. بالمقابل هناك شباب كله طاقة وحيوية بدأ يثور ولكن النظام يقمعه."

Deutschland Filmemacherin Leyla Bouzid in Köln
المخرجة التونسية ليلى بوزيد على خطى والدها المخرج التونسي الشهير نوري بوزيد...صورة من: DW/A. Gensbittel

قصص ذاتية وتحديات مجتمعية

العديد من الأفلام المشاركة في مهرجان كولونيا للسينما الإفريقية تصور نساء قويات يخترن طريقهن غير آبهات لا بالضغوط السياسية ولا الاجتماعية. ومثال على ذلك آياندا، هذه الشابة – في الفيلم الذي يتخذ من اسمها عنوانا للمخرجة الجنوب إفريقية سارا بليشر – والتي تولت ورشة لإصلاح السيارات بعد وفاة والدها. أو ماتيلدا في فيلم "واكا" للمخرجة الكاميرونية فرانساوز إيلونغ والتي لم تفقد شيئا من كرامتها على الرغم من أنها تبيع جسدها من أجل إطعام طفلها.

كذلك الفيلم القصير "الأخت أويو" للمخرجة مونيك إمبيكا فوبا من الكونغو تدور أحداثه حول غودوليف، طفلة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، تتابع دراستها في مدرسة داخلية تديرها راهبات كاثوليكيات خلال فترة الاستعمار البلجيكي في الخميسنات. وبعيدا عن أهلها تجد الطفلة نفسها مجبرة على تعلم لغة أجنبية والتكيف مع ثقافة غريبة عنها.

الفيلم يستند إلى قصة لوالدة المخرجة إمبيكا فوبا التي أرسل بها إلى المدرسة ذاتها عندما كانت طفلة. "مدرسة منعزلة تماما عن الواقع في الكونغو"، على ما تقول المخرجة. وتؤكد أن هذه التجربة كانت بالنسبة لوالدتها بمثابة صدمة ثقافية تركت آثارها على حياتها كلها وأيضا على تربيتها لابنتها. وتشير إلى أن تجربة والدتها إنما تعكس تجارب العديد من الأفارقة، بحيث تقول: "هل تجاوزنا فعلا عنف فترة الاستعمار؟ أعتقد أن تداعيات تلك الفترة ما زال لها تأثير حتى يومنا هذا."

الكسر بالصور النمطية

منظمو الدورة الحالية لمهرجان كولونيا للسينما الإفريقية، والتي تجري تحت شعار "النساء في السينما الإفريقية"، لم يسعو إلى إظهار تعدد المواضيع والأنواع والصيغ التي تتحلى بها أفلام النساء الإفريقيات، وإنما إلى مواجهة الصور النمطية.

وعلى الرغم من أن صناعة الأفلام أصبحت أقل تعقيدا وتكلفة بفضل تطور تقنيات التصوير والمونتاج، إلا أن العقبات بالنسبة لصانعات السينما ليس بالضرورة أقل، على ما ترى الباحثة الأمريكية باتي إليرسون والتي ساعدت بخدماتها الاستشارية المنظمين في اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان. وتقول الباحثة وصاحبة كتاب "نساء الشاشة" الذي يدور حول النساء في السينما الإفريقية: "التقنيات الجديدة ساهمت في تغيير الكثير من الأمور وساعدت النساء على دخول عالم السينما. وهذا بدوره ساهم في مساواة أكبر." وتوضح أن عدد النساء العاملات في قطاع السينما قد ارتفع في السنوات العشرين الأخيرة بشكل ملحوظ، لافتة إلى الكثير من المخرجات أصبحن يلقين التقدير على الصعيد العالمي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات