العلا السعودية - عاصمة أثرية وشاهد على حضارات عربية قديمة
يعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار رؤية 2030 على المزيد من الانفتاح في المملكة وجعلها وجهة سياحية أيضا. وفي هذا الإطار سيصبح بإمكان السياح مستقبلا زيارة المنطقة الأثرية في واحة العلا القديمة شمال غرب البلاد.
كانت العلا في العصور القدمية محوراً مهما لمختلف طرق التجارة. وتقع المدينة في منطقة مليئة بالمواقع الأثرية - مثل هذا الضريح.
وقد تم إدراج الموقع الأثري مدائن صالح بالقرب من العلا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ سنة 2008. ففي هذه المنطقة تم نحت 111 مقبرة ضحمة باستخدام الحجر قبل ألفي سنة.
المنطقة كانت موطنا للأنباط، الذي اشتهر بالتجارة هنا في طريق البخور. كما أنهم اشتهروا بمهاراتهم في الزراعة والري. كان الأنباط خبراء في الهيدروليك وشيدوا ينابيع اصطناعية لا حصر لها في هذه المنطقة، التي أصبحت شبه جافة اليوم.
عدد كبيرمن النقوش والرسوم الصخرية تزين المعالم التاريخية وتؤرخ للحضارات القديمة التي عمرت هذه المنطقة، فقد ترك سكانها لقدماء العديد من الرسائل، التي نُقشت على الحجر الرملي منذ حوالي 2000 سنة.
وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفاقية مع فرنسا بهدف حماية المواقع الأثرية من التآكل والتخريب.
ولكن قبل أن يصل الأمر إلى الحفاظ على المكتشفات، يتم جردها في البداية. فقد بدأ علماء الآثار في مارس 2018 برنامج مسح لمدة عامين باستخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية.
حتى الآن، أتيحت الفرصة لعدد قليل من المسافرين لزيارة المواقع الأثرية. في الصورة: الأمير تشارلز، الذي سُمح له بزيارة العلا خلال رحلة إلى الشرق الأوسط في فبراير 2015. والآن تعتزم المملكة العربية السعودية لأول مرة إصدار تأشيرات سياحية لزيارة المنطقة.
نهاية شهر مارس 2018، قامت مجموعة من الصحفيين بجولة في المواقع الأثرية حول العلا لأول مرة. وعلى عكس المعتاد في المملكة العربية السعودية – لم تتم مطالبة الصحفيات بارتداء غطاء رأس. فهل سينطبق ذلك على السياح العاديين أيضا؟
من المنتظر أن تصبح العلا، في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، وجهة سياحية غير مقيدة. ولكن المدينة ليست مستعدة بعد لاستقبال أفواج كبيرة من السياح. فحتى الآن، تتوفر المنطقة فقط على فندقين بحوالي 120 غرفة.