أين تبدأ العلاقة مع الصليب؟ يشكّل الصليب جزءاً كبيراً من الأعمال الفنية للنحات على الخشب Hermann Bigelmayr من ميونيخ. فمنحوتاته المَجازية للصليب تختلف عن المنحوتات المعروفة. ويريد بذلك أن يعيد للصليب شيئاً ما، يرى أن الصلبان التقليدية فقدته منذ أمد بعيد، ألا وهو سرّها. بدأ الصليب كرمز للمسيحية مع موت يسوع وقيامته. فهو رمز الآلام العظيمة، ولكنه أيضاً رمز الرجاء والفداء. وعلى مر العصور كانت نظرة الناس للصليب تتغير، وكانوا يؤكدون باستمرار على جوانب مختلفة لهذا الرمز: في البداية على القيامة وانتصار يسوع على الحياة والموت، وبعد ذلك التأكيد على آلامه من أجلهم. وكانت المسيحية عبر تاريخها الطويل تبحث منذ بدايتها عن طرق للتعبير لإعطاء الصليب ورسالته حقهما. فكلما اختفى حدث الجلجثة التاريخي أكثر في غياهب التاريخ، كلما اتضح أكثر بأن السبيل الوحيد للإبقاء على الصليب حاضراً في الحياة هو من خلال فهمه داخلياً. وهنا سنقوم برحلة قصيرة عبر التاريخ الطويل للصليب.