1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Online-Artikel

ربى عنبتاوي٤ سبتمبر ٢٠٠٨

لم يقصدوا الشرق للعمل والسياحة فقط، بل من باب الفضول والافتتان بسحر ألف ليلة وليلة. شباب ألمان ينقلون انطباعاتهم عن العالم العربي من خلال زيارتهم لبعض دوله.

https://p.dw.com/p/FBHe
مونيكا التي تقيم مع عائلة فلسطينية في الخليل معجبة بالروابط العائلية والموائد الرمضانيةصورة من: DW

المشرق العربي على اتساعه وتنوعه الجغرافي والحضاري كان وما زال مقصداً للكثيرين على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم لهذا الشرق، وبالرغم من التحولات التاريخية الدراماتيكية والاضطرابات السياسية التي لازمت المحيط العربي على مر العصور، إلا أن الهالة الشرقية والصبغة الروحانية ما فتئت تجذب البعيدين، فتقربهم من هذه الثقافة وتجعلهم أكثر تفهماً لطبيعتها.

مونيكا أوبريورسارت القادمة من مدينة دورتموند غربي ألمانيا تعمل منذ ربيع العام الماضي 2007 كأخصائية نفسية في مدينة الخليل الفلسطينية. اعترفت أن اختيار الإقامة هناك لم يكن بقرار منها، بل بناءً على خطة عمل في الأراضي الفلسطينية نظمتها مؤسسة ألمانية. تقول مونيكا: "قبل ذهابي كنت متيقنة من بعض العادات العربية الجميلة مثل تقديس حياة الأسرة وحسن التعامل مع الآخرين ودفء العلاقات، وهذه حقيقة شهدتها فعلاً أثناء إقامتي الحالية، كما كنت أيضاً محملة ببعض المشاعر السلبية تجاه ما يسمى قتل النساء تحت مسمى الشرف والعنف العائلي والتحكم بمصير الفتاة في مسألة الزواج".

أقيم مع عائلة فلسطينية وتجمعنا روابط أسرية

Israel: Stacheldrahtzaun
مونيكا: من تجربتي أيقنت أن الفلسطينيين شعب مسالم ويملك من الصبر الكثيرصورة من: AP

تقيم مونيكا حالياً في منزل عائلة فلسطينية في الخليل، وتصف هذه التجربة بالرائعة، فقد ارتبطت بعلاقة دافئة مع هذه العائلة التي أشعرتها بأنها فرد منها. "بعد زيارتي لفلسطين، ومعايشتي للضغوطات التي يعيشها المواطن الفلسطيني بشكل يومي ومكثف، بدأت أتفهمهم أكثر وأيقنت أنهم شعب مسالم لا يسعى أبداً للعنف، بل يملك من الصبر الكثير"، كما أكدت مونيكا.

وتذكر مونيكا في هذا السياق قصة مؤثرة عايشتها في الخليل وهي مرض رب العائلة الفلسطيني الذي كانت تقيم مع أسرته، وعدم تمكنه من تلقي العلاج الفوري الذي يستلزم سفره إلى الأردن بسبب الأوضاع السياسية و الاغلاقات. لم تستطع مونيكا تفهم رفض سفر مريض لا ذنب له من أجل العلاج، ولم تستوعب فكرة خسارة رجل عزيز عليها بسبب هذا الرفض. وبعد أن ازدادت حالته سوءاً حصل أخيراً على الإذن بالعلاج، ولكن بعد أن كاد يفقد حياته."أصبت بحالة من الغضب، وعشت توتراً شديداً، لم استطع التكهن بردة فعلي في حالة تعرض والدي الفلسطيني للخطر، حمداً لله انه الآن بوضع أفضل" علقت مونيكا على هذه القصة.

ثقافة المطبخ وموائد رمضان أكثر ما يلفت الانتباه

تحب مونيكا الطعام الفلسطيني وتقدّر ثقافة المطبخ التي تستوجب من ربة العائلة اهتماماً مميزاً. ومما يستهويها أيضاً سماع الأغاني والأهازيج الفلسطينية وحضور مهرجانات الدبكة الشعبية. لكن مالا تستطيع تفهمه مسألة عدم المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع الشرقي، حيث أنه من حق الأخير أن يفعل ما يشاء، بينما تتعرض المرأة للمضايقات إن سارت لوحدها ليلاً أو لم ترتدِ غطاء الرأس أو فكرت بركوب الدراجة مثلاً.

وتضيف في هذا السياق: "في العمل تظهر البيروقراطية وسيطرة الرجل، فمديري العربي لا يتعامل في اجتماعاتنا الأسبوعية على أساس تبادل الآراء والديمقراطية، بل يميل إلى تسيير الأمور وفق رأيه في النهاية، عليّ هنا أن أبقى مؤدية لأني ضيفة في هذا البلد، ولكنه شعور مؤلم أن أعجز عن مناقشة مديري حين لا أتفق معه في وجهة نظره". وتقول مونيكا أنها أن خيرت للعيش في أحدى الدول العربية فهي ستفضل دبي لأنها تحب فكرة التناقض التي قامت على أساسها المدينة التي تجمع بين الطراز العصري المدني والأرض الصحراوية القاحلة المحيطة بهذه الحداثة.

الحلقة الثالثة والأخيرة غداً

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد