1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشرق الأوسط على الطريق إلى البيت الأبيض

ملهم الملائكة٥ نوفمبر ٢٠١٢

يوشك الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يضع قدمه على عتبة البيت الأبيض ليغير بذلك كثيراً من المعادلات، فيما رياح التغيير ما زالت تعصف بعواصم العالم العربي الكبرى ونزيف الدم في سوريا يلغي كل الحلول.

https://p.dw.com/p/16cRw
صورة من: AP

لا يبدو الشرق الأوسط في الظاهر مهتماً بنتائج الانتخابات الأمريكية، فهذا الجزء من العالم يعيش تغيرات كبرى في بناه السياسية والاجتماعية بدأت منذ نحو عامين وما زالت مستمرة. لكن حقيقة تبدل أولويات المنطقة وسط بحر التغيرات المتلاطم وانحراف بوصلة كثير من الأنظمة باتجاهات متباعدة، لا يمكن أن تجري بمنأى عن تأثير التغيير في بلاد العم سام، كما لا يملك ملايين الناخبين العرب في هذا البلد المترامي إلا أن يشاركوا ويتأثروا بهذه المحطة في مسيرة الديمقراطية الأمريكية.

 الدكتور حسن منيمنة، كبير باحثي مؤسسة جيرمان مارشال في واشنطن في حوار مع DWعربية، أشار إلى أن الناخب العربي والمسلم في الولايات المتحدة يتخذ موقفاً مؤيداً للرئيس أوباما "ليس حباً بعلي ولكن كرهاً بمعاوية"، على حد تعبيره، فهم متخوفون من الجمهوريين ومن مرشحهم رومني وقد اتخذ خطاباً قد يوصف بأنه معاد للعرب والمسلمين "بل وحتى بمعاداة الإسلام بشكل عام". وذهب منيمنة إلى القول "إن هذا الخطاب يثير الريبة في الأوساط العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، ويدفع بهم باتجاه الديمقراطيين".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 66 بالمائة من الأمريكيين من أصول عربية سيصوتون للرئيس أوباما رغم خيبة الأمل التي يشعر بها كثير منهم تجاه سياسته الخارجية وقضايا الحقوق المدنية للعرب والمسلمين الأمريكيين، وهذا ما أشار إليه الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن في حوار مع DWعربية، مبيناً أن هذا لا يعني أن لا أحد من العرب والمسلمين الأمريكيين سيصوت لصالح رومني، "إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو 26 بالمائة من هؤلاء سيصوتون لصالح رومني، وهذا يختلف عن انتخابات سنة 2000 حيث انقسمت الأصوات بالتساوي بين الجمهوريين والديمقراطيين". واستدرك غريب بالقول: "الأمريكيون العرب أسوة بباقي الأمريكيين سينتخبون الشخص الأفضل للوضع الاقتصادي".

Flash-Galerie Ein Jahr Obama
طلبة جامعة القاهرة يستمعون الى خطاب أوباما اثناء زيارته لمصر سنة 2009.صورة من: White House

"الاختلاف بشأن الشرق الأوسط في الأسلوب وليس في المضمون"

ولا يمكن للمراقب أن ينسى أن العرب بشكل عام وبعض حكوماتهم بوجه اخص كانوا قد علّقوا أمالاً كبيرة على الرئيس باراك حسين أوباما، معتبرين أن أصوله الإفريقية المسلمة قد تغير من ثوابت الإدارة الأمريكية، وهذا قد يعني أن عواطفهم ما زالت مع أوباما رغم أن كثيرين منهم حسبوا أنه لم يكن حاسماً في دعم التغيرات في المنطقة. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محمود غزلان القيادي في جماعة الأخوان المسلمين بمصر القول "إن ميت رومني مثل جورج بوش"، فيما يميل سعيد فرجاني عضو المكتب السياسي لحزب النهضة الإسلامي في تونس إلى مثل هذا الرأي مؤيداً هو الآخر باراك أوباما.

الدكتور حسن منيمنة اعتبر أن الاختلاف في موقف أوباما وموقف رومني من قضايا الشرق الأوسط هو اختلاف في الأسلوب وليس اختلافاً في المضمون، مشيراً إلى أن هذا ينسحب حتى على القضايا التي تعد نقطة مواجهة بينهما، وتحديداً ملف إيران وقضية سوريا. فرغم خطاب رومني المتشدد تجاه إيران، فإنه على ارض الواقع" لم يقترح اتخاذ إجراءات تبتعد كثيراً عن إجراءات اوباما". وفي تفاصيل الملف السوري تتقارب مواقف الرجلين أيضا كما أشار منيمنة مبيناً أنه "رغم دعوة رومني إلى تسليح المعارضة، ولكن عند سؤاله عن كيفية إتمام ذلك، فهو لا يختلف كثيراً عن موقف أوباما المتلكئ إزاء هذا التسليح".

Syrien Aleppo Angriff
هل تنهي الانتخابات الامريكية مأساة سوريا؟صورة من: picture-alliance/dpa

تداخل المواقف

خطوط التماس الداعية للتدخل في الملف السوري والداعية لعدم التدخل تخترق الصفين الديمقراطي والجمهوري، لأن هناك ديمقراطيين- وهم قلة فاعلة- يدفعون باتجاه التدخل، في الجانب الآخر هناك جمهوريون عدة يفضلون عدم التدخل في الملف السوري باعتبار أن المسألة لا تمس المصلحة الأمريكية بشكل مباشر.

أدموند غريب اتفق مع ما ذهب إليه منيمنة في تقارب مواقف أوباما ورومني، لاسيما في ملفات الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن رومني تحدث بلهجة أكثر تشدداً بشأن سوريا" حين أشار إلى "ضرورة إرسال أسلحة ثقيلة للمعارضة السورية"، فيما اعترض الديمقراطيون على إقامة مناطق حظر جوي أو مناطق آمنة تؤوي المعارضة المسلحة، وخلص إلى القول: "هناك المؤسسة الأمريكية التي تصنع القرارات بغض النظر عمن سيكون في البيت الأبيض".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد