1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السويد ترفض الاعتذار على مقال أتهم إسرائيل باستئصال أعضاء من قتلى فلسطينيين

٢٤ أغسطس ٢٠٠٩

رفضت الحكومة السويدية الاعتذار رسميا عن مقال لصحيفة أفتونبلادت السويدية التي نشرت مقالا مفاده أن الجيش الإسرائيلي استأصل أعضاء لقتلى فلسطينيين للإتجار بها. في الوقت الذي تصف فيه إسرائيل المقال بأنّه معاد للسّامية.

https://p.dw.com/p/JHU2
مقال الصحيفة السويدية يكاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بني إسرائيل والسويدصورة من: AP/ DW-Fotomontage

رفضت الحكومة السّويدية الاعتذار عن مقال للصّحيفة السّويدية "أفتونبلادت" الذي تتّهم فيه الجيش الإسرائيلي على لسان فلسطينيين باستئصال أعضاء بشرية من قتلى فلسطينيين. يأتي ذلك بعد مطالب إسرائيلية متعدّدة بالاعتذار رسميا عن مضمون المقال، الذي وُصف في إسرائيل بأنّه معاد للسّامية. وكانت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو قد طالبت السّويد بالاعتذار رسميا عن المقال المذكور، إلاّ أن نظيره السّويدي فريدريك راينفالد قد أبدى عدم تفهّمه لهذا المطلب، بحيث قال "إذا كان المقصود بالسّويد الحكومة السّويدية، فما من أحد بإمكانه إجبارنا على كسر ثوابتنا"، مشدّدا في الوقت نفسه على أن بلاده تريد الحفاظ على هذه الثوابت، التي تحظر على الحكومة التدخّل فيما تكتبه الصحف. يشار في هذا السياق إلى أنّ متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، اتّهم قبل يومين، الحكومة السّويدية باستخدام حريّة التعبير "ذريعة" لعدم إدانة مقال نشرته الصحيفة السويدية.

الخارجية السويدية تقول إن الاعتذار مسألة تخصّ الصحيفة

Beligen EU Präsidentschaft Schweden Carl Bildt
وزير الخارجية السويدي كارل بيلت يقول إن الاعتذار عن المقال ليس من مسؤوليات حكومته وإنّما هو أمر راجع للصحيفةصورة من: AP

على صعيد آخر، يصف البعض صحيفة "أفتونبلادت" بأنّها تعدّ من الصّحف، التي لا تُعرف بعملها الصحفي الجيّد، بحيث أن اللّهجة الهجومية أو المثيرة تعد من الأساليب المفضّلة المتبعة في عملها الصحفي، ذلك أن كاتب المقال المثير للجدل وهو صحفي حرّ، الذي يحمل عنوان "لقد نهبوا أعضاء أبنائنا"، لم يقدّم أي دليل على المزاعم التي يتضمّنها المقال. وأثار المقال موجة من ردود الفعل المستنكرة في إسرائيل، كما وصفت سفيرة السّويد في تل أبيب أليزبيث بورزيين بونيير المقال بأنّه "مروّع ومثير للاشمئزاز". ومن المحتمل أن يكون هذا التعليق قد تسبّب لها في توبيخ من رؤسائها، ذلك أن وزارة الخارجية السّويدية في استكهولم أصدرت بيانا أكّدت فيه - وبصفة واضحة - أن السفيرة تحدّثت من تلقاء نفسها وباسمها الشّخصي.

من جهته، رفض وزير الخارجية السّويدي كارل بيلت الاعتذار، بحيث قال "الاعتذار في هذه المسألة ليس من مسؤولياتنا وإنّما هي مسألة تخصّ أفتونبلادت"، مشدّدا في الوقت نفسه على أنّه "ليس مسؤولا عن مقالاتها ولن يكون أبدا مسؤولا عنها". وأعرب بيلت عن أسفه بالقول: "لكن ما يقلقني هو ترويج صورة مفادها أن السّويد تتوانى في التعامل مع معاداة السّامية، أو أنّنا نلعن أناسا وأديان أخرى. وهنا تكمن مهمّتنا في الحيلولة دون ولادة مثل هذه الصّور".

رابطة الصحفيين السويديين توجه رسالة احتجاج إلى إسرائيل

Symbolbild Israelische Reaktion auf Bericht der Zeitung Aftonbladet zu angeblichen Organdiebstahl bei toten Palätinensern
إسرائيل تصف المقال الذي نشرته الصحيفة السويدية بأنه معاد للسامية، في الوقت الذي تشدد فيه السويد على حرية الصحافةصورة من: picture-alliance/ dpa/ DW-Fotomontage

من جهتها، نجحت صحيفة "أفتونبلادت" في تعبئة تضامن الصّحفيين السويديين، فقد نقلت الرابطة السّويدية للصّحفيين على يد رئيستها آغنيتا ليندبلوم هولتين رسالة إلى السّفير الإسرائيلي في استكهولم، احتجّت فيها على خطط محتملة للحكومة الإسرائيلية في التثبت بدقّة في تراخيص العمل لصحفيين سويديين في إسرائيل. ففي سياق متّصل قالت ليندبلوم هولتين: "إذا وصل الأمر إلى إسقاط عقاب جماعي على كافة الصحفيين السويديين من خلال منعهم من العمل كصحفيين أو منعهم من دخول البلاد، فسوف نحتج على ذلك." وأعربت رئيسة الرّابطة عن قلقها من أن هذا الإجراء " قد يعني إقصاؤهم من الحصول على معلومات مهمّة، مثلما هو الحال في الحرب أو خلال الأزمات." وأضافت "لا أتذكّر في حياتي أن حكومة ديمقراطية قد ردّت الفعل بهذه الطريقة". ووصفت المطالب الإسرائيلية للحكومة السّويدية بالاعتذار رسميا عن المقال الصحفي المذكور بأنّه "غير معقول".

يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طالب أمس الأحد (23 آب / أغسطس) في جلسة الحكومة الأسبوعية بإدانة المقال، فقد نقلت وكالة فرنس بريس عن مصدر رسمي إسرائيلي أن بنيامين نتانياهو قال "نحن لا نطلب اعتذارات من الحكومة السويدية، بل نريد منها إدانة".

الكاتب: ألبريشت برايتشو / شمس العياري

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد