1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الألمانية ثابتة جداً"

٢٨ سبتمبر ٢٠٠٩

حقق الحزب الديمقراطي الحر نصراً كبيراً في الانتخابات الألمانية أهله لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد المسيحي، ما يرجح تولي رئيسه فيسترفيله وزارة الخارجية. موقعنا يقدم قراءة الخبير الألماني فانامه في مستقبل السياسة الخارجية

https://p.dw.com/p/JsZb
ما الذي سيتغير في سياسة ألمانيا الخارجية في حال تولي فيسترفيله وزارة وزارة الخارجية؟صورة من: AP

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين (28 سبتمبر/أيلول 2009) في العاصمة برلين أن الحكومة الجديدة ستصبح جاهزة في موعد أقصاه التاسع من تشرين ثان/نوفمبر المقبل. ووفقا للنتائج الرسمية لانتخابات الأمس فقد حصل التحالف المسيحي (المكون من حزب ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على نسبة 33.8 بالمائة من الأصوات، كما حصل الحزب الديمقراطي الحر على 14.6 بالمائة فيما يعد إنجازاً كبيراً لهذا الحزب الذي ظل 11 عاماً في صفوف المعارضة. ومن المنتظر أن يشغل رئيس الحزب الديمقراطي الحر، جيدو فيسترفيله منصب وزير خارجية ألمانيا في الحكومة الجديدة، كما يؤكد مساعدوه أنه لن يتخلى عن هذا المنصب في المفاوضات التي سيجريها قريبا مع المستشارة ميركل حول تشكيل الائتلاف وتوزيع الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة.

الخبراء لا يتوقعون تغيراً كبيراً في السياسة الخارجية

ومع بدء التوقعات حول توزيع الحقائب الوزارية، بدأت تحليلات الخبراء وتوقعاتهم لسياسات الحكومة الألمانية الجديدة التي سيتم تشكيلها من ائتلاف تقوده المستشارة أنجيلا ميركل وتحالفها المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لا يتوقع الخبراء أن يتغير الكثير تحت قيادة فيسترفيله في حال توليه وزارة الخارجية، حسبما أكده الخبير الألماني يواخيم فريتس فانامه، مدير برنامج مستقبل أوروبا في مؤسسة برتلزمان الألمانية، في حديث لدويتشه فيله. وأرجع فانامه هذا الأمر إلى كون الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الألمانية ثابتة، متمثلة في عضويتها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وعلاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتزامها بقضايا عالمية مثل مكافحة التغير المناخي والأزمة المالية.

فيسترفيله والنزاع في الشرق الأوسط

Flaggen Israel Deutschland Palästina Montage mit Weltkarte
خبير ألماني "موقف ألمانيا إزاء قضية الشرق الأوسط لن يتغير"صورة من: DW

وفيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط، أشاد الخبير الألماني بالدور الذي قام به شتاينماير في المنطقة وخاصة محاولته إعادة تفعيل الدور السوري. كما توقع ألا يتغير موقف فيسترفيله عن مواقف شتاينماير، مؤكداً في ذات الوقت أن السياسة الألمانية الخارجية ومواقف الأحزاب الألمانية تجاه إسرائيل ثابتة، وأضاف قائلا: "أعتقد أن فيسترفيله سيسير على خطى مثله الأعلى هانس ديتريش غينشر، وسيسعى لأن يبدو في صورة الوسيط المنصف بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، سواء بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين إسرائيل وبعض دول الجوار". يذكر أن هانس ديتريش غينشر، كان ينتمي للحزب الديمقراطي الحر، وأنه قضى 16 سنة كوزير للخارجية مع المستشار الألماني الأسبق هلموت كول كما أنه يعد أحد مهندسي الوحدة الألمانية عام 1990.

من ناحية أخرى، أكد فريتس فانامه أن وزير الخارجية المرتقب سيعمل على دعم العلاقة مع دول الخليج، والتي تقوت بشكل واضح خلال السنوات الماضية. ويرجع فانامه ذلك إلى الأهمية المتنامية لهذه المنطقة على كافة المستويات ويضيف في هذا السياق: "لقد أيقن الساسة الألمان أن دول الخليج لا تتوقف على الاهتمام بقطاع البترول، وأن هناك الكثير من فرص التطوير والنمو وأن هناك حاجة لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين".

التعامل مع قضية أفغانستان

Deutsche Polizei in Afghanistan
جدل واسع في ألمانيا حول مهمة الجنود الألمان في أفغانستانصورة من: AP

وبينما تتطابق مواقف الحزب الليبرالي مع مواقف الاتحاد المسيحي في يتعلق بالعديد من القضايا السياسية الخارجية والأمنية، إلا أنها تباينت فيما يتعلق مثلا بالسياسة الألمانية في أفغانستان، حيث انتقد فيسترفيله فشل الحكومة الألمانية المنتهية ولايتها فيها يتعلق بإعادة إعمار البلاد وتدريب عناصر الشرطة الأفغانية هناك، لكنه في الوقت ذاته يتفق مع ميركل في أن انسحاباً سريعاً للقوات الدولية من أفغانستان سيعرضها للمخاطر كما سيشكل تهديداً على أمن ألمانيا، قائلاً: "نحن نريد أن ينسحب الجيش الألماني من أفغانستان بأسرع ما يمكن، لكن هذا لا يجب أن يحدث بدون تعقل".

وفي هذا السياق يرى فانامه أن المناقشات المتعلقة بمهمة الجنود الألمان في أفغانستان، قد تعدت بالفعل حدود الأحزاب، حيث قال: "السؤال الحالي هو ما الذي نريد الوصول إليه بالفعل من الحرب في أفغانستان والسؤال الثاني هو ما الذي نستطيع تحقيقه بوجود عسكري هناك". كما يرى أن هذه القضية تحولت لقضية داخلية مشيرا إلى أن المواطنين الألمان لن يقبلوا بالغموض وأنه سيتوجب على الحكومة القادمة ووزير الخارجية القادم الرد على التساؤلات المرتبطة بمهام القوات الألمانية في أفغانستان بوضوح وجدية أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي.

الكاتبة: سمر كرم

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات