1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التدوين في البرازيل ـ بلوغ مرحلة الرشد استعدادا لدخول العقد الثاني

٦ ديسمبر ٢٠٠٩

المدونة البرازيلية، روسانا هيرمان، صاحبة مدونة "كويريدو ليتور" الحائزة على جائزة البوبز كأفضل مدونة باللغة البرتغالية ومديرة الإنتاج والإبداع في أحد أكبر المواقع الالكترونية في البرازيل، تصف تطور المدونات في بلادها.

https://p.dw.com/p/KrRG
المدونة البرازيلية وعضو هيئة التحكيم روزانا هيرمانصورة من: Rosana Hermann

المدونات حديثة العهد، وظهرت أول المدونات على شبكة الإنترنت منتصف التسعينات. أما قصتي مع التدوين فقد بدأت كالتالي: نهاية العام الأخير من القرن 20 سجلت موقعاً على الإنترنت باسم "فاروفا" (فاروفا وجبة مكملة برازيلية من طحين كاسافا). وكان الهدف من هذه الصفحة هو إضافة جزء إلى عالم الانترنت، أي تحويل الوجبة الجانبية إلى وجبة رئيسية، بالمعنى المجازي طبعا. ومن هنا جاء اسم فاروفا. ونمت مدونة فاروفا ووصلتني عروض تجارية، مما دفعني بعد بضعة أشهر إلى امتهان الكتابة على الإنترنت. وأحد أبواب فاروفا كان بمثابة تسجيل تسلسلي يومي باسم "Querido Diário" أي المذكرات اليومية المفضلة، إلى أن حولته إلى اسم "Querido Leitor " أي عزيزي القارئ.

تحديات تقنية

كانت الكتابة للموقع عملية معقدة، لأنها كانت تحتاج إلى برامج خاصة. وبعد تثبيت الصفحة، كان يتم إرسالها بواسطة "Upload" إلى السيرفر. وكنت أملك البرامج الخاصة بذلك (Dreamweaver und FireFTP) فقط على الكمبيوتر الخص بي، الأمر الذي كان يعني أن إمكانية التحديث تتم فقط من المنزل. وهذه كانت عملية معقدة من أجل إبقاء فاروفا آنية، وهذا تطلب عملاً شاقاً من أجل الإيفاء بالوعد، ليس من أجل تقديم الطحين فقط، بل من أجل إيجاد شيء جديد عن طريق الإنترنت. في بداية عام 2000 تعرفت على موقع أدوات جديد باسم مدونة "بلوغ". وهذا المصطلح مشتق من "ويب لوغ" أي "لوغ بوك" لمتصفحي الإنترنت.

الغوص في عالم المدونات

المدونات التي تعتمد على الإنترنت، يمكن تحديثها في كل مكان، ومتطلبات ذلك سهلة: يكفي الحصول على خدمة الإنترنت، والدخول وتدوين المعلومات وتحميلها، وتبدو المدونات مثل الرقائق الإلكترونية التي تسير أمام عيني، وكان هذا بمثابة سحر. وكان هذا تطوراً كبيراً وخطوة ضخمة مثل التلفون المحمول، الذي أعطى الهواتف الثابتة فرصة التنقل. وبدون يقين قررت الدخول في عالم المدونات: لأتساءل إن كان علي تصميم مدونة لفاروفا أم لكفيريدو لايتور؟ وبعدها قررت تصميم مدونتين. لذلك فقد دخلت القرن 21 ومطبوع على جبيني وعلى صدري "مدوِّنة".

وتعلمت إرسال النصوص والتقارير الصوتية والفيديو وتقديم البرامج الحية، وكل شيء بواسطة الجوال. وبدأت أحمل كمبيوتري المحمول في حقيبتي، هذا الجهاز المجهز بـ (Wi-Fi) وتقنية (3G) حديثة، وكل ذلك من أجل البقاء متصلة بالمدونة. وعلى مدى عقد كامل تقريباً؛ كنت أدون قبل الفطور، وفي كل وقت حتى أني كثيراً ما كنت أقوم من السرير مرة أخرى، لأنني كنت أنسى قول "تصبحون على خير" للقراء.

التدوين يعني التواصل

لقد تعرفت على أصدقاء من خلال المدونات، وسافرت وحاولت استغلال الفرص وتلقيت عروض عمل وجوائز. تعرفت على مدونات لصحفيين وممثلين ومواطنين وناشطين وسياسيين وفكاهيين. وشاهدت أناساً فوق 80 عاماً اكتشفوا الحياة من جديد بواسطة المدونات. تعرفت على سائق سيارة أجرة، كان يصور المدينة من أجل تصميم كروت بريدية. رافقت حملات التبرع بالأعضاء، ودعمت حركات الدفاع عن حماية البيئة وشاركت بنشاطات غريبة. وتبنيت حبيبي الصغير ميشلينج لايكا، بواسطة صديقة تعرفت عليها في مجتمع التدوين. تلقيت هدايا وقدمت أخرى، أطلقت حملات ترويجية ومنحت جوائز. وأسست عن طريق حملة التبرع بالكتب مكتبة ماريا، التي كانت تعمل محاسبة في متجر في الحي الذي أسكن فيه. ومؤخرا سافرت إلى بون لتسلم جائزة البوبز لمدونة "كويريدو ليتور" التي حصلت على الجائزة كأفضل مدونة باللغة البرتغالية.

أخيرا يمكننا القول بأن نهاية العقد الأول من القرن 21 شهد أهم "ثورة" للمدونات التي كانت من الأتساع بحيث يصعب السيطرة عليها، والتي نشأت من بين جذور الصحافة: أي توصيل المعلومة مباشرة إلى المتلقي. وغيرت المدونات نصوص الصحافة الالكترونية. واقتربت من القراء. ودعمت الحوار من خلال التعليقات.

الإعلام الشعبي في البرازيل

تلعب الشبكات الاجتماعية في البرازيل دوراً مهما على في العلاقات الاجتماعية. ويعتبر موقع "أوركوت"، وهو على نمط فيس بوك، الموقع الأول في البرازيل من حيث عدد المستخدمين. وينافس هذا الموقع، موقع غوغل من حيث عدد الزيارات في البلد. وعندما يذهب المرء إلى أي مقهى إنترنت، أو مركز جمعية خيرية وفيها إنترنت أو حتى في العمل أو المدارس، ويريد الدخول إلى الإنترنت، سيلتقي بأناس يتصفحون أوركوت.

والمدونات في البرازيل في تزايد كبير، ولها تأثير مثل أي موقع إخباري تقليدي قوي. ويمكنني اعتبار المدونات "Blog do Noblat" و "Blog do Milton Jung" و "Pensar Enlouquece" و"Contraditorium" من المدونات المؤثرة. وتعتبر المدونات الفكاهية من أكثر المدونات زيارة في البرازيل، خاصة مدونة "KibeLoko".

ويمكن اليوم لمدونة أي من الكتّاب أن تؤثر حتى على قنوات التلفزيون الكبرى. وهناك الكثير من الأمثلة: من فيديوهات الفكاهة، والتي تأخذ حيزاً كبيراً في برامج التلفاز إلى مدونات النشاطات السياسية التي تقود إلى مظاهرات في الشوارع. وهذه العملية لم تنته بعد. بل على العكس، فالاهتمام في تزايد من قبل الفنانين والسياسيين والمنظمات غير الحكومية والمواطنين العاديين. وبما أن عام 2010 عام انتخابات في البرازيل، سنلمس ظاهرة جديدة، وهي ظهور المرشحين بشكل قوي في المدونات والشبكات الاجتماعية الأخرى، وهذا يعني انتصاراً لنا نحن البرازيليين. فكلما زادت المعلومات والشفافية، سيزداد الحوار وستقوى الديمقراطية.

نظرة مستقبلية

أعتقد أنه مع بداية العقد القادم سيبلغ الجيل الأول من المدونين سن البلوغ وسيستعد للانتقال إلى مرحلة النضج، إذ انه زال هناك الكثير من الأشياء سيتوجب تعلمها وتجريبها. إنني أعتبر نفسي اليوم مدوِنة محترفة، لكني مازلت كما كنت في الماضي متحمسة. لا زلت أكتب أول مقالاتي قبل الفطور، وأقول "تصبحون على خير" قبل ذهابي للسرير، وأشارك بالاكتشافات وأتعلم مع القراء. ولا زلت أحتفظ بولعي وحماسي، لأنه لا نشر للمدونة دون عاطفة، ولكي أبقى وفياً لمفهوم "مدونة": لا أنشر دون عاطفة.

روزانا هيرمان مؤلفة وكاتبة سيناريو ومذيعة. درست الفيزياء النووية والصحافة. وعملت في كل من قناة SBT وريدي غلوبو وباند. واليوم تشغل منصب مدير الإنتاج والإبداع في R7 (www.r7.com) أحد أكبر مواقع الإنترنت في البرازيل.

الكاتبة: روزانا هيرمان

مراجعة: عبده جميل المخلافي

Blog do Noblat

http://oglobo.globo.com/pais/noblat/

Blog do Milton Jung

http://colunas.cbn.globoradio.globo.com/miltonjung/

Pensar Enlouquece

http://www.interney.net/blogs/inagaki/

Contraditorium

http://www.contraditorium.com/

Kibe Loco

http://kibeloco.com.br/kibeloco/