1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البابا يدعو إلى الحوار والمصالحة بين الأديان والمذاهب

١ ديسمبر ٢٠٠٦

خلال زيارته إلى تركيا دعا البابا إلى حوار فعلي بين الأديان وإلى المصالحة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية بعد قرون من الانقسام. وفي هذا السياق شدد البابا على احترام مبدأ الحرية الدينية وضمان حقوق الأقليات.

https://p.dw.com/p/9SmS
البابا: تركيا كانت دوماً جسراً بين الثقافاتصورة من: AP

ينهي البابا بينيدكت السادس عشر اليوم زيارته الأولى الى تركيا التي استمرت أربعة أيام، وأثارت الكثير من ردود الفعل المتباينة بين الأوساط الرسمية والشعبية التركية. الزيارة تميزت بحساسيتها لأنها جاءت بعد ثلاثة أشهر على اقتباسات البابا التي فسرت بأنها مسيئة للإسلام وفجرت موجة من الغضب في العالم الإسلامي. ويبدو ان البابا حاول جاهداً امتصاص الغضب الذي أثارته الزيارة من خلال التعبير عن تفهمه للإسلام والتأكيد على نقاط الالتقاء في الديانتين المسيحية والإسلامية.

البعد السياسي للزيارة

Papst Benedikt XVI in der Türkei mit Ministerpräsident Recep Tayyip Erdogan Flughafen
البابا يساند انضمام تركيا للأتحاد الأوروبيصورة من: AP

وقد حمل اليوم الأول للزيارة أبعادا سياسية من خلال التطرق الى قضية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي في وقت أوصت فيه المفوضية الأوروبية بتعليق مفاوضات الانضمام معها بشكل جزئي. فعند استقباله في مطار أنقرة من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن البابا لمضيفة مساندته لمحاولة تركيا الانضمام للاتحاد. ويبدو ان تأييده للحلم التركي نجح في تهدئة الأوساط الرسمية والعلمانية التركية المنتقدة لزيارته. وفي هذا السياق أوضح المتحدث بإسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباري ان "الكرسي الرسولي ينظر بايجابية ويشجع طريق الحوار والتقارب والاندماج في أووربا." ولكن الإعلان المشترك الذي صدر عن البابا وبطريرك الروم الأرثوذكس بارتلماوس الأول يوم أمس الخميس، حمل بين طياته انتقادات مبطنة لأنقرة من خلال تطرقه الى ضرورة تطبيق مبدأ احترام الحرية الدينية في تركيا. كما شدد على أهمية احترام الأقليات الدينية كمعيار للحاق بركب الاتحاد الاوروبي. وعلى الرغم من أن الفاتيكان لا يضطلع بدور رسمي في الاتحاد، ولا يتدخل بشكل علني في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فإن مبادرته تمثل نموذجاً للتكتيك السياسي في وقت تمر فيه العلاقة بين الغرب والشرق بأسوأ أوقاتها. ومن المبكر التنبؤ بالآثار التي يمكن ان تترتب على موقفه الجديد بخصوص انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي سواء في تركيا نفسها أو في العالم الإسلامي بشكل عام.

الدعوة الى "حوار فعلي" بين المسلمين والمسيحيين

وخلال لقاءه لبعض الشخصيات الإسلامية عبر راعي الكرسي الرسولي عن رغبته في تعزيز العلاقة بين الإسلام المسيحية، مؤكداً على "الاحترام المتبادل والتقدير" الذي يربط أبناء الديانتين. وألقى البابا خطاباً بعد اجتماعه مع رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا علي بارداكوغلو شدد فيه على ان الحوار الصادق بين الديانتين والمستند الى احترام الفوارق والاعتراف بما هو مشترك يعد الطريقة المثلى للالتقاء. من جانبه تطرق برداكوغلو الى أهمية الوحدة بين الديانتين منتقدا ما وصفه بانتشار "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام.

زيارة المسجد الأزرق

في زيارة تذكر بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي زار المسجد الأموي في دمشق، قام بينيدكت السادس عشر بزيارة اكبر مساجد تركيا. وخلال هذه الزيارة وقف البابا بينيدكت السادس عشر باتجاه مكة المكرمة كما يفعل المسلمون في صلاتهم. وعد المراقبون زيارته للمسجد على انها بادرة تصالحية أخرى ومحاولة منه لرأب الصدع في العلاقة مع المسلمين بعد ان كان قد أساء لها في ريغينسبورغ.

المصالحة مع الأرثوذكس

Papst Benedikt XVI in der Türkei Kuss mit Patriarch Bartholomäus I
المصالحة مع الارثوذكس من أولويات الباباصورة من: AP

ومنذ اعتلاءه الكرسي الرسولي جعل البابا المصالحة بين الكنيستين الكاثوليكية و الأرثوذكسية من اولوياته. فبعد قرون طويلة من الانقسام بينهما بسبب خلافات في اللاهوت وسلطة البابوية، يحاول البابا بينيدكت دفع الحوار الذي بدأ بين الكنيستين في ستينيات القرن الماضي الى الأمام. وقال البابا بينيدكت في الكلمة التي ألقاها بكنيسة سان جورج "كل الانقسامات القائمة بين المسيحيين شيء مشين بالنسبة للعالم وتحول دون نشر كلمة الله". ومن المنتظر ان تساعد المشاعر الودية بين البابا بينيدكت والبطريرك بارتلماوس الأول على تمهيد الطريق لاجتماع تاريخي بين البابا وبطريرك الروس الأرثوذكس اليكسي، الأمر الذي سيكون بلا شك تقدما كبيرا في العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس.

دويتشه فيله (ع.غ)