1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام أجهزة المسح الضوئي للجسم

٧ ديسمبر ٢٠١١

أجهزة المسح الضوئي للجسم من شأنها عرقلة تنفيذ العمليات الإرهابية على قطاع الطيران وتطوير الإجراءات الأمنية للمسافرين. وهو ما دفع الاتحاد الأوربي للسماح باستخدامها في المطارات الأوربية رغم أنها ما تزال مثيرة للجدل.

https://p.dw.com/p/13Nin
ليس معروفاً بعد عما إذا كانت أشعة تيراهيرتز مضرة بالصحة أم لاصورة من: picture alliance/dpa/Fotografia

قررت المفوضية الأوربية استخدام أجهزة المسح الضوئي للجسم في المطارات الأوربية ابتداء من السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2011 بعد أن خضعت لاختبارات عديدة. وسيتعين على المسافرين المرور عبر ما يشبه كابينة الهاتف العمومي مع رفع الذراعين وفتح الساقين، حيث ستقوم أجهزة استشعار مركبة بذراع آلي بالتقاط ما يسمى بأشعة تيراهيرتز أو الأشعة المليمترية.

Nacktscanner
سيتعين على المسافرين عبر المطارات الأوربية المرور عبر ما يشبه كابينة التليفون العمومي للكشف عن حيازة أي مواد محظورةصورة من: sogmiller/Fotolia

ويقول "هيلموت إيسن" من معهد بحوث فيزياء الترددات العالية وتقنيات الردار التابع لمؤسسة فراونهوفر الألمانية، إن تلك الأجهزة هي أجهزة رادارية صغيرة تلتقط إشارات تصل في هيئة صورة مرئية على الشاشة أمام معاون الرقابة. وعندها يمكن التعرف عما إذا كان المسافر يحمل مواد أو أجهزة محظورة تحت ملابسه. وتكمن الميزة في أجهزة الكشف عن الجسم على عكس الكاشفات المعدنية أنها تستطيع الكشف عن أي مواد خطيرة ليس بها معدن بالضرورة مثل السوائل والبودرة وغيرها. والسبب الأساسي لاستخدام تلك الأجهزة الكاشفة للجسم يعود إلى محاولة اعتداء أبطلت في ديسمبر/ كانون أول 2009، عندما خطط شاب نيجيري في الثالثة والعشرين من عمره لنسف طائرة مدنية أمريكية عند وصولها إلى مطار ديترويت قادمة من أمستردام. إلا أنه تم توقيفه من قبل المسافرين وطاقم الطائرة أثناء محاولته إشعال فتيل مواد متفجرة نجح في تهريبها.

أجهزة المسح الضوئي تكشف أدق تفاصيل الجسم

لكن يبقى استخدام تلك التقنية مثيراً للجدل. فباختلاف نوع الجهاز تتنوع شكل الصورة التي تظهر عبر المسح الضوئي. فهناك تقنية تُظهر الملامح الإطارية للجسم فقط وظهور نقاط أو مساحات ملونة قد يعني حيازة المسافر لمواد محظورة على سبيل المثال. كما أن هناك تقنية لمسح تفاصيل الجسد بدقة وكأنه تم تجريد المسافر من ملابسه. وهو الأمر الذي أدى إلى موجة اعتراض عريضة بين المسافرين والساسة. وقد دفع هذا الجدل المفوضية الأوربية إلى استخدام تلك الأجهزة في مطارات دول الاتحاد الأوربي في إطار شروط صارمة: إذ يمنع تماماً حفظ تلك الصور التي تظهر على الشاشة، وعلى أن يتم الفحص الدقيق لتلك الصور في غرفة منفصلة. كما أنه من حق كل مسافر الاعتراض على هذا الإجراء والإصرار على أن يتم تفتيشه يدوياً بالطريقة التقليدية. كما أن الاتحاد الأوربي حظر استخدام الأجهزة الكاشفة التي تعمل بالأشعة السينية حظراً كاملاً.

الأشعة المستخدمة بالتقنية الجديدة قد تكون مضرة

في حين أكدت المفوضية الأوربية على أن الماسح الضوئي الجديد ليست له أضرار على الصحة، إلا أن البحث العلمي لم يصل في هذا الشأن إلى نتيجة حاسمة بعد، كما يقول "رولف ميشيل" رئيس اللجنة الألمانية للحماية من الإشعاعات (SKK). وصحيح أن دراسة أوروبية حديثة أظهرت أن أشعة تيراهيرتز المستخدمة في التقنية الجديدة للأجهزة الكاشفة للجسم لا تخلف آثاراً بيولوجية، وفي المقابل تختبر أبحاث أخرى وجود آثار محتملة على الخلايا الجسدية والتغيرات الجينية للأشخاص، إلا أن نتائج الأبحاث المتوفرة جميعها ليست كافية للحكم النهائي على ذلك.

إدخال التقنية الجديدة في الاتحاد الأوربي رغم الثغرات

Bundesinnenminister Thomas de Maiziere Flughafen Hamburg Körperscanner
اشترك نحو 800 ألف متطوع في الفترة التجريبية لأجهزة المسح للجسم في مطار هامبورغصورة من: dapd

تم اختبار الاجهزة الكاشفة للجسم في مطار هابمبورغ الألماني، وتطوع نحو 800 ألف مسافر بالمشاركة في هذا الاختبار الميداني الذي استمر عشرة أشهر وكلف حوالي مليون يورو. إلا أن نتائجه جاءت مخيبة للأمل بعض الشيء، حيث أطلق الجهاز إنذاراً خاطئاً لدى نصف المشاركين تقريباً وأجبر هؤلاء إلى الخضوع لكشف أمني يدوي. وهو ما أظهر أن الأجهزة ما تزال بحاجة إلى تطوير، حيث أطلقت إنذاراً لمسحها بقع العرق على سبيل المثال والثنيات وأزرار الملابس.

ونظراً للمشاكل التي ظهرت أثناء الفترة التجريبية قررت ألمانيا عدم استخدام تلك الأجهزة في جميع مطاراتها حالياً، حيث يُنتظر توفير أجهزة أكثر تطوراً في فترة لاحقة. ووفقاً لبيانات المفوضية الأوربية أدخلت بريطانيا هولندا تلك التقنية في مطاراتها، وأبدت كل من فرنسا وإيطاليا رغبتيهما في استخدام الأجهزة مستقبلاً. كما طالب البرلمان الأوربي جميع حكومات الاتحاد الأوربي بالإسراع في إدخال هذه التقنية في مطاراتها حتى موعد أقصاه 30 أبريل/ نيسان 2013. وقد يُسمح للمسافرين عندئذ اصطحاب المواد السائلة معهم على متن الطائرة.

آرند ريكمان/ دينا جودة

مراجعة: هبة الله إسماعيل