1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإرهاب كمهنة ـ وسط آسيا خزان "داعش" البشري الجديد

٢٢ يناير ٢٠١٧

بعد اعتقال الأوزبكي المشتبه بقيامه بالاعتداء الإرهابي في إسطنبول ليلة رأس السنة، تتوجه الأنظار الآن إلى منطقة آسيا الوسطى. إذ يبدو أن الجمهوريات السوفيتية السابقة باتت تحت مجهر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.

https://p.dw.com/p/2W2pW
Irak Kämpfer des IS
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/Planet Pix

الآن تم التأكيد على أن المشتبه بتنفيذه اعتداء إسطنبول الإرهابي ليلة رأس ينحدر من آسيا الوسطى. فقد تمكنت الشرطة يوم الاثنين الماضي من اعتقاله بأحد أحياء المدينة، كما ذكرت وسائل إعلام تركية. ويتعلق الأمر بشخص يدعى عبد القدير م. مولود عام 1983 في أوزبكستان. وقد تلقى تدريباته في أفغانستان، حسب والي إسطنبول واصب شاهين. وقد وُجد عند المشتبه به قدر كبير من الأموال والأسلحة.

وفي البداية اعتبرت صحف تركية أن الرجل، الذي قتل 39 شخصا بالرصاص في ناد ليلي، هو من قرغيستان أو أوزبكستان. وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن السلطات الأمنية بصدد تقييم التقارير التركية في هذا الشأن.

المجموعة الأكبر من قرغيستان وأوزبكستان

يبدو أن الجمهوريات السوفياتية السابقة مثل كازاخستان وتركمانستان وطاجيسكتان وأوزبكستان وقرغيستان أضحت بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مناطق واعدة لاستقطاب مقاتلين من هناك. فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن ذلك الهجوم في اسطنبول. كما شارك أشخاص من قرغيستان ومن مناطق أخرى بآسيا الوسطى في عمليات أخرى سابقا كتلك التي حدثت في مطار اسطنبول في يونيو/ حزيران عام 2016.

Türkei Istanbul - Festnahme des Attentäters aus der Silvesternacht
اعتقال المشتبه به في هجوم رأس السنة في اسطنبول والذي لقي فيه 39 شخصا مصرعهم في ناد ليليصورة من: picture-alliance/Zuma Press/Depo Photos

وليست هناك أرقام معروفة عن عدد المقاتلين من آسيا الوسطى داخل صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. ولكن قبل عام تقريبا  قدرت "مؤسسة صوفان" للاستشارات السياسية في نيويورك أن عدد أعضاء التنظيم الإرهابي من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة يقدر بـ 4700 فرد، وأن أكثر من نصف عددهم يحمل الجنسية الروسية، خصوصا من المناطق الشمالية للقوقاز مثل الشيشان وإنغوشيا وداغستان. كما يشكل المقاتلون من أوزبكستان وقرغيستان العدد الأكبر من المقاتلين المنحدرين من آسيا الوسطى بحدود 500 مقاتل من كل جمهورية.

وتتحدث مصادر أخرى عن نفس العدد تقريبا في طاجيكستان. ومن هذه الجمهورية ينحدر المسؤول الأمني الرفيع المستوى شاليموف الذي انضم لتنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث رحل إلى سوريا عام 2015. وقد كان قائدا لإحدى الوحدات القتالية في وطنه. وقد أصدرت وزارة الداخلية لطاجيسكتان مذكرة اعتقال دولية بحقه.

الهجرة بحثا عن عمل

منذ الهجمة الأخيرة التي يقوم بها التحالف الدولي في سوريا وفي العراق  ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" يبدو أن عددا كبيرا من المقاتلين من آسيا الوسطى لقوا هناك مصرعهم. ويعتبر خبراء روس مثل آندري سيرنكو من مركز الدراسات الأفغانية أن العديد من هؤلاء في طريق العودة إلى بلدانهم عبر تركيا. وهو ما أكده أيضا الخبير ليف كورولكوف الذي يصفه الإعلام الروسي بأنه كان يعمل للاستخبارات الروسية في السابق، حيث قال لـ DW: "إن العديد من المقاتلين الذي كانوا مع أسرهم هناك وأصبحوا في وضع محرج انتقلوا إلى تركيا وانتشروا فيها"، أما البعض الآخر فقد رحل إلى وطنه أو إلى بلدان أخرى مثل ليبيا وأفغانستان.

Irak Kampf um Mossul gegen den IS - Flüchtlinge aus Hammam al-Alil
آلاف اللاجئين يهربون من المعارك القائمة بين قوات التحالف وميليشيات تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق صورة من: REUTERS

وتحدث كورولكوف في هذا السياق عن توجه آخر، معتبرا أن التحاق هؤلاء بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل "نوعا من الهجرة بحثا عن عمل". وأضاف قائلا: الخبراء يرون أن العديد من المواطنين يغادرون آسيا الوسطى لأسباب مادية أكثر منها لأسباب إيديولوجية وجهادية". وأشار كورولكوف إلى أن العديد من شباب آسيا الوسطى الذين كانوا يعملون سابقا في روسيا عادوا الآن إلى أوطانهم  وأصبحوا فريسة للاستقطاب من طرف  تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث أن روسيا تنهج حاليا سياسة صارمة لمواجهة الهجرة إليها. وقد ازدادت صعوبة العيش في مناطق آسيا الوسطى المسلمة بشكل مستمر، حيث ساءت الأوضاع الاقتصادية وارتفعت الأسعار و نسبة العاطلين عن العمل.

إفشال هجمات في موسكو

تتحدث الأخبار في جمهوريات آسيا الوسطى وفي روسيا تقريبا في كل شهر عن اعتقالات ومتابعة إرهابيين وعن أحكام بحق أشخاص يعملون على استقطاب الناس للخدمة في تنظيم "الدولة الإرهابية". فقد حكمت محكمة في طاجيكستان بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي على رجل بـ 17 عاما سجنا. إذ كان يعمل على تشجيع مواطنين للمشاركة في الحرب في سوريا ويزودهم بتذاكر للسفر بالطائرة إلى تركيا. وفي ديسمبر/ كانون الأول أيضا تم الحكم في مدينة روستوف على نهر الدون في الجنوب الروسي على مواطن روسي وآخر قرغيزي بالسجن لسنوات طويلة، حيث حصل أحدهما على تدريبات من التنظيم في سوريا وفي العراق، حسب التهم الموجهة إليهما. وفي روسيا تم اعتقال أفراد مجموعات بتهمة التخطيط للقيام بهجمات، بما في ذلك في موسكو، حسب السلطات الأمنية. وينحدر أغلب هؤلاء من طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيستان.

الكاتب: غ.رومان/ ف.فيتالي/ع. العلمي