1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإخوان المسلمون بديل عن القاعدة

جاسم محمد١٦ نوفمبر ٢٠١٢

يرى جاسم محمد أن جماعة "الإخوان المسلمين" حرصت منذ إنشائها على بناء عناصرها وكوادرها عبر الولاء الخالص والتام لها ولمرشدها، وهو ولاءٌ تحميه مفاهيم دينية ملزمة لأتباعها ، ولم يكن ولاء الإخوان قط لدولهم، تماما كالقاعدة.

https://p.dw.com/p/16kX9
صورة من: dapd

كان حسن البنّا كان يرى أنّ الوطنية فتنة ويقول"افتتن الناس بدعوة الوطنية" ثم أوضح أنّ مفهومه للوطنية يتعلق بالعقيدة لابالوطن والدولة والشعب بقوله "إننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة" (مجموعرسائل حسن البنّا ص: 19). واستمر بعده المرشد الثاني حسن الهضيبي في نفسالطريق فقد كان يقول: "نحن معشر الإخوان المسلمين لا نعترف بحدودٍجغرافيةٍ" (عشماوي، ص:66، وصولاً إلى المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف صاحبالعبارة المشهورة "طزّ في مصر".القائمة على تخريب الروح الوطنية . وهي ذات عولمة الأهداف القاعدية والسلفية التكفيرية .

استخدام المنبر الإسلامي للدعاية الاخوانية

أصبحالخطباء والدعاة بعد ثورات الربيع العربي ، يوظفون منابر المساجدوالفضائيات بحسب ألوانهم السياسية، وتحول الخطيب إلى محلل سياسي يفرض رأيهعلى الناس باعتباره الرأي الفاصل في الأوضاع السياسية، سواء أكانت في داخلبلده أم خارجه .

ويشير الكاتب محمد الحمادي الى أن الإخوان اضعفوا موقفهم فوقعوا في الازدواجية والتناقض في كثير من أفعالهم ومواقفهم ، منها أنهم كانوا يعلنون حب الوطن ويمارسون النقد الهدام والتحريض على كل شيء فيه ، وكذلك أطلقوا على أنفسهم "دعوة الإصلاح"، وهم يطلقون على أنفسهم لقب "مشايخ" و"دعاة إلى الله" بينما هم يمارسون العمل السياسي .

ويستطرد قائلا : " الإخوان يقدمون أنفسهم للمجتمع المحلي على أنهم "دعاة إلى الله" ومصلحون اجتماعيون ، بينما يقدمون أنفسهم إلى الخارج والمنظمات الدولية على أنهم "ناشطون" حقوقيون وسياسيون! والفرق شاسع". ويتابع : "أحد رموز هذا التيار ومنذ أشهر يغرد بلغة بغيضة ، فكل ما في بعض البلدان فاسد: التعليم، الأمن، السياسة، الاقتصاد، السياحة، القضاء، العمل الخيري"!

الجحيم العربي

يساهم "الربيع العربي" المتمثل بثوراتوحركات احتجاجية تحمل صعود نجم حركة الإخوان المسلمين ألتي قفزت على ثورات الشباب ، و أصبحت لاعباسياسيا رئيسيا في منطقة تحكمها أنظمة ديكتاتورية منذ حوالي نصف قرن ، ففكرة "الدولة الإسلامية " التي هيمنت على الحراك الإسلامي في الثمانيناتوالتسعينات اختفت تماماً في زمن الربيع العربي لدى التيار الإسلامي العريضوالمؤثر ، أماالجهاديون، فاعتبروا أن مشروع الإخوان القائم على التدرج والتربية مشروع فاشل.

لقد تراجعت عندهم فكرة الدولة الإسلامية الخالصة، وتلاشي دورالعمل الجهادي و دخولهامرحلة التيار الوسطي المتمثل بالحكم الإسلامي "المعتدل " الذي تقبل به جميعالقوى والأطراف الدولية.
تراجعت فكرة الدولة الإسلامية الخالصة، وتلاشي دورالعمل الجهادي و دخولهامرحلة التيار الوسطي المتمثل بالحكم الإسلامي.، وهي القواعد نفسها التي حددها المؤرخ الأميركي فرانسيس فوكوياما فيكتابه نهاية التاريخ : سيادة الديمقراطية الغربية، ونهاية الاستبداد،والاحتكام للانتخابات.

كشفت مصادر أمنيةإماراتية في شهر أكتوبر 2012 ان التحقيقات مع شبكة تنظيم الإخوان المسلمين أظهرت ارتباطات قويةلأعضاء الشبكة مع جهات خارجية تقف خلفهم من حركات سياسية وأكاديمية خارجدولة الإمارات.

السؤال هنا : لماذا يتآمرون على دولة الإمارات؟ وما الهدف منهذا العمل؟ وهل تشكل هذه المجموعة أي تهديد فعلي للدولة؟

الجواب قطعا لا،فهم لا يشكلون أي تهديد فعلي لكن تكمن المشكلة في خلقهم جواً غير صحيبإثارة الشك والريبة وعدم الثقة في دولة مستقرة آمنة مفتوحة للعمل والتجارة والسياحة فيها، لقد وصل الأمر بهذه الجماعات للتعرض بالهجومعلى رموز الدولة وشيوخها وحكامها عبر قنوات التواصل الاجتماعي من انترنتوتويتر وغيرهما .

زيارة أمير قطر إلى قطاع غزة

وصل أمير قطر الشيخحمد بن خليفة آل ثاني يوم 23/10/2012 إلىقطاع غزةوهي الثانية، منذ عام 1999.وخصصت قطر منحة ، لأعمار غزة تقدر ب 254 مليون دولار، خصص منها 140مليون دولار لإنشاء وتعبيد طرق وبنى تحتية ، و62 مليونا لإقامة مدينة الأميرحمد الإسكانية جنوب القطاع، و15 مليونا لإقامة مستشفى للأطراف الصناعيةوالتأهيل، و12.5 مليونا لمشاريع زراعية.

وكانت قطر قد دعمت المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتيْ فتح وحماس،واستضافت لقاء في فبراير/شباط الماضي بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتبالسياسي لحماس خالد مشعل الذي غادر دمشق واستقر في الدوحة.

هذه الزيارة ممكن وصفها بانها ضربة كبيرة للمصالحة الفلسطينية وصفعة قوية الى السلطة الفلسطينية ، الممثل الشرعي للفلسطينيين هذه الزيارة أحدثت وستحدث شرخا كبيرا في صفوف الوحدة الفلسطينية .

وتأتي ضمن سياسة قطر بان تكون راعي جديد للحركات الجهادية والأصولية التي لا تكون بعيدة عن قطاع غزة الذي يعاني من أزمات سياسية و نقص الشرعية الدولية بالإضافة الى المشاكل المعاشية التي تواجه المواطن الفلسطيني .المخيمات الفلسطينية التي تخضع لسيطرة حماس وقطاع غزة ممكن أن تكون مستودعا للمتطوعين في القتال ضمن الحركات الجهادية والأصولية في سوريا وفي دول أخرى مستقبلا .

الإخوان و القاعدة وجهان لعملة واحدة

الإخوان لا يختلفون كثيرا في مبادئهم عن السلفية التكفيرية ، فقط انهم يؤمنون بالدخول بالعملية السياسية والديمقراطية واعتبار الخلافة الإسلامية وفرضها مشروع مؤجل ، اما السلفية التكفيرية والقاعدة فهي تحمل نفس المبادئ ونفس الأسس ولكنها تؤمن بان الخلافة يجب فرضها الآن على الأرض وعدم مهادنة الحكام . وان شعار الإخوان المتمثل في السيف لهي شعار للقتال و"الجهاد "قريبة جدا من القاعدة.

كلاهما : القاعدة والإخوان يؤمنان بفرض الطاعة والبيعة الى المرشد أو ولي الأمر، اي اعتماد البيعة الى المرجع الإسلامي والمرشد ، وليس إلى رئيس الدولة أو الحكومة الوطنية وهذا يعني أنهما يشتركان في عولمة الأهداف ونشر أيدلوجيتهما . أما مفهوم الوطنية او القومية فأصبح عدوا لهما

من جانب آخر، لم تكن أيدلوجية القاعدة بعيدة عن أيدلوجية الإخوان القائمة على الخطاب والنظرية اكثر من التطبيق والتي وصفها البعض بأنها مجرد قنابل صوتية . الظواهري وسيف الدين العدل وغيرهم من قيادات تنظيم القاعدة المركزي ومن الجيل الأول كانوا من أعضاء تنظيم الإخوان في مصر ثم التحقوا بالقاعدة بعد أن وجدوا في القاعدة حرية أكثر في ممارسة العنف والقوة ضد المد القومي خلال القرن الماضي وخاصة مطلع الثمانينات في إعقاب توقيع اتفاقية السلام مع مصر ودول عربية أخرى .

الأخوان المسلمون وهم خارج السلطة غيرهم داخل السلطة ، فالتعايش الذي حصل مابين الإخوان والولايات المتحدة وصعود محمد مرسي الى الحكم لم يأت من فراغ او وليد الساعة بل كان هنالك اتصالات مباشرة ، البعض منها وصلت إلى العلن ، خلال أيام حسني مبارك، هذه الاتصالات مع الإخوان تعود الى عام 2009 بينهم وبين الخارجية الأميركية ، وهي ذات الخطوات التي اتخذتها الخارجية الأميركية مع الإخوان في المغرب . إن اتفاق الإخوان مع الولايات المتحدة يعد تناقضا واضح في نظرية الإخوان المسلمون الذين أخذوا يستخدمون الدين للوصول الى السياسة والسلطة وهو نفس مبدأ الغاية تبرر الوسيلة في المبدأ الميكافيلي ، أي الإخوان يستخدمون الدين لأهداف سياسية وهو تنازل عن مبادئهم من اجل السلطة .