1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأردن في مواجهة "داعش".. تحديات اقتصادية واجتماعية معقدة

كيرستن كنيب/ شادي رمان٦ فبراير ٢٠١٥

بعد نشر فيديو إعدام الطيار معاذ الكساسبة بطريقة وحشية على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، باتت الأردن أكثر إصراراً على محاربة التنظيم المتطرف، لكن هذه المواجهة تعتريها تحديات اقتصادية واجتماعية داخل المجتمع الأردني نفسه.

https://p.dw.com/p/1EWSz
Jordanien Trauerfeier Vater des hingerichteten jordanischen Pilots Muath al-Kasaesbeh
صورة من: Reuters/M. Hamed

منذ مساء الثلاثاء وحتى اليوم لا يزال الأردنيون تحت تأثير صدمة نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" فيديو إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً. الإعلام الأردني أبدى خوفه وغضبه في الوقت نفسه، وعلى ما يبدو سيدرك الإرهابيون قريباً جداً أن الأردنيين سيصبحون أكثر إصراراً على محاربة التنظيم المتطرف وأن مقتل الكساسبة سيزيد من مساهمة الأردن في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم.

وبعد ساعات معدودة من تداول الفيديو، نُفذ حكم الإعدام في اثنين من الجهاديين العراقيين المعتقلين لدى الأردن، وهما ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي. وتنتمي الريشاوي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي، والذي تطور لاحقاً ليعرف باسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ثم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروفة إعلامياً بـ"داعش"، وهو نفس التنظيم الذي أعلن بدوره أنه سيطلق سراح الكساسبة إذا ما أفرجت الأردن عن الريشاوي وإرهابيين آخرين.

تحديات على المدى البعيد

عن ذلك يقول الباحث السياسي بارا ميكائيل من مركز فريد في العاصمة الإسبانية مدريد إنه على الرغم من إمكانية تفهم الأجواء الملتهبة التي أُعدم فيها المعتقلين، إلا أنه تُثار تساؤلات هنا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستنعكس نتائجها على المدى البعيد. ويضيف الباحث بالقول: "مبدأ 'العين بالعين والسن بالسن' لا يمكن له أن يحل المشكلات الأساسية، التي أدت إلى ظهور تنظيم داعش".

Sajida al-Rashawi Al-Qaida-Mitglied 2006
تنتمي الريشاوي إلى جماعة تطورت لاحقاً لتعرف باسم تنظيم "الدولة الإسلامية"صورة من: Reuters/M. Jaber

إذ يتعاطف في الأردن نفسها البعض مع التنظيم المتطرف، ورغم قلة عددهم، إلا أنهم يشكلون رغم ذلك قوة، يمكن لتنظيم "داعش" الاعتماد عليها. وفي الصيف الماضي رفع بعضهم علم التنظيم في مدينة معان، الواقعة في جنوب المملكة. وفي سوريا يقاتل آلاف الأردنيين في صفوف تنظيم "داعش". وتعد الأردن بذلك من أكبر الدول المصدرة للجهاديين.

عوامل اقتصادية

ويعد العامل الاقتصادي أحد أهم أسباب هذا النشاط الإرهابي في الأردن، إذ تتخطى نسبة البطالة 12 بالمائة، ويبلغ متوسط الدخل المواطن الأردني 500 يورو فقط شهرياً. كما تعاني المملكة في الوقت الراهن من تدفق اللاجئين من دول الجوار، بعد أن احتاجت لعقود طويلة من أجل أن تستوعب مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، الذين هربوا إلى الأردن بعد إقامة دولة إسرائيل. ومن ثم تبعهم اللاجئون الهاربون من سوريا، وباتوا يشكلون في الوقت الراهن أكثر من مليون لاجئ، ما يضع البلد أمام تحديات اقتصادية كبيرة.

كما يبدي الكثير من الأردنيين رفضهم لتواجد نحو 10 آلاف جندي أمريكي في المملكة، ولا يتفهمون مشاركة الملك الأردني عبد الله الثاني في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم "داعش"، ولا يفعل شيئاً إزاء نظام بشار الأسد في سوريا. وفي حقيقة الأمر لا يتحمل هذا النظام مقتل مئات الآلاف من السوريين فقط، بل وساهم بشكل ما وصول تنظيم "داعش" إلى ما وصل إليه من قوة.

Jordanien - Pilot Muas al-Kasasba
مقتل الكساسبة زاد من من مساهمة الأردن في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".صورة من: picture-alliance/dpa/Jordan News Agency

"قتال حتى الموت"

ويرى ميكائيل أن مشاركة الأردن في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تبقى محدودة أيضاً، إذ "ليس من السهل القضاء على إرهابيي التنظيم، الذين يقاتلون حتى الموت".

ويشير الباحث الإسباني إلى أنه "إلى جانب الحلول العسكرية يجب وجود إستراتيجية عسكرية أيضاً. لكن المشكلة تكمن في أنه حتى مثل هذه الإستراتيجية لا يمكن أن تأتي بنتائج سريعة، إذ يتجاوز تعقيد المشاكل الأردن نفسها".

ويوضح ميكائيل بالقول إن الكثير من الدول العربية تعاني من تفشي الفساد وانتشار البطالة بين الشباب، أما في الدول الغربية فلا يشعر الكثير من المهاجرين العرب بأنهم يتمتعون بما يكفي من القبول في مجتمعات هذه الدول، ما يدفع المزيد من الشباب إلى الانخراط في صفوف تنظيم "داعش". وفي هذا السياق يضيف الباحث الإسباني محذراً: "إذا ما بقيت هذه المشاكل الأساسية دون حلول، سيزداد شعور الشباب بالانجذاب إلى هذا التنظيم المتطرف". ومن خلال هذا أيضاً يمكن تفسير الوحشية غير المعتادة التي يتعامل بها تنظيم "داعش" مع رهائنه.

رسائل ضمنية

ويرى ميكائيل أن إرهابيي التنظيم يحاولون من خلال نشر فيديوهات عمليات قتل الرهائن إلى إثارة مواطني الدول العربية ضد حكوماتهم، التي تُصور على أنها باتت عاجزة عن حماية مواطنيها من الإرهاب، الأمر الذي يقوض شرعيتها. كما يحمل فيديو قتل الكساسبة رسالة أخرى من التنظيم إلى أعدائه مفادها: "من يواجه تنظيم 'الدولة الإسلامية'، يمكن أن يواجه المصير نفسه".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات