استطلاع للرأي: تحسن طفيف في صورة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي
٢٤ يوليو ٢٠٠٩أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم تحسنت بشكل كبير منذ تولي باراك أوباما مقاليد الرئاسة. وأظهر الاستطلاع، الذي نُشر يوم أمس الخميس (24 يوليو/ تموز 2009) وشمل 24 دولة والأراضي الفلسطينية، أن نظرة العالم للولايات المتحدة عادت للمستويات الايجابية التي كانت عليها قبل أن يتولي سلف أوباما الرئيس السابق جورج دبليو بوش مقاليد السلطة. وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "بيو جلوبال أتتيودز" أن أوباما يتمتع بثقة العالم وخاصة في ألمانيا وفرنسا ودول أوروبا الشرقية.
مكاسب هامشية في العالم العربي
وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري في الفترة ما بين 18 مايو/ أيار إلى غاية 16 يونيو/ حزيران الماضي، أن صورة أمريكا تحسنت في الأراضي الفلسطينية بشكل طفيف بزيادة نسبتها 2 في المائة، لكنها ما زالت في مجملها ضعيفة. وعلى الرغم من تغيير أوباما لسياسة بلاده تجاه العالم الإسلامي، إلا أن ذلك لم يساهم في تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر والأردن ولبنان إلا بشكل طفيف.
ويعزو فيكتور كوخر، مراسل صحيفة نويه زوريشه تسايتونغ في منطقة الشرق الأوسط، في حديث مع دويتشه فيله هذا التحسن النسبي إلى "الخطاب التاريخي الذي ألقاه أوباما في القاهرة، حيث أعلن أن أمريكا تخلت عن العنجهية والفوقية في سياستها، وأنها تريد الحوار المعتدل مع المسلمين من خلال شراكة معتدلة مع العالم الإسلامي لحل مشاكله". مضيفا أن قرار أوباما سحب قوات بلاده تدريجياً من العراق ودعمه سياسياً وفي مجال التنمية الديمقراطية ساهم أيضا في تحسين صورة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي.
مهمة صعبة
لكن الخبير السويسري يرى أن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في إصلاح علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي قد تصطدم بمدى إمكانية تحقيق وعود أوباما فيما يعلق بحل الصراع الدائر في الشرق الأوسط، الذي يعد الأهم بالنسبة للعرب والمسلمين. فهذه الوعود ترتبط بمطالب أوباما لإسرائيل بالوقف التام لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة وحتى ما يسمى بـ"النمو الطبيعي للمستوطنات".
ومن ناحية أخرى يرى كوخر أن دعوة أوباما العالم العربي للحوار خلال خطابه في القاهرة لم تكن كافية لتحسين صورة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي بشكل أكبر. ويضيف الخبير أنه على الرغم من وضوح هذه الرغبة لدى الإدارة الأمريكية، إلا أنه من المبكر الحكم على سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط.
تراجع شعبية أوباما في إسرائيل
هذا وأظهر الاستطلاع أن الدولة الوحيدة التي تراجعت فيها صورة أمريكا هي إسرائيل، لاسيما بعد أن أبدى أوباما رغبته في عقد مباحثات مباشرة مع إيران. ووفقاً للاستطلاع فقد تراجعت نسبة الذين ينظرون لأمريكا بايجابية في إسرائيل، من 78 في المائة العام الماضي لتبلغ 71 في المائة هذا العام. يُذكر أن صورة الولايات المتحدة قد شهدت تراجعاً حاداً لدى الإسرائيليين بنسبة 13 في المائة بعد خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة.
الكاتب: عماد مبارك غانم
مراجعة: طارق أنكاي