1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات البرازيل تستلهم "الربيع العربي"؟

يان فالتر/ حسن زنيند / أ.ف.ب / د.ب.أ٢٢ يونيو ٢٠١٣

انطلقت شرارة الاحتجاجات في البرازيل بعد الزيادة في تعريفة النقل لتتحول لحراك واسع للتنديد بالفساد والظلم الاجتماعي ما يُذكر إلى حد ما بالربيع العربي. غضب البرازيليين زادته التكاليف الخيالية لتنظيم كأس العالم لكرة القدم.

https://p.dw.com/p/18u8o
صورة من: DW/Ericka de Sa

يعتبر كأس القارات عادة نموذجا مصغرا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، إلا أن الاحتجاجات الاجتماعية في البرازيل ألقت بظلالها على هذه المنافسة القارية في بلد يقدس هذه اللعبة. ورغم أن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد أن "كرة القدم أكبر من الإحساس بعدم الرضا"، إلا أن الشارع البرازيلي يتحدث لغة أخرى، في أكبر احتجاجات من نوعها منذ عشرين عاما. بل وتضامن المنتخب البرازيلي مع المحتجين، ففي تغريدة على تويتر كتب المنتخب "لنسير جنبا إلى جنب أيها البرازيل، أحب شعبي، وسأدعمكم دائما".

فقد نزل ما لا يقل عن 25 مليون متظاهر إلى شوارع المدن الكبرى في البلاد يوم (الخميس 20 يونيو/ حزيران 2013). ودفعت هذه التعبئة الكثيفة الرئيسة ديلما روسيف إلى إلغاء زيارة رسمية كانت مقررة إلى اليابان، والدعوة إلى اجتماع أزمة لوزرائها الأساسيين.

أية علاقة بالربيع العربي؟

الاحتجاجات متواصلة في بلد كرة القدم

هل هناك علاقة بين ما يحدث في البرازيل ورياح التغيير التي هبت على العالم العربي؟ "لكل محتج أسبابه الخاصة" يقول مارسيلو فيللا وهو محامي من ساو باولو يدافع إلى جانب 1800 من زملائه عن المعتقلين من المتظاهرين السلميين. "المتظاهرون غاضبون من ارتفاع تكاليف الحياة، وتفشي الفساد وسوء الإدارة. وهذه كانت بعضا من الاعتبارات التي حركت الشارع العربي، إلا أن المتظاهرين في البرازيل لا يطالبون لحد الآن، بإسقاط النظام أو برحيل القادة السياسيين". أما عالم الاجتماع كانديدو غريبوفسكي فيوضح أن "الأمر يتعلق بالخصوص بشباب صغار السن، ليسوا من الفئات الأكثر غنى أو الأكثر فقرا وإنما ينتمون لطبقة بينهما". الكثير منهم يعملون أو يدرسون أو يجمعان بين الشيئين معا. ويدير غريبوفسكي معهد "إيباز" للبحوث الاجتماعية في ريو دو جانيرو.

وكانت حركة الاحتجاجات الاجتماعية التي تهز البلاد منذ عشرة أيام نُسقت عبر الشبكات الاجتماعية في مئة مدينة برازيلية للمطالبة بخدمات عامة نوعية والتنديد بالإنفاق على دورة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها البرازيل عام 2014. وبعد الانتصار الذي حققه المتظاهرون على الحكومة التي تراجعت عن الزيادة في تعريفة النقل العام، ولم يعد هناك الآن مطلب محدد يرفعونه. لكن بالرغم من هذا الانتصار لا تبدي المظاهرات أي مؤشر يوحي بانحسار سريع لهذه الحركة التي انطلقت بدون راية سياسية أو نقابية ولا قادة يتزعمونها. وهي باتت تجسد كل مشاكل ومطالب سكان هذا البلد الناشئ الذي يعد 194 مليون نسمة خصوصا في قطاعات الصحة والتعليم والفساد المنتشر في الطبقة السياسية والمبالغ الطائلة المقدرة ب11 مليار يورو التي تنفقها الحكومة على تنظيم كاس العالم لكرة القدم لعام 2014.

Maracana Stadion Brasilien
ملعب ماراكانا الشهير أصبح رمزا للفساد الإداري والمالي في البرازيلصورة من: Reuters

تفشي مستويات الفساد

يعتبر ملعب ماراكانا أكبر ملعب لكرة القدم في البرازيل وسيستضيف نهاية كأس القارات المنظمة حاليا في البرازيل، كما نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2014. وقدرت تكاليف إعادة تأهيله وإصلاحه بـ230 مليون يورو لترتفع في النهاية إلى 360 مليون يورو. ونفس الملعب سبق وأن تم إصلاحه مرتين خلال 15 عاما الماضية بتكلفة وصلت إلى 220 مليون يورو.

صحيح أن النمو الاقتصادي الذي عرفته البلاد خلال الـ 15عاما الماضية جعل جزءا كبيرا من البررازليين يخرجون من دائرة الفقر، كما أن مظاهر الجوع انقرضت تقريبا، إضافة إلى تدني مسوى البطالة إلى أقل من 6 في المائة. إلا أن مستويات التضخم المرتفعة تقض مضجع الناس. فأسعار المواد الغذائية قريبة من الأسعار المعمول بها في ألمانيا، بل وأعلى منها أحيانا، إذ يجب دفع أربعة يورو مقابل كيلوغرام واحد من الطماطم.

ويشبه بعض المراقبين الحركة بالتظاهرات الأخيرة التي هزت تركيا أو حتى ثورات "الربيع العربي". وتحول غضب البرازيليين إلى موجة من السخط انتشرت كالنار في الهشيم بجميع أنحاء البلاد. كم أن هناك حالة من عدم الرضا المتزايد من جانب الشعب تجاه السياسيين، الذين يحملهم المتظاهرون المسؤولية عن تراجع النمو الاقتصادي وتراجع مستوى الخدمات العامة في بلد يستثمر ملايين الدولارات في بناء استادات ومرافق أخرى للمونديال.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد