Ägyptischer Oppositioneller Nur aus Gefängnis entlassen
١٩ فبراير ٢٠٠٩أفرجت السلطات المصرية بشكل مفاجئ يوم أمس الأربعاء (18 فبراير/ شباط) عن السياسي المعارض أيمن نور بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها في السجن بتهمة التزوير التي قال إن دوافعها سياسية. في حين قالت مصادر النيابة العامة المصرية إن نور أفرج عنه لأسباب صحية. غير أن مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في القاهرة، أندرياس ياكوبس، يرى أن إطلاق سراح زعيم حزب الغد المعارض، أيمن نور له علاقة برغبة الحكومة المصرية في تحسين علاقاتها بالغرب، مشيرا إلى أن الصحافة المصرية توقعت في الأيام القليلة الماضية بأن إطلاقه لن يتم من دون ضغوط إمريكية. إذ لفت الخبير الألماني إلى موضوع نشرته قبل أيام صحيفة "الدستور"، احدى أكبر الصحف المصرية، تضمن توقعات بإطلاق أيمن نور في غضون فترة قصيرة، منطلقة في تحليلها من أن ذلك سيأتي في إطار تحسين العلاقات مع واشنطن.
كما أكد الخبير الألماني، في مقابلة مع موقعنا، أن هذه كانت بطبيعة الحال تخمينات، لافتا النظر إلى ما قيل خلال الأشهر الماضية عن وضعه الصحي وكفاح زوجته المستميت ومحامييه من أجل إخراجه من السجن تقديرا لظروفه الصحية ولأسباب إنسانية. وتابع ياكوبس، بأن عدة دول وخصوصا الولايات المتحدة، انضمت إلى مثل هذه المطالب، وكان واضحا للعيان خلال الفترة القصيرة الماضية أن هذه الضغوط ازدادت على القاهرة.
ولاحظ محللون أن الإفراج عن نور جاء بعد فترة قصيرة من اجتماع في واشنطن بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وقد سارعت واشنطن من جانبها إلى الترحيب بقرار الحكومة المصرية، وقال جوردون دوجويد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نرحب بهذه الخطوة"، مذكرا بدعوة بلاده إلى إطلاق سراحه. لكن المعارض المصري نفى أن يكون قرار إطلاق سراحه جاء نتيجة صفقة مع النظام أو ضغوط أمريكية، وقال "فوجئت بالقرار قبل إطلاق سراحي بنحو ساعة واحدة".
رسالة إلى واشنطن؟ لكن لماذا الآن بالذات؟
وحول ما إذا كانت الحكومة المصرية قد هدفت من خلال إطلاق زعيم حزب الغد المعارض، توجيه رسالة ما إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، ربما مفادها فتح صفحة جديدة مع المعارضة، قال ياكوبس "أعتقد ذلك، وإن لم تكن رسالة، فإنها بالتأكيد إجابة على طلب أمريكي منذ فترة طويلة بإطلاق نور". ويتابع مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور قائلا في هذا السياق إن الولايات المتحدة الأمريكية وسياسيين أوروبيين قالوا مرارا إن التهمة الموجه لنور، بتزوير توقيعات توكيلات مؤسسي حزبه، لا أساس لها من الصحة وبأنه لا يوجد إثباتات عليها وبالتالي فإنه يتوجب إطلاق سراحه.
ولكن، إذا كانت الحكومة المصرية قد استجابت فعلا لهذه المطالبات، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا الآن بالذات؟ في هذا السياق يقول ياكوبس، إن تزامن إطلاق سراح نور مع تغير الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما "ليس من قبيل الصدفة". فالقاهرة ـ على حد قول الخبير الألماني ـ تعلق على وصول أوباما إلى البيت الأبيض الكثير الآمال، وترغب في بناء علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والحكومة المصرية تريد أن تستغل الفرصة لتعزيز دورها كوسيط وكلاعب فاعل في المنطقة. وهي بالتالي تحتاج إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وهذا لن يتأتى لها دون أن تحسن من سجلها في مجال حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي طالبت به واشنطن مراراً وتكراراً.
"حالة خاصة" وليست صفحة جديدة في التعامل مع المعارضين
ولكن هل يمكن اعتبار إطلاق سراح نور بمثابة بداية صفحة جديدة تفتحها الحكومة المصرية مع معارضيها، ربما تتبعها خطوات لاحقة مع معارضين آخرين يقبعون في السجون المصرية؟ في هذا الصدد لا يعتقد ياكوبس ذلك، معتبرا أن إطلاق زعيم حزب الغد "حالة خاصة" جاءت نتيجة لضغوط أمريكية وأوروبية. فعلى الرغم من أن إطلاق سراح نور تزامن مع إطلاق سراح تسعة سياسيين آخرين من السجون المصرية، إلا أنه مع ذلك لا يوجد مؤشر على تحول في تعامل الحكومة المصرية مع المعتقلين السياسيين.
ويتفق عدد من المحللين مع هذا الرأي، معتبرين أن الإفراج عن نور هو بمثابة إجراء "رمزي" فقط لأن نور لا يمثل أي تهديد سياسي جاد لحكم الحزب الوطني. في هذا السياق يستبعد عمرو الشوبكي، المحلل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن تتخذ الحكومة أي إجراءات لتحسين سجلها في حقوق الإنسان أو أن تسمح بمزيد من المشاركة السياسية، وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز.
"حزب الغد ليس له قوة سياسية كبيرة"
ولا يعتقد الخبير الألماني بأن خروج أيمن نور من السجن من شأنه أن يعزز من قوة "حزب الغد"، مذكرا في هذا السياق بالصراعات داخل الحزب، مشككا في الوقت نفسه بقدرة أيمن نور على إعادة ترتيب أوراق الحزب وإعادته إلى ما كان عليه في عام 2005، عندما كان نور يقوده. ويتابع ياكوبس قائلا إن نور ربما يمارس النشاط السياسي بطريقة أخرى، معربا عن اعتقاده بعدم قدرة "حزب الغد" على أن يكون له تأثير سياسي كبير في الحياة السياسية المصرية "على الأقل ليس تحت قيادة أيمن نور".
من جانبه أكد زعيم حزب الغد أنه سيواصل مسيرته السياسية بشكل أكثر فاعلية من الفترة التي سبقت سجنه من خلال موقعه كزعيم ومؤسس للحزب الليبرالي بالتنسيق مع رئيس الحزب الحالي ايهاب الخولي. لكن نور، الذي يمنعه القانون من ممارسة العمل السياسي والترشح لأي انتخابات لمدة ثلاث سنوات بسبب قضائه أكثر من ثلاث سنوات في السجن، قال إنه سيرشح نفسه لرئاسة الحزب.