1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إحياء ذكرى تسونامي بالدموع والشموع والآمال

٢٦ ديسمبر ٢٠٠٥

تمر اليوم ذكرى كارثة تسونامي التي تُعد إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في عالمنا. هذه الكارثة التي خلفت الموت لنحو ربع مليون شخص، أثارت أيضاً حملة تضامن عالمية قل مثيلها. كما فتحت فرصة لإقامة سلام في إقليم آتشه الاندونيسي.

https://p.dw.com/p/7hoP
قسيس ألماني يحيي ذكرى الضحايا مع أناس فقدوا أحبتهم جنوب تايلاندصورة من: AP

أحيا الآسيويون اليوم مرور عام على كارثة تسونامي التي ضربت سواحل أكثر من عشر بلدان آسيوية في مقدمتها اندونيسيا وسيرلانكا وتايلاند. وقد تجمع عشرات الآلاف من الناجين والمتعاطفين في أماكن العبادة وعلى الشواطئ لإحياء ذكرى أكثر من 220 ألفاً من الضحايا الذين جرفتهم الأمواج العاتية في السادس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2004. وفي اندونيسيا ترأس الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو مراسم الأحياء في إقليم آتشه حيث سقط حوالي 186 ألف قتيل. وقال الرئيس في كلمته: "لنحيي رؤوسنا بصمت ونصلي من أجل مئات الآلاف الذين فقدوا حياتهم". وفي جنوب تايلاند تجمعت عائلات الضحايا وناجون على الشواطئ لإحياء ذكرى 5400 شخصا قتلوا في الكارثة التي دمرت السواحل الجنوبية للبلاد. وقد انهمرت الدموع على وجنات المتجمعين وهم يتذكرون الضحايا. وقامت مجموعات من الاستراليين والفرنسيين والألمان والنرويجيين والسويديين ممن فقدوا أقربائهم وأصدقائهم الذين كانوا في عطل هناك بإقامة قداديس دينية. وسيقوم رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا بوضع حجر الاساس لنصب تذكاري في خاولاك الواقعة شمال منطقة فوكيت التي اصيبت بأضرار كبيرة في المد البحري. وفي سريلانكا من المقرر ان تشمل مراسم احياء ذكرى حوالى 31 الف شخص قتلوا في الكارثة بدقيقتي صمت وإضاءة شموع على الشواطئ التي تسير عملية إعادة الاعمار فيها ببطء.

ضرورة الوفاء بالالتزامات

Somalia nach dem Tsunami
دمار تسونامي وصل إلى سواحل الصومال كذلكصورة من: AP

ويأتي الاحتفال بالذكرى الأولى في الوقت الذي ما تزال فيه أعمال الإغاثة جارية في المناطق المنكوبة. وقد حدث تقدم كبير لا بأس به في معظمها لاسيما على صعيد إعادة افتتاح المدارس وتجنب حدوث الأوبئة. غير أن مئات الآلاف من الأسر ما تزال دون مسكن دائم لأن إعادة البناء لم تكتمل في الكثير من القرى وأحياء المدن. وعلى ضوء ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي لمساعدة الأسر التي فقدت كل ما تملك على كسب قوتها وإعادة اعمار بيوتها. وبدوره دعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي في بيان اليوم الاثنين الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ودول العالم عموما الى الوفاء بالتزاماتها ازاء ضحايا كارثة تسونامي. وجاء في البيان انه "رغم مرور عام على الكارثة ما يزال معظم السكان يعيشون في مخيمات مؤقتة تنقصها ضروريات الحياة الكريمة". واشار اوغلي الى ان "الدول الاعضاء في المنظمة كانت اكبر المانحين لاندونيسيا بعد وقوع كارثة تسونامي حيث بلغ اجمالي الدعم المقدم منها حوالي 3,1 مليار دولار". وأوضح ان الامانة العامة قامت وبمبادرة من السعودية وماليزيا بتبني مشروع لكفالة الاطفال ضحايا الكارثة يشمل 25 الف طفل ولمدة 15 عاما.

الكارثة أحيت فرصة للسلام

Tsunami - Wiederaufbau
عادة الاعمار، المهمة الأصعبصورة من: dpa

غير أن كارثة تسونامي لم تجلب الموت والدمار فحسب، فقد تبعها كذلك موجة تضامن عالمية قل مثيلها. وبالنسبة لاندونيسيا يبدو أن هذه المأساة أحيت فرصة حقيقة لإقامة سلام في إقليم آتشه الذي يشهد حركة تمرد تهدف إلى استقلاله عن حكومة جاكرتا. وتأتي هذه الفرصة على ضوء توقيع كل من الحكومة وحركة تحرير آتشه GAM في العاصمة الفنلندية اتفاقاًَ للسلام خلال أغسطس/ آب الماضي تحت رعاية الاتحاد الأوروبي. ويرعى الاتحاد عملية السلام في الإقليم في إطار فريق يترأسه رئيس الوزراء الفنلندي السابق اهتيساري Ahtisaari. ويسهل الاتفاق جهود الإغاثة وإعادة الاعمار في المناطق المنكوبة. وعلى العكس من اندونيسيا فإن تصاعد أعمال العنف بين الحكومة ومتمردي التاميل يعرقل هذه الجهود وخاصة في المناطق المنكوبة شمال وشرق البلاد. وفي الوقت الذي يبدي فيه كل من الطرفين رغبته بالسلام، فإن كلاهما يؤكد استعداده للحرب. وتشكل الهجمات المتزايدة على الجيش السيرلانكي ضغوطاً متزايدة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في عام 2002. ويخشى المراقبون من انهيار هذا الاتفاق تحت وطأة استمرار هذه الهجمات.

وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد