1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مركز خاص باللاجئين المثليين

نعومي كونراد/ أ.ب٢٧ فبراير ٢٠١٦

يتعرض كثير من اللاجئين المثليين للخطر والابتزاز خلال هروبهم من مناطق الصراع إلى أوروبا. ولكن حتى عند وصولهم لألمانيا تستمر معاناتهم، إذ يواجهون العديد من المخاطر ويتعرضون للإهانات والاعتداءات في مراكز إيواء اللاجئين.

https://p.dw.com/p/1I30H
LGBTI Flüchtlinge in Berlin
صورة من: DW/N. Conrad

" كشاب مثلي الجنس في إريتريا، لا تثق بأي شخص، فقط في أصدقائك المقربين جدا جدا"، هذا ما يقوله فيلمون البالغ من العمر 31 عاما. وعلى الرغم من أنه يعيش الآن في ألمانيا، إلا أنه لا يريد الكشف عن ميوله الجنسية لأن السلطات الألمانية لم تبتُّ بعد في طلب لجوئه.

ولكن فيلمون يتذكر أنه حين التقى ذات مرة قبل أحد عشر عاما بأصدقائه في حانة بالعاصمة أسمرا، حيث احتسى الخمر وسكر، ثم خرج من الحانة واستقل سيارة أجرة مع صديق ثم اتكأ عليه في المقعد الخلفي وبدءا يضحكان ويمزحان. وفي نهاية المطاف، كما يقول فيلمون، قاما بتقبيل بعضهما البعض. ورغم أنه لا يتذكر الكثير من تفاصيل تلك الليلة، إلا أنه يتذكر جيدا ما الذي وقع بعد ذلك، فسائق سيارة الأجرة أخذهم مباشرة إلى أقرب مركز للشرطة، حيث تعرض للضرب والإهانة هو وصديقه، إضافة إلى حبسهما في زنزانة انفرادية لعدة أيام.

بعدها أمضى فيلمون سنة كاملة في سجون مختلفة في إريتريا، حيث يعاقب القانون على المثلية الجنسية، فيما اجبره السجناء معه في الزنزانة على النوم على الأرض، كما أنهم ضربوه وتبولوا عليه، على حد قوله.

وبعد كل هذه المعاناة تمكن فيلمون من الفرار برفقة صديق له في مغامرة أخذتهما عبر إفريقيا وأوروبا، ليصلا في نهاية عام 2014 لألمانيا. وفي رحلة الهروب حاول فيلمون أن يخفي ميوله الجنسية الحقيقية وأن لا يرتكب نفس الخطأ مرة أخرى. ولكنه لم ينجح في ذلك دائما، ففي السودان، "حدثت أمور سيئة"، كما يقول فيلمون، بسبب رجل تعرف عليه عبر فيسبوك، ثم التقى به في نهاية المطاف ليجد شخصا آخر، غير الذي كان يعتقد. ولكن فيلمون لا يريد أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

اللاجئون المثليون أكثر عرضة للخطر

يعاني العديد من اللاجئين المثليين من نفس المشاكل خلال رحلة هربهم إلى أوروبا. وخاصة عند عبورهم عبر بلدان تعتبر فيها المثلية الجنسية أمرا غير قانوني أو فعلا منبوذا على المستوى الاجتماعي، فإنهم يكونون عرضة للابتزاز والخطر.

والكثير منهم لا يشعرون بالأمان حتى في ألمانيا، حيث يتم الاعتداء عليهم في مخيمات اللاجئين. فمن جهتها وثقت الجمعية الألمانية للمثليات والمثليين جنسيا (LSVD) في العام الماضي بين أغسطس و ديسمبر 90 حالة اعتداء ضد اللاجئين المثليين في مراكز لايواء اللاجئين في العاصمة برلين . وهو عدد في تزايد مستمر. ويتعرض الكثير من اللاجئين المثليين للاعتداء والتهديد والإهانة من قبل لاجئين آخرين قادمين من دول مثل باكستان وإرتيريا وأوغندا.

Flüchtlingsunterkunft Tempelhof Berlin
غياب الخصوصية بسبب اكتظاظ العديد من مراكز الاستقبال وإيواء اللاجئين في ألمانياصورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz

وفي هذا الصدد يقول رينيه ميرتينز من جمعية LSVD بأنه:"في مراكز اللجوء الجماعية، هناك خطر كبير على الجسد والروح." وهو ما يدفع كثير من المعنيين للاتصال بجمعيته بسبب تعرضهم للتهديد ، وهو أمر يجعل كثيرا من المتطوعين يعملون على مساعدتهم في البحث عن سكن بديل لتجنب المزيد من المصادمات.

ولكن تدفق عدد كبير من اللاجئين على ألمانيا، يجعل مهمة المتطوعين صعبة، على حد قول ميرتينز. ففي عام 2015 وصل لألمانيا 1.1 مليون لاجئ. ونظرا للأعداد الكبيرة لا يبقى للسلطات أي خيار آخر سوى وضع اللاجئين في صالات الرياضة الكبيرة والمراكز المزدحمة. عندها يصعب الحفاظ على الخصوصية ويصبح من الصعب إخفاء الميول الجنسية، لذلك يطالب ميرتينز بوضع برامج خاصة لحماية المثليين والمثليات.

مركز خاص باللاجئين المثليين

وفي هذا الاتجاه تنشط جمعية لمساعدة المثليين في إحدى المباني بالعاصمة برلين على توفير مكان آمن ل120 لاجئا مثليا معرض للخطر. ويعتبر هذا المركز الأول من نوعه في ألمانيا، ويثير اهتماما إعلاميا واسعا.

ستيفان جاكل من جمعية المثليين يجيب على أسئلة الكثير من الصحفيين ويرافقهم عبر مرافق المركز، بما فيها غرفة الطعام وغرفة تعلم اللغة الألمانية وغرفة الجلوس. كما يتم التعرف على حياة المثليين في ألمانيا.

ورغم أن المركز لا يزال في طور البناء، إلا أنه بدء في استقبال اللاجئين هذا الأسبوع، ومن بينهم 18 لاجئا مثليا يقول جاكل بأنهم معرضون للخطر بشكل خاص. ولهذا يأمل جاكل في أن يتم تعميم هذه التجربة على مختلف أنحاء ألمانيا.

من جهته يقول فيلمون بأنه سيشعر بالأمان إذا تم توفير مركز خاص باللاجئين المثليين والمثليات. ولكنه حتى الآن يعيش في أحد المراكز المختلطة في مدينة صغيرة بولاية براندنبورغ القريبة من برلين. وفي نهاية المطاف، يقول فيلمون، بأنه عندما سيحصل على حق اللجوء فإنه سيكون قادرا على العيش بانفتاح والبحث عن شريك حياته وبإمكانه آنذاك أن يقبله في سيارة أجرة، مشيرا أن عليه أن يكون حذرا الآن". وبعد لحظة صمت يقول: "أنا لا أشعر بالأمان هنا حتى الآن".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد