1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واقع النظافة في ألمانيا ليس على ما يرام

٢ يوليو ٢٠١١

يرى الخبراء أن مستوى النظافة الشخصية في ألمانيا بدأ يشهد تراجعاً خلال السنوات الأخيرة، كما أظهرت جولة تفتيشية روتينية لمفتشي المجلس الصحي في ألمانيا أن الأمر يمتد ليشمل مستوى النظافة في المستشفيات بشكل يهدد حياة الأشخاص.

https://p.dw.com/p/11bu8
صورة من: Fotolia/Biscaya

أمور يلحظها المرء في كل مجالات الحياة في ألمانيا: حشرات تتناثر على بقايا الأطعمة، دورات مياه غير نظيفة وملوثة، أدوات للعمليات الجراحية عليها بقع دم، لوحات مفاتيح للحواسيب تعلوها طبقات من الأوساخ، ممرات غير نظيفة، أيدي غير مغسولة، ملابس داخلية يتم ارتداؤها لفترة طويلة دون تغيير. كل ذلك يعطي مؤشراً على أن واقع العادات الصحية بات سيئاً للغاية بالنسبة إلى بلد صناعي كألمانيا، كما يرى بعض الخبراء.

المكتب الاتحادي لحماية المستهلك في ألمانيا قام بإجراء حوالي 930 ألف عملية تفتيش على 545 ألف مؤسسة منتجة للمواد الغذائية، وقد أثبتت نتيجة هذا التفتيش أن قرابة ربع تلك المؤسسات تخالف قواعد السلامة العامة والنظافة. ففي مجال المطاعم وتقديم الوجبات الغذائية مثلاً تضاعفت المنافسة بشكل كبير، مما دفع الكثير من أصحاب هذه المطاعم إلى تقليص عدد الأيدي العاملة، بحيث يتولى شخصان فقط عملية غسيل الخضروات لتجهيز السلطات لطعام الغداء لقرابة 900 من الزبائن. "وإذا كان يتم توظيف عمال المطبخ بأجور متدنية جداً، فإن هذا لن يولد الدافع للحرص على النظافة لديهم"، كما يقول كلاوس ديتير تساتروف من معهد العادات الصحية والطب البيئي في مستشفى فيفانتيس في برلين.

الروائح الكريهة حتى في المستشفيات

اتفق وزراء حماية المستهلك على مستوى الولايات ووزيرة التغذية والزراعة وحماية المستهلك الاتحادية إلزه آيغنر مؤخراً على تصنيف المطاعم والمؤسسات المنتجة للمواد الغذائية، وذلك وفقاً لمقياس ألوان يتدرج من اللون الأخضر (حيث كل شيء على ما يرام)، وحتى اللون الأحمر (حيث توجد مشاكل واضحة في مستوى النظافة). وتصنيف كل مؤسسة يجب أن يعلق على المدخل بشكل بارز ليراه الزبائن، إضافة إلى ذلك فإنه يجري إعداد قانون خاص بالوقاية الصحية شامل لكل الولايات الألمانية.

EHEC Keime
فحص للجراثيم والميكروبات الموجودة في بعض المشافيصورة من: dapd

قبل عام من الآن تقريباً أُجبر مستشفيان حكوميين في مدينة ميونيخ على إغلاق صالات العمليات فيها لأن أدوات الجراحة لم تكن معقمة بالشكل المناسب. فقد اكتشف مفتشو المجلس الصحي خلال جولة تفتيشية روتينية الخلل الواضح في المستشفيين. وهذا الأمر ليس حالة استثنائية في هذا المجال.

وتكافح المستشفيات منذ عشرين عاماً ضد البكتيريا، التي لم يعد ممكناً معالجتها بالمضادات الحيوية. وبحسب تقديرات أولية فإن ما بين 500 ألف و900 ألف من الأشخاص يصابون سنوياً بعدوى جراثيم خطيرة في المستشفيات الألمانية. "عدد الذين يفارقون الحياة من هؤلاء يتراوح مابين 15 ألف و30 ألف" على حد قول تساتروف. وبالطبع فإن هناك تشريعات خاصة بالوقاية الصحية، لكنها تأخذ شكل التوصيات ولا تحمل طابع الإلزام في طياتها.

تحاول بعض دول الجوار الأوربية أن تحمي نفسها من أوضاع كهذه، حتى أن بعض من يخضعون لعمليات جراحية في ألمانيا يقومون بالذهاب إلى هولندا بعد ذلك لاستكمال العلاج ويتم إخضاعهم لحجر صحي لبضعة أيام. وبالمقارنة مع المستشفيات الألمانية فإن مستشفيات هولندا تقوم بتشغيل عدد أكبر من المتخصصين بالوقاية الصحية ومن علماء الأحياء الدقيقة. وهذا هو الاستثمار الأفضل في هذا المجال، لأن النفقات الإضافية التي تتطلبها معالجة مريض ما، فيما لو أصيب بعدوى من تلك الميكروبات أو الجراثيم، تبلغ عشرات الآلاف من اليوروهات بحسب تقدير تساتروف.

غسل اليدين يعد أمراً ثقيلاً عند البعض

Sprudelndes Nass
غسيل اليدين لا يلقى العناية اللازمة، حيث يتم غسل اليدين بسرعة وبدون صابونصورة من: picture-alliance/ ZB

على الرغم من التأكيد عليه بشدة بخصوص مكافحة "آي كولاي"، فإنه لا يتم التقيد بغسل اليدين إلا ما ندر. إذ أن أقل من أربعين بالمائة من البالغين في ألمانيا يقومون بغسل يديهم أكثر من مرة يومياً، وغالباً لثوانٍ معدودات ودون استخدام الصابون، وهذا الأمر لا يساعد على التخلص من الجراثيم. ويشكل الالتزام بغسل اليدين المنتظم أمراً ثقيلاً، حتى أن أقل من نصف الأطفال فقط يلتزمون بمثل هذه العادة الصحية.

هذا السلوك غير الصحي نجد له صوراً أخرى في الحياة اليومية، ففرشاة الأسنان مثلاً يتم استخدامها قرابة عام كامل دون تغيير، ومناشف اليدين وشراشف الأسرة تبقى تستخدم لفترة طويلة دون تبديل.

أما الأمر الذي لا يبدو جذاباً على الإطلاق فهو مسألة الملابس الداخلية، إذ أن قرابة ثلثي الرجال يرتدون ملابسهم الداخلية لمدة أسبوع كامل دون تبديل. ورغم كل ذلك فإن الألمان يحتلون مركزاً متوسطاً إذا ما تمت مقارنتهم مع بقية الشعوب الأوربية، كما يرى تساتروف. ويضيف الخبير الألماني بالقول: "الخلل في إتباع العادات الصحية ليس خاصاً بقومية معينة".

فولفغانغ دايك/ فلاح عبدالله الياس

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد