1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكياس أمان خارج السيارات لحماية المارة من مخاطر الحوادث

٢٤ ديسمبر ٢٠٠٦

في أوروبا يموت 4600 شخص سنويا من المشاة بسبب حوادث السيارات. والفكرة المطروحة حاليا أمام الاتحاد الأوروبي هي تركيب كيس أمان خارج السيارة لحماية المارة، غير أن بعض شركات إنتاج السيارات تتخوف من ارتفاع التكلفة.

https://p.dw.com/p/9a65
أكثر من 80 بالمائة من ضحايا الحوادث يلقون حتفهم بعد اصطدامهم للمرة الثانية بمقدمة السيارةصورة من: RWTH

تعد حوادث السيارات إلى جانب الكوارث الطبيعية والحروب من أكثر المخاطر التي تعترض حياة البشر. وحيث إن السيارات تعتبر أهم عجلة من عجلات التقدم ولا غنى للناس عنها في تيسير أمور حياتهم، فقد راح المسؤولون عن أمن الناس وسلامتهم ينسقون مع الخبراء وشركات إنتاج السيارات لتوفير أكبر قدر ممكن لحماية راكبي السيارة. ومن ثم فقد ابتكروا حزام الأمان والكيس المعروف كذلك باسم كيس الأمان، والذي كان قد مر تطويره وتعديله بعدة مراحل على مر تاريخه. وهو كيس مطاطي يوضع مطوياً في مكان خاص أمام السائق والراكب؛ وهو مصمم بحيث إذا ما اصطدمت السيارة بأي شيء ينتفخ مكوناً وسادة حماية تقي الركاب من الاصطدام بحديد السيارة. وتتم العملية أوتوماتكياً وفي بعض أجزاء من الثانية. وهذا كله مخصص لحماية من هم بداخل السيارة فقط؛ فماذا عن آلاف المارة الذين يموتون سنويا ضحايا حوادث السيارات؟

Airbags für Fußgänger
رسم توضيحي لكيفية عمل كيس الأمان خارج السياراتصورة من: RWTH Aachen

لقد ظل هذا النوع من الحماية غير متوفر إلى يومنا هذا لأفراد المشاة الذين يتعرضون لحوادث السيارات. لذا فإن هناك فكرة مطروحة الآن أمام الاتحاد الأوروبي بإلزام شركات إنتاج السيارات أن تزود موديلاتها الجديدة بأكياس أمان لحماية المارة إذا ما صدمتهم السيارة. وجدير بالذكر أن السيارة عندما تصدم شخصاً إنما تصيبه في نصفه الأسفل، فيطير في الهواء، ثم يعود فيرتطم بالأرض أو بالسيارة مرة أخري، حيث ينزل على غطاء الموتور فتصطدم رأسه بالزجاج الأمامي بسرعة 40 كيلو متر بالساعة؛ لذا فإن هناك اختبارات تجري الآن في ألمانيا على إمكانية تزويد السيارة بكيس أمان خارجي، من شأنه أن يخفف من وطأة تلك الصدمة الثانية التي تكمن فيها جل الخطورة.

أين يوضع كيس الأمان وكيف يعمل؟

موقع دويتشه فيله زار معهد آخين لشؤون السيارات، للوقوف على آخر ما وصلت إليه اختباراته لوضعية كيس الحماية الخاص بزيادة أمن المشاة عند صدمات السيارات. وإجابة عن سؤال حول أنسب مكان في السيارة لهذا الكيس قال يينس بوفينكيرك أحد المهندسين القائمين على اختبار المشروع: "كيس الأمان هذا يمكن وضعه بين غطاء الموتور والزجاج الأمامي للسيارة وطريقة عمله لن تختلف عنها في أكياس الأمان التي بداخل السيارة". فهو يعمل عن طريق الاكسدام الأمامي للسيارة، الذي يكون مزوداً بالكترونيات تعمل فور اصطدامه بأي جسم خارجي، حيث تصدر الأوامر للغاز المخصص لنفخ الكيس، فينطلق هو بدوره فيه بسرعة البرق، لينفتح أوتوماتكياً وبسرعة 300 كيلو متر بالساعة بمجرد أن تصدم السيارة أحداً من المارة، فيشكل وسادة أمان تحمي رأس المصدوم عند الارتطام بالسيارة في المرة الثانية.

العوائق الممكنة ودور الاتحاد الأوروبي

Crashtest mit Seiten-Airbag
مشهد من إجراء اختبارات على أكياس الأمان داخل السيارةصورة من: AP

إلا أن هذه العملية كانت لها، كأي شيء يطبق جديداً، في بدايتها بعض المشاكل والآثار السلبية، ومنها أن الكيس عندما ينفتح يغطي الزجاج الأمامي كله فيحجب الرؤية عن سائق السيارة. لذا فقد كان بحاجة إلى تطويره بحيث يسمح للسائق أن يرى من خلاله. وهذا النوع الأخير قامت بتطويره شركة تويوتا اليابانية. أضف إلى ذلك أن ارتفاع سعر التكلفة يعتبر من المشاكل التي قد تقف عائقاً أمام إنتاج هذا النوع من أكياس الأمان بوجه عام، حيث لا تزال بعض شركات إنتاج السيارات مترددة في تنفيذه؛ وهي تقترح بديلاً أقل تكلفة بأن تدخل تحسيناً على غطاء الموتور كأن يزود بطبقة من الأعلى تكون طرية ولينة تقلل من حدة الصدمة على المصاب. إلا أن ذلك لا يعتبر كافياً في نظر خبراء المواصلات، لأن الخطورة تكمن في اصطدام الرأس بزجاج السيارة، فمنها يموت أكثر من ثمانين بالمائة ممن يلقون حتفهم في مثل تلك الحوادث في أوروبا. لذا فإن أكياس الأمان تعد أفضل وسيلة مطروحة إلى الآن للحد من تلك النسبة العالية لتصل بها إلى النصف على الأقل، كما يرى يينس بوفينكيرك، مضيفاً أنه من الطبيعي أن تتخوف بعض الشركات من ارتفاع نسبة التكلفة، وهنا يأتي دور المشرع القانوني ليتدخل لحماية المواطنين.

وجدير بالذكر أن نسبة الذين يلقون حتفهم من المارة في شوارع أوروبا تبلغ 4600 شخص سنوياً. وهذه النسبة العالية قد حركت الاتحاد الأوروبي نحو سن قوانين جديدة لحماية المارة، ومن بينها إلزام الشركات بتزويد السيارات بكيس الأمان المذكور، وتعديل الاكسدام الأمامي للسيارة بحيث يمتص من شدة الصدمة. ويتوقع خبراء المواصلات أن تلك الإجراءات قد يتم العمل بها في العام 2008.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد