1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكراد العراق: من قضية خلافية إلى عنصر جامع للعراقيين

مراجعة: هبةالله إسماعيل ٣ يونيو ٢٠١٠

من كان يصدق قبل سنوات بأن كرديا سيصبح رئيسا للعراق؟ اليوم، لا يسعى الأكراد للتجديد لمرشحهم الرئيس الحالي جلال طالباني، فحسب، بل يلعبون دورا مهما في التقريب بين الكتل العراقية الفائزة وتحديد هوية رئيس الوزراء المقبل أيضا

https://p.dw.com/p/NgeP
صورة من: AP

شهدت مدينة السليمانية الكردية، التي تحتضن المؤتمر الثالث لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني، حضورا مكثفا لكبار المسؤولين وقادة الأحزاب العراقية. فقد قدم إلى هذه المدينة الكردية، وللمشاركة في المؤتمر، رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم ونائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبد المهدي وشخصيات سياسية وحزبية أخرى.

وإذا كان القادة الأكراد قد استغلوا فرصة انعقاد مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني للتأكيد على مطالبهم السياسية فيما يتعلق بتطبيع الأوضاع في مدينة كركوك والتذكير بـ"ضرورة تطبيق الدستور"، وأخيرا وليس آخرا التأكيد على أن الرئيس طالباني هو مرشحهم لرئاسة العراق؛ فإن أروقة المؤتمر شهد لقاءات بين القادة العراقيين تتجاوز المطالب الكردية هذه.

التصويت على تشكيلة الحكومة السابقة
التصويت على تشكيلة الحكومة السابقةصورة من: AP

كما شكل المؤتمر الكردي منبرا للقادة العراقيين أيضا لإطلاق مواقف تتعلق بمستقبل العراق والبحث عن إيجاد حلول لإنهاء الفراغ الدستوري بسبب خلافات الكتل الكبرى حول أحقيتها في منصب رئاسة الوزراء. ورأى بعض المراقبين في تصديق المحكمة العليا العراقية على النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية، التي جرت في السابع من شهر آذار/ مارس الماضي، عامل ضغط على القادة العراقيين لإنهاء خلافاتهم السياسية. فهل ينجح الأكراد في جمع العراقيين بعدما كانوا متهمين باستمرار بأنهم عامل فرقة وانفصال؟ وما حقيقة الدور الكردي في العملية السياسة العراقية؟ هل تراجع هذا الدور بعد الانتخابات الأخيرة أم تعاظم؟

وفي مقاربته لهذه الأسئلة يقلل الباحث والأكاديمي العراقي المقيم في ألمانيا الدكتور عزيز القزاز من أهمية هذه اللقاءات ودور الأكراد فيها رغم "أنها تعقد في شمال العراق" حسب قوله. فهذه اللقاءات تعكس، برأي الدكتور القزاز، "توجهات الطبخة السياسية التي أعدت في طهران والتي زارها قياديون أكراد وقادة من الأحزاب الأخرى". وهدف هذه الطبخة برأي القزاز هو "تشكيل حكومة جديدة من الحزبين الكرديين الكبيرين وحزبي عمار الحكيم ونوري المالكي".

ويعرب القزاز عن اعتقاده بأن الهدف من وراء تشكيل "حكومة من هذا القبيل" قد يكون "تهميش علاوي، وهنا تكمن الخطورة"، والكلام للقزاز.

Ferhad Ibrahim
الدكتور فرهاد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلينصورة من: dpa

ويصف الأكاديمي العراقي المقيم في ألمانيا دعوة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لتكليف رئيس قائمة العراقية، رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، بتشكيل الحكومة الجديدة بالـ"كلام المعسول الذي يراد منه ترطيب الأجواء وهو لا يعكس سعيا جديا للخروج من الأزمة". فعلاوي متقدم على الكتل الأخرى لكنه لا يملك "الأغلبية التي تخوله تشكيل الحكومة". وإذا كانت هناك ممانعة في "التحالف معه فما قيمة هذه التصريحات"، حسب كلام القزاز.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: الدكتور عزيز القزاز باحث وأكاديمي عراقي يقيم في ألمانيا)

أما الكاتب والصحافي الكردي الأستاذ عبد الرزاق محمود فيرفض وصف لقاءات الزعماء العراقيين في السليمانية بالـ"طبخة الإيرانية"، ويرى فيها أمرا طبيعيا. ويضيف رئيس تحرير وكالة أنباء كردستان المستقلة بأن "الزيارات الحالية، والتي سبقتها، أمور طبيعية تعكس الوضع العراقي بعد سقوط النظام السابق". ويشدد الصحافي الكردي المقيم في أربيل على أهمية هذه اللقاءات "والمشاورات في تشكيل الحكومة الجديدة".

quadriga 29.06.2007 aziz alkazaz
الباحث والأكاديمي العراقي المقيم في ألمانيا الدكتور عزيز القزاز

ويرى رئيس تحرير وكالة أنباء كردستان أن الدور الكردي "لم يتراجع" بوجود أكثر من كتلة كردية، بل "هو تعاظم لأن العملية السياسية العراقية في أزمة، من جهة، ولأن كل الكتل الكردية شكلت ائتلافا وبرنامجا موحدا للتباحث مع الكتل الأخرى حول تشكيل الحكومة العراقية، من جهة أخرى".

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: الأستاذ عبد الرزاق محمود رئيس تحرير وكالة أنباء كردستان)

ويرى الدكتور فرهاد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين بأن للأكراد "دورا حيويا في العملية السياسية العراقية". وبالرغم من جود تباينات أو "اجتهادات" في الموقف الكردي حول تشكيل الحكومة المقبلة، فإن الأكراد "يشكلون عاملا مهما في تشكيل ائتلاف قوي يخرج العراق من الفراغ السياسي الحالي". ويضيف الدكتور إبراهيم بأن "الكتل العراقية الفائزة لا تريد ولا تستطيع أن تبعد الأكراد عن السلطة".

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: الدكتور فرهاد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين)

الكاتب: أحمد حسو