1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أعياد الميلاد - عرب يشاركون فيها وآخرون لايعنيهم أمرها

١٩ ديسمبر ٢٠١٠

تعد أسواق واحتفالات الميلاد التي تزخر بالهدايا والمأكولات الأكثر جذبا للزوار في المدن الألمانية خلال الشهر الأخير من كل سنة. مراسلنا نقل من كولونيا انطباعاته عنها، وعن مدى مشاركة العرب والذين من أصول عربية فيها.

https://p.dw.com/p/QYba
سوق كولونيا الرئيسي لأعياد الميلاد بجانب كاثدرائية كولونيا الشهيرةصورة من: DW

بعدما صحوت من نومي قبل بضعة أسابيع قمت بجولة في أسواق أعياد الميلاد التي تشغل الكثير من ساحات مدينة كولونيا المعروفة بكاتدرائيتها الشهيرة، استغراب أحاط بمخيلتي وأنا أتأمل هذه الاستعدادات للأعياد، وحجم السعادة في عيون البائعين والزائرين لها. في مدينتي غزة لم أعرف عن هذه الأشياء ربما لأن عدد المسيحيين هناك قليل، إذ يقدر بحدود ثلاثة ألاف شخص فقط. غير أنني أذكر مشاركتي لهم في أحد الاحتفالات بالأعياد وأنا في غزة، ولكن في بداية شهر يناير/ كانون الثاني، لأن ثقافة الاحتفالات بأعياد الميلاد هناك تختلف عن مثيلتها في أوروبا. وحتى في الأخيرة هناك اختلاف، ففي روسيا على سبيل المثال تبدأ الاحتفالات في السابع من يناير/ كانون الثاني، أما في ألمانيا ودول غرب أوروبا فإن عيد الميلاد يصادف في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول. وفي بلدان الشرق يتم اتباع التقييم الأرثوذكسي المتبع أيضا في روسيا.

ولكن حجم المشاركة الدولية التي رأيتها في أسواق مدينة كولونيا مختلف تماما عنه حتى في بعض الدول المجاورة كبلجيكا وهولندا واسبانيا. في كولونيا يسمع المرء لغات مختلفة من شخص لآخر، وإن كان أغلب البائعين يرتدون الطاقية الحمراء والملابس الخاصة بأعياد الميلاد. وفي هذه الأسواق ينتشر شرب النبيذ الأحمر الدافئ المحضر بالبهارات. وبالطبع تنتشر اشجار الميلاد المزينة بالأضواء التي تجذبني للتوقف أمامها والتأمل فيها في مختلف الساحات. وخلال تأملي هذا أتمنى تحقيق أمنيات شخصية، لان بعض الألمان قالي لي في مقابلاتي معهم أن بابا نويل يأتي ويحقق لي هذه الأمنية في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، وأنا الآن في انتظاره.

عرب يشاركون في أعيد الميلاد وآخرون لاتعنيهم

Arabische Jugendliche in Deutschland
أطباء فلسطينيين بأراء مختلفة عن المشاركة في أعياد الميلادصورة من: DW

خلال جولتي على عدد من العائلات العربية المسلمة في كولونيا لاحظت غياب الاهتمام لدى غالبيتهم بالأعياد. في لقاء مع دويتشه فيله قالت الطالبة كريمة حسن الفلسطينية الأصل، والتي عاشت في ألمانيا ما يقرب 13 سنة بأنها لا تتذكر أية مشاركة لها في أعياد الميلاد عدا مشاهدة الاحتفالات بها، وتضيف كريمة، "أنا كمسلمة لا أستطيع المشاركة لأنها أعياد مسيحية، ثم هل يشارك المسيحيون في أعيادنا الإسلامية مثلا، وطبعا هذا حرام". من جهتي كمسلم استغربت الحديث عن الحرام من قبل الكثير من المسلمين العرب الذين قابلتهم، فأنا اعرف أن الديانتين الإسلامية والمسيحية تحثان على المشاركة بالسعادة والأعياد، وهو ما أكده لي الشيخ محمد عواد في الأراضي الفلسطينية عندما سألته عن ذلك بالقول: " الإسلام دين يرحب بالمشاركة في الأعياد وبالحوار بين الأديان، ونحن لا نقول إن هذا حرام، شرب الخمر أثنائه حرام، ولكن المشاركة وتبادل الهدايا من سماحة الإسلام، فلا عيب إذا شارك المسلمون بأعياد المسيحيين بالسعادة بما يحفظ تعاليم الدين".

وعلى عكس كريمة يعبر الشاب الفلسطيني عائد جابر الذي يدرس الطب عن سعادته باقتراب الأعياد بالقول: " أنا الآن أجمع الهدايا لأصدقائي الألمان في كثير من المدن، وأيضا لأصدقائي المسيحيين في الخارج لأعبر لهم عن مشاركتي الفرحة بالأعياد معهم، أحب هذه الأعياد كحبي لأعياد المسلمين في بلادي"، وعند سؤالي له عن يوم عيد الميلاد، أجابني بابتسامة عريضة أنه في كل عام يشارك عائلة من العائلات الألمانية الصديقة له ليلة الرابع والعشريين من شهر ديسمبر/ كانون الأول. أما الطبيب نائل جابر وهو أخ عائد فله رأي أخر في المشاركة بأعياد الميلاد حيث ذكر بأنه يقضيها مع زوجته كإجازة عادية لأنها لا تخصه عل حد قوله.

رحلة وجعبة من الأسئلة

Deutschland UNESCO Welterbe Dom in Köln
مدينة كولونيا المشهورة بكاتدرائيتها تضم جالية مسلمة كبيرة غالبيتها من ذوي الأصول التركيةصورة من: picture-alliance/Huber

بعد رحلة جميلة بين أسواق أعياد الميلاد حملت في جعبتي الكثير من الأسئلة عن أشياء غريبة وجديدة شغلت واجهة الأسواق والمحال التجارية بشكل مفاجئ، ومن أهم هذه الأشياء الملابس الحمراء وبابا نويل، وأشجار الكريسماس والنبيذ والطعام والحلويات والبسكويت الخاص بالأعياد. ولا أنسى بالطبع التقويم الخاص الذي يبدأ قبل أربعة أسابيع من ليلة العيد ويحتوى على نوافذ مغلقة تحتوي على هدية خاصة بكل يوم ، ومن ناحيتي كنت فضوليا جدا لمعرفة ما في داخل هذا التقويم الخاص، وهكذا بدأت بفتح علبة خاصة في كل يوم لأستلم هديتي الخاصة، والتي هي شوكلاته في الغالب، كما أنني فضولي لهديتي التي قد يأتيني بها بابا نويل الذي يجب أن يأتي ويسلمني إياها شخصيا كما جميع الأطفال يوم الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، مع أنني لم أعد في سن الطفولة.

وفي أسواق كولونيا قابلت السيد توماس مايسر القادم من هولندا إلى أسواق الميلاد في كولونيا حيث قال بأنه يأتي كل عام إلى مدينة في ألمانيا لزيارة أسواق العيد بسبب شعبيتها واختلافها عن مثيلتها في هولندا، مضيفا: "هنا في ألمانيا ابحث عن هدايا لأولادي وبناتي وأحفادي لتقديها لهم خلال الاحتفالات". يذكر أن ألمانيا هي أول الدول التي بدأت بعمل أسواق أعياد الميلاد.

الأعياد فرصة لدعم المرضى

وعلى مقربة من كولونيا حيث مدينة بون التقيت حسن زبين السوري الأصل الذي يملك صالون لحلاقة الشعر، وما أعجبني قيامه بدعم مؤسسة لرعاية مرضى السرطان في المدينة خلال احتفالات عيد الأضحى، وهي المؤسسة التي تعتني أيضا بابنته سارة التي تعاني من هذا المرض. وفي لقاء مع دويتشه فيله عبر حسن سعادته لمساهمته في دعم المؤسسة والمرضى التي ترعاهم من الألمان ومن شتى الديانات. وأضاف بأنه سيشاركهم أيضا احتفالاتهم بأعياد الميلاد من خلال تقديم الهدايا. وعن سؤالي فيما إذا كان أصدقائه الألمان يشاركونه في الاحتفالات قال بأنه يتلقى منهم في كل عام العديد من الهدايا والرسائل.

ماجد أبو سلامة- كولونيا

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد