1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أصوات يائسة من إيدوميني وآمال معلقة على ميركل

ي.ب٨ مارس ٢٠١٦

تظاهر نحو مائتي من اللاجئين في مخيم إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية مناشدين ميركل التدخل لإنهاء المأساة التي يعشونها، الأمر الذي اثأر الكثير من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي حول سياسة المستشارة بشأن اللجوء.

https://p.dw.com/p/1I9RI
Flüchtlingslager in Idomeni Deutschlandfahne Flüchtlinge Griechenland und Mazedonien
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Pantzartzi

بدأ المهاجرون على حدود اليونان مع مقدونيا واحدا من أصعب أيامهم اليوم الثلاثاء (8 مارس/ آذار 2016) بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الليل المخيم وأصبح وكأنه بركة من الوحل. وعانى سكان المخيم البرد القارس، فالتفوا حول النيران وتدثروا بالبطاطين بحثا عن الدفء. وامتزجت سمات الإرهاق على وجوههم بمزيد من الإحباط وخيبة الأمل بسبب نتائج القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأعرب المهاجرون عن أملهم في أن يقرر زعماء الاتحاد الأوروبي فتح الحدود الموصدة بين مقدونيا واليونان والسماح لهم بالمرور.

وبينما كان القادة الأوربيون يعقدون اجتماعاتهم في بروكسل لمناقشة أزمة الهجرة، خرج المئات من اللاجئين والمهاجرين في مخيم إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية، في مظاهرة للفت الانتباه إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشونها جراء غلق الحدود في وجههم ومنعهم من مواصلة طريقهم إلى دول شمال أوروبا.

المتظاهرون رفعوا شعارات موجهة بالأخص إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ففي حين حملت نساء أوراقا كتب عليها "النجدة يا ميركل"، هتف آخرون "الشعب يريد ألمانيا بالتحديد" ملوحين بالأعلام الألمانية في جو مليء باليأس وكثير من الأمل معا.

هذه الصور والفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت الكثير من النقاش بين زوار تلك المواقع، خاصة فيما يتعلق بسياسة ميركل تجاه اللاجئين. فالكثير منهم مازال يصر على تلقيب ميركل بأنها أم للاجئين، بل ويعول عليها كثيرون لحل الأزمة الإنسانية التي تعصف بالمقيمين في مخيم إيدوميني، إذ كتب انس السوم معلقا: " ماما ميركل وسنقولها للنهاية ... هذه المرأة الإنسانية فعلت ما لم يستطع كل حكام العرب فعله، استضافت السوريين.. وستفعل الكثير". فيما وصف مرهف منذر ميركل بأنها في"قمة الإنسانية" قائلا :"قدمت ولازالت تقدم كل الخير لكل اللاجئين السوريين ...والشعب الألماني له الفضل الكبير في احتضان السوريين".

لكن هذه الإشادات لم تخلو من النقد، إذ رأى كثيرون أن ميركل التي تخضع لضغوط داخلية وخارجية بسبب سياستها المتعلقة باللاجئين، قد تجبرُ على تغيير سياساتها، بل بدأت في التنازل حينما صرحت بالقول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للجهود الأوروبية لحل أزمة اللاجئين وذلك بعد أن توصل زعماء الاتحاد الأوروبي إلى مسودة اتفاق مع تركيا بهدف وقف تدفق اللاجئين على أوروبا. وكتب يوسف هاشم في تعليقه على ذلك بأن "ميركل مازالت تحلم لوحدها في وقت يتبنى فيه الأوروبيون سياسات لا تتطابق مع وجهة نظرها". فيما انتقد ستار البهالي توجه أوروبا لمنح تركيا أموالا لوقف تدفق اللاجئين قائلا " الأحرى بكم أن توقفوا هذه الحرب اللعينة، وبدل من إعطاء تلك الأموال لتركيا، عليكم بناء مدن للسوريين على أرضهم".

وشهدت قمة بروكسل ترحيب قادة الاتحاد الأوروبي بعرض تركيا استعادة جميع المهاجرين الذين دخلوا أوروبا من أراضيها ووافقوا من حيث المبدأ على مطالب أنقرة بمزيد من الأموال وتسريع محادثات عضويتها في الاتحاد الأوروبي وتسريع سفر الأتراك بدون تأشيرة لأوروبا.

Griechenland Mazedonien Flüchtlinge bei Idomeni
صورة من: Getty Images/D. Kitwood

هذه الأخبار الواردة من بروكسل لم تلقى ترحيبا لدى اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية المقدونية، إذ قال لاجئ من سوريا يدعى أحمد "بالطبع هذه الأخبار جعلتنا نشعر بمزيد من الإحباط. معظم الناس في مخيم إيدوميني يأملون الآن في فتح الحدود. على الأقل للعالقين هنا. لكنهم في النهاية قالوا إنه لا يوجد سبيل لعبور الحدود. وهذا جعلنا نشعر بغضب وحزن شديدين." فيما أشار لاجئ آخر من داخل المخيم ويدعى محمد وهو في حالة من اليأس والتعب: "رأيتم ما حدث في اجتماع الأمس.. ماذا يمكن أن أقول؟ أنا محبط".

وينتظر 12 ألف شخص على الأقل منذ أيام أمام البوابات الحدودية متحملين الأمطار الغزيرة والبرد في انتظار فرصة للمرور. فيما أشارت منظمات وناشطين إعلاميين إلى أن عدد النساء والأطفال في مخيم إيدوميني يزيد عن الثلثين.

هذا وتعهد اللاجئون والمهاجرون العالقون على الحدود اليونانية مع مقدونيا اليوم بألا يبرحوا مكانهم، وذلك بعد ساعات من إشادة الاتحاد الأوروبي وتركيا باتفاق مبدئي لوقف تدفق مئات الآلاف من النازحين من مناطق الحرب على أوروبا. ولم تظهر علامة على تخفيف الضغط المتزايد على مخيم إيدوميني اليوم الثلاثاء مع اصطفاف الآلاف عند حدود اليونان الشمالية انتظارا لأن تفتح مقدونيا بوابة حدودية.

وقالت قدرية قاسم وهي سورية من حلب وعمرها 25 عاما "سنبقى هنا حتى لو متنا جميعا." وكانت تحمل رضيعا عمره أربعة أشهر قالت إنه بحاجة لطبيب وناشدت "أرجوكم افتحوا الحدود.. ولو من أجل الأطفال." وقالت أمينة خليل وهي من حلب وعمرها 20 عاما "أخشى أن نموت هنا. كلنا مرضى... نعيش كالحيوانات البرية، لكن إن نحن غادرنا المكان فقدنا رقم الأولوية للذهاب إلى أوروبا إن سمحت لنا مقدونيا أصلا بالعبور."

ي ب / م.أ.م (ا ف ب، ا ب، رويترز، DW)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد