أسرار مجهولة في مهنة الرحلات البحرية
تزدهر صناعة الرحلات البحرية باضطراد، فمزيد من المسافرين يبحرون دائماً عبر المحيطات ومزيد من السفن عابرة المحيطات تُبنى وتُجهز وتمخر عباب االبحار. لكن السؤال هو من يستفيد من هذه الرحلات، وهل هناك خاسرون؟
دائماً ما يبحث أصحاب السفن بطبيعة الحال عن مزيد من المسافرين. هذا العام يقدر عدد من سافروا في رحلات بحرية عبر العالم بـ25 مليون مسافر. وبلغ حجم مبيعات تذاكر شركات الرحلات البحرية الألمانية في عام 2016 حوالي 3.4 مليار يورو.
إضافة إلى شركات تشغيل السفن، فإنّ الازدهار يطال أحواض بناء السفن، وفي أوروبا هناك بضع أحواض لبضع شركات تقوم ببناء سفن المسافرين العابرة للمحيطات. في الصورة يظهر حوض ماير في بابينبورغ بالمانيا وفرعه بفنلندا، وهو ممول من إيطاليا وفرنسا.
الطلب يتصاعد حالياً، فالأحواض الأوروبية مشغولة، ولدى حوض ماير لوحده ما يكفي للتعامل مع الطلبات المستمرة، ويتوقع أن تدخل الخدمة 97 سفينة بين عامي 2017 و2026 أي خلال أقل من عقد، باستثمارات تبلغ قيمتها 53 مليار دولار.
بلغة بناء السفن، فإنّ ثلاثة أرباع أجزاء السفينة الإلكترونية والميكانيكية تأتي من مصادر تجهيز مختلفة. ويعمل في قطاع تجهيز أجزاء السفن في ألمانيا وحدها 70 ألف شخص، وفي حوض ماير على سبيل المثال يورّد 800 مجهز أجزاء السفينة قيد الإنشاء.
عام 2015 حققت صناعة السفن لأوروبا استثمارات متحركة قيمتها 41 مليار يورو، وعلى مستوى العالم، حققت صناعة السفن ما مجموعه 117 مليار يورو كأموال متحركة عاملة ما بين استثمارات بناء السفن والركاب والضرائب والصناعات التكميلية ومجمل الأجور المدفوعة.
14 ساعة عمل يومياً في الأسبوع كثيرة لكنها في هذا القطاع تبدو طبيعية، ومستوى الأجور هنا متدنٍ جداً، فيما ينخفض مستوى الضرائب المستوفاة الى حدٍ كبير. وبالنسبة لألمانيا، فإنّ شركات صناعة السفن مسجلة في خارج البلد طبقاً لتقرير نشرته صحيفة "تسايت"، وهكذا فإنّ الطاقم جزء من الفريق الخاسر في الصفقة.
تعود السفن العملاقة بالتأكيد بأرباح معقولة على الموانئ، حيث يتدفق منها آلاف السائحين المقتدرين مالياً لينفقوا عن بذخ. لكن المسافرين اتخموا بالخدمات والطعام والشراب بشكل مترف على سطح السفينة، وبالتالي فإن إقبالهم على ما تعرضه الموانئ قليل في العادة، وهكذا يتحول حشد المسافرين في كثير من المرافئ إلى مسببي مشاكل لا جدوى ترتجى منهم.
تدفق الجموع على الموانئ يربك حياة السكان والمدن، إضافة الى حجم التلوث الذي تسببه عوادم السفن في أجواء مدن المرافئ. في البندقية تسببت حركة الأمواج الناتجة عن مراوح السفن العملاقة في تدمير أجزاء من المدينة المسجلة على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
السفن العاملة بالغاز المسال تؤثر هي الأخرى على الموانئ الداخلة ضمن اتحاد الملاحة النهري. هذا العام تتوقع موانئ هامبورغ النهرية الضيقة دخول إحدى عشرة سفينة مسافرين محيطية عملاقة. إنزا فيرده/ ملهم الملائكة