1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أسامة بن لادن قُتل سياسياً قبل أن يقتل جسدياً"

٣ مايو ٢٠١١

تباينت تعليقات الصحف العربية والألمانية على مقتل أسامة بن لادن وانتقدت بعضها قيام الولايات المتحدة الأمريكية بشخصنة الإرهاب، مما أدى إلى تحول زعيم تنظيم القاعدة إلى "أيقونة" سياسية.

https://p.dw.com/p/118Qe
صورة من: dapd

صحيفة "تاغزتسايتونغ" الألمانية الصادرة في برلين علقت على مقتل أسامة بن لادن وكتبت:

"إنه خبر مفرح بالطبع. أسامة بن لادن مات. لكن ورغم ذلك لا يمكن اعتبار موته سببا للإفراط في التعبير عن الفرح، لأن هذا التصرف يتنافى مع بديهيات الأدب ويحتقر في الواقع آدمية الانسان، حتى لو كان هذا الإنسان مكروه جدا نظرا لأعماله الإرهابية. كما أن موت أسامة بن لادن لا يعني أفول أطروحات تنظيم القاعدة الإرهابي كليا، لأنه يتم نقل هذه الاطروحات والأفكار من قبل أتباعه وتلاميذه".

أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ فأنتقدت ما أسمته بـشخصنة الإرهاب:

"لأن الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة إدارة الرئيس بوش الابن قامت بشخصنة الإرهاب، تحول أسامة بن لادن إلى أيقونة تحاك حولها أساطير كثيرة، خاصة وأنه الشخصية التي قامت بتحدي القوى العظمى الوحيدة في العالم. وعلى ما يبدو يحتاج الشر شخصا يجسده في الولايات المتحدة، لذلك تحولت ملاحقة أسامة بن لادن إلى عملية ذات طابع رمزي أكبر من أهميتها الحقيقية. لكن الإرهاب لم يمت بعد وفاة أسامة بن لادن، الذي تحول إلى رمز للتخبط للسياسي".

صحيفة "الحياة" اللندنية علقت بدورها على موت أسامة بن لادن بالإشارة إلى تراجع تأثير الفكر الـ"قاعدي":

"قُتل أسامة بن لادن على دفعات. موته السياسيّ حدث مع ثورتي تونس ومصر، حين تبيّن أنّ هموم "القاعدة" ليست هموم من انتفضوا من سكّان العالم الإسلاميّ، وأنّ شبّان بلدانه الذين يهتفون "سلميّة، سلميّة" لا يربطهم مطلقاً أي رابط بإرهاب "القاعدة". وقد كان واضحاً أنّ الحكّام المستبدّين والفاسدين، الذين تساقطوا منهم والذين يتساقطون، هم الذين يريدون بعث أسامة بن لادن و"قاعدته" ويسعون إلى إحيائهما وإدامتهما. بدا ذلك جليّاً في محاولات أولئك الحكّام ردّ التحدّيات التي تواجههم إلى "القاعدة" و"السلفيّين" و"الإرهاب الأصوليّ". ووفق ذاك السيناريو المتهافت، كان هؤلاء الأشباح يمارسون تخريبهم على الأنظمة، في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريّا، بتنسيق وتطابق كاملين مع الولايات المتّحدة الأميركيّة!"

أما صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية فاعتبرت أن نهاية أسامة بن لادن جاءت طبيعية:

"مقتل أسامة بن لادن يشكل ضربة معنوية هائلة لتنظيم «القاعدة»، ومهما فعل التنظيم اليوم للانتقام، فإن الضربة أكبر من أن يتم تجاوزها؛ فأسامة بن لادن كانت له رمزية أكثر من أي شيء آخر؛ لأن وجوده كان يمثل رمزية بطولة يغرر بها الشباب السعودي والخليجي، واليمني، وكان يعرف كيف يحصل على الأموال، سواءأً من التبرعات أو المتاجرة بكل شيء حتى المخدرات والألماس، وغيرهما. وجوده كان عامل جذب، وقيادة. اليوم، وبعد مقتله، ستعجز «القاعدة» عن توفير زعيم لها يحمل شخصية أسامة بن لادن، أو مشروعيته التي تشكلت طوال السنين، وبتنقل المحطات. بل إننا في عالم متغير اليوم، وتحديداً العالم العربي، ومن الصعب تكرار نموذج أسامة بن لادن، فلا أحد اليوم يستطيع أن يسيطر على الخطاب الديني ويختزله بشخص، أو شيخ، أو قائد متخفٍّ في الجحور، أو القصور، ولا التمويل بات بالسهولة التي كان عليها، وحجم الوعي العربي والإسلامي بات كبيرا بحجم الإساءة التي طالت ديننا .

ملخص القول: إن نهاية أسامة بن لادن جاءت طبيعية، ومتوقَّعة، لكنها رسالة للعقلاء، وكذلك للمحرضين، بأن من غرر بأبنائهم وقذف بهم إلى الجحيم لم يُقتل في ساحة الوغى، بل وسط منزله الفخم، حيث يختفي مع زوجته، بينما أبناء الناس يُقتلون في مناطق النزاعات، أو مشردون في الجبال، أو ملقون في غياهب السجون. وبكل تأكيد، العالم اليوم أفضل كثيرا بعد مقتل إرهابي شيمته الغدر بدينه وأهله والعالم."

(ل.م/ دويتشه فيله)

مراجعة: هبة الله إسماعيل