1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة اليورو ومأزق اليونان يُخيِمان على أول لقاء قمة بين ميركل وأولاند

١٤ مايو ٢٠١٢

ساعات قليلة بعد توليه رسميا مهامه في الإيليزيه، سيلتقي الثلاثاء الرئيس الفرنسي بالمستشارة الألمانية التي خرجت من معركة انتخابية محلية منكسرة. ومأزق اليونان وأزمة اليورو يخيمان على لقاء القمة الفرنسي الألماني.

https://p.dw.com/p/14vW8
ARCHIV - Die Kombo zeigt den französischen Präsidentschaftskandidaten Francois Hollande (Archivfoto vom 25.04.2012) und die deutsche Bundeskanzlerin Angela Merkel (Archivfoto vom 06.11.2008). Es knirscht zwischen der Bundeskanzlerin und dem möglichen künftigen Präsidenten Frankreichs. Zwischen den beiden zeichnet sich für den Fall eines Sieges von François Hollande ein Kräftemessen um den Fiskalpakt ab. Fotos: Rainer Jensen/Ian Langsdon dpa (zu 0169 vom 27.04.2012) +++(c) dpa - Bildfunk+++ )
صورة من: picture-alliance/dpa

تستعد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لاستقبال الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا أولاند مساء الثلاثاء (15 مايو أيار 2012)، في مقر المستشارية في العاصمة برلين في الوقت الذي ألقي فيه ضغط الأزمة اليونانية والنكسة الانتخابية التي مني بها حزب ميركل- الحزب المسيحي الديموقراطي في أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان بظلاله على اللقاء المرتقب للزعيمين الأوروبيين. علما أن أولاند من أشد المنتقدين للسياسات التقشفية في أوروبا والتي رسمت ميركل معالمها الرئيسية.

ولا ينتظر صدور أي قرار كبير من هذا الاجتماع الذي سيمثل أول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الفرنسي الجديد خارج فرنسا، بعد تسلمه رسميا مهامه في قصر الايليزيه في الثامنة من صباح الثلاثاء. وأوضحت ميركل ان اللقاء سيكون لقاء "تعارف" فقط، خاصة وأنها رفضت لقاء المرشح الاشتراكي أثناء حملته الانتخابية وأعلنت دعمها الواضح لمنافسه اليميني نيكولا ساركوزي. وصدر عن مكتب المستشارية يوم السبت الماضي بيان جاء فيه، أن المستشارة ميركل تؤمن بـ"شراكة دائمة" بين باريس وبرلين، لان الأمر بين البلدين "لا يمكنه إلا أن يكون على هذا النحو".

ميركل إلى جانب روبرت روتغن مرشح الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات.
ميركل إلى جانب روبرت روتغن مرشح الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات.صورة من: Reuters

ويأتي لقاء ميركل بأولاند، يومين فقط إثر هزيمة الحزب المسيحي الديموقراطي في انتخابات يوم الأحد الماضي في ولاية فستفاليا شمال الراين في غرب ألمانيا. وتعد تلك الهزيمة الأسوء في تاريخ الحزب بعدما حصل على نسبة 26,3 % بالمائة من الأصوات فقط؛ بينما حصل الحزب الإشتراكي الديموقراطي المعارض على 39,1% بالمائة أتاحت له غالبية مريحة لحكم الولاية مع حزب الخضر الفائز بنحو 11% بالمائة من مجموع الأصوات. ويرى الخبير السياسي بيتر لوش الاستاذ في جامعة غوتنغن الألمانية أن المستشارة التي تواجه أصلا ضغوطا على المستوى الداخلي لتخفيف سياسة التقشف، ستكون في وضع مؤسف لأنها ستستقبل أولاند لأول مرة "تحت هذه الظروف".

وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين في الاتفاقية المالية الأوروبية التي صادقت عليها 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي في الـ25 من آذار/ مارس الماضي، والتي كان الغرض منها مواجهة أزمة الديون في منطقة اليورو. وقبل انتخابه، أعلن أولاند نيته في إعادة المفاوضات حول هذه المعاهدة ليضم إليها إجراءات تهدف حسب رأيه إلى "الدفع بعجلة النمو" على المستوى الأوروبي، وهو الأمر الذي ترفضه ميركل بشدة.

انتصار تاريخي لفرنسوا أولاند

ومن جهته، وعلى خلفية هذا اللقاء، دعا بونوا هامون المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي المستشارة الألمانية يوم أمس الأحد بأن "تدرك" أنها لن تستطيع أن تقرر "بمفردها مصير أوروبا". ولبعث إشارات مطمئنة باتجاه باريس، أوضح وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله اليوم الإثنين، أن بلاده تطمح إلى نمو مبني على "قواعد صلبة"، وهو ما "لا يتعارض البتة مع سياسات الإصلاح المالي التي باتت الحكومات الأوروبية تنتهجها بقوة".

بيد أن مفهوم "النمو" لدى الاشتراكي أولاند يعتمد على نهج تمويل المشاريع الكبيرة، وليس على اتخاذ إجراءات بنيوية تشمل خصوصا إصلاحات في سوق العمل والتربية وتقليص البيروقراطية، وهو الطرح الذي تتبناه الحكومة الألمانية بقيادة المحافظة ميركل.

شراكة ضرورية

غير أنه وعقب خسارة حزبها في انتخابات الأحد الماضي، أبدت الأخيرة ليونة مفاجئة في موقفها عندما ذكرت أنها ستبدأ داخليا "الحوار مع أحزاب المعارضة" للمصادقة على معاهدة الانضباط المالي الأوروبية، مشيرة إلى لقاءها المرتقب مع فرونسوا أولاند وذلك في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى تسوية مستقبلا، وأضافت "سنرى ما ستأتي عليه التوقعات".

ورغم التباين في وجهات النظر، إلا أ، مراقبين للشأن الأوروبي يرون أنه وتحت وطأة أزمة اليورو فإن "ميركل وأولاند محكومان بالتفاهم"، ولاسيما أن اليونان تشهد أزمة سياسية حادة وتواجه مشاورات تشكيل حكومة جديدة فيها صعوبات كبيرة، تهدد بعودة الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

فيما ترصد الأسواق المالية الوضع في فرنسا بعدما حرمتها إحدى وكالات التصنيف درجة "تريبل ايه" في يناير الماضي. في المقابل، اعتبرت صحيفة زودويتشه تسايتونغ الألمانية أن أولاند يشكل "الفرصة الجديدة بالنسبة لميركل"، لافتة إلى أن الجانبين يمثلان اكبر توجهين سياسيين داخل الاتحاد الأوروبي، أي اليمين واليسار، بخلاف ما كانت عليه الحال مع سلفه نيكولا ساركوزي.

وأضافت الصحيفة أنه "في حال التوصل إلى تسويات في السياسة الاقتصادية والمالية، فإن الزعيمين الأوروبيين سيصبحان شبه محصنين من أي هجوم يطاول سياستهما الأوروبية (...) الأمر الذي من شأنه تعزيز موقعهما حيال معارضيهما على الصعيد الداخلي".

(و.ب/ د.ب.أ، أ.ف.ب)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد