1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمات بغداد تصل كردستان

ملهم الملائكة١٦ نوفمبر ٢٠١٢

توترت العلاقة بين حكومة العراق المركزية في بغداد وبين حكومة إقليم كردستان مرة أخرى . التوتر سببه مقر قيادة عسكرية تعتزم حكومة المركز إقامته على حدود الإقليم، ويخشى الكرد أن يستهدف أمنهم كما دأبت قوات صدام أن تفعل.

https://p.dw.com/p/16kQE
صورة من: picture-alliance/dpa

التوتر بين القوتين ليس جديدا، ففي كل شهر تقريبا هناك أزمة بين الطرفين. لكن تكاثر الأزمات بين المركز والإقليم أدى إلى خلق حالة تحشد بين العرب والأكراد، وهذا يهدد التحالف بين القوتين الذي حافظ على الدولة العراقية منذ سقوط النظام السابق. و لا يسع المراقب إلا أن يتساءل اليوم، من له مصلحة في تخريب العلاقة بين التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني؟

رئيس الحكومة المالكي يقول إن الوجود الكردي في المناطق المتنازع عليها خرق للاتفاقات بين الجانبين، لأن هذه المناطق ما زالت تحت سلطة الحكومة ومشكلتها لم تحل. فيما أعلن الرئيس جلال طالباني يوم الأربعاء 14 تشرين ثاني/ أكتوبر 2012 أن قيادة عمليات دجلة المزمع إقامتها في ديالى ستخلق فتنة بين المركز وبين الإقليم ، ثم غادر بغداد إلى السليمانية غاضبا.

وكان استقبال كردستان وحمايتها لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي قبل أشهر سببا لتوتر العلاقة مع المركز، وقبلها كان النفط سببا للتوتر.

التوتر إذا لا ينتهي، والمشكلات بلا نهاية، والخوف كل الخوف أن تخرب العلاقة وينهار التحالف، فتصل الأمور إلى حدود اللاعودة.

Irak Parlement Regierung
الكابينة الوزارية العراقية ما زالت دون وزير دفاع ووزير داخلية ووزير أمن .صورة من: Picture-Alliance/dpa

"الأكراد مشاركون في كل شيء، فلماذا المخاوف؟"

الكاتب والمحلل السياسي د عبد الخالق حسين في حديث إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من DW عربية أبدى استغرابه مما أعلنه الرئيس جلال طالباني لاسيما وأن عمر تجربته السياسية أكثر من 60 عاما .

من جانب آخر، أشار د.حسين إلى أن "الأكراد هم جزء من الشعب العراقي، وهم مشاركون بشكل فاعل في العملية السياسية وفي إدارة البلد وضمن ذلك القوات المسلحة العراقية". وتساءل د.حسين" في ظل كل هذه المعطيات لماذا المخاوف وإطلاق تصريحات مضادة؟".

وفي حديثه إلى الفضائية السومرية مطلع الشهر الجاري، أشار رئيس الحكومة نوري المالكي إلى وجود قاعدتين تركيتين كبيرتين في بامرني و العمادية منذ عام 1997 تضمان وحدات وأسلحة ثقيلة متسائلا لماذا لا يتكلم الأكراد عنهما فيما يعترضون على وجود مقر عمليات ( لا يضم أي قوات) ، يتولى تنظيم عمل الفرق العراقية في ديالى وكركوك وصلاح الدين لمحاربة الإرهاب؟

الأكراد اعتبروا هذا الوجود على أطراف الإقليم تهديدا مباشرا لسلطتهم في المناطق المتنازع عليها، فيما رد المالكي أن هذه المناطق لم تحسم قضيتها بعد، لذا فإن وجود قوات حكومية فيها وتنسيق عمل هذه القوات بقيادة ميدانية أمر حيوي .

الكاتب والمحلل السياسي د. مؤيد عبد الستار أنضم إلى حوار العراق اليوم من DW عربية مشيرا إلى أن التدخل الأجنبي وحضور قوات من دول الجوار على أراضي الإقليم لا يسرُّ الأكراد وليس برغبتهم ، والقوات التركية دخلت كردستان باتفاقية مع الناظم السابق " وعلى الحكومة الاتحادية الحالية أن تسعى بحزم وجد لإلغاء تلك الاتفاقية ".

Irak Regierung Nouri al-Maliki Jalal Talabani
الرئيس العراقي طالباني ورئيس الحكومة المالكي.صورة من: AP

"لابد من توحيد موقف الإقليم والمركز لدرء مخاطر التدخل الخارجي "

د .مؤيد دعا الحكومة المركزية وحكومة الإقليم إلى التفاهم والحوار حول النقاط المختلف عليها مذكرا"أنّ إقليم كردستان لا يملك القدرة على درء مخاطر التدخل الخارجي ، ولابد من وحدة في الموقف بين الإقليم وبين الحكومة المركزية"

وأشار د.عبد الستار إلى وجود خلل كبير في تفهم الدور الإقليمي والدور الاتحادي من قبل أطراف العملية السياسية، معتبرا أن" الإقليم يحاول أن يحصّن نفسه بوجه التدخلات الخارجية، لكن مواقف الحكومة المركزية لا تساعده بهذا الخصوص، بل أن مواقفها في بعض الأحيان مناوئة للإقليم".

في اتصال من بغداد أشار المستمع أبو مهند إلى أن التغيير في العراق عام 2003 والذي قادته الولايات المتحدة، قد نتج عنه دستور، وهذا الدستور كما يعلم الجميع لا يخلو من الشوائب والعيوب " لكنه مع ذلك وفّر أرضية مشتركة لانطلاق عملية سياسية باتجاه الأهداف التي رسمت لهذه العملية". ولفت أبو مهند الأنظار إلى وجود حالة توجس ومخاوف بين مكونات المشهد السياسي بعد عام2003، ودعا إلى مزيد من الحذر والحنكة في تعامل المكونات فيما بينها.

"قيادة عمليات دجلة مرتبطة بالمالكي وليس بالجيش"

وفي اتصال من السويد، أشار المستمع عقيل إلى أنه يجب أن لا تُظلم القيادة الكردية والرئيس طالباني بسبب مواقفهم، "فالقيادة التي يجري الحديث عنها هي قيادة عمليات دجلة وهي تابعة للسيد نوري المالكي وتأتمر بأوامره، وهي ليست جزء من القيادة العامة للقوات المسلحة ولا الجيش العراقي، فهي بذلك كما هو الحال مع قيادة عمليات بغداد، وهذا يمنح الكرد الحق في الخوف من هذه القيادة".

Irak Bombenanschlag in Kirkuk
تفجيرات كركوك، من تداعيات الخلاف بين حكومة الاقليم وبين حكومة المركزصورة من: Reuters

واقترح عقيل إجراء استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة لحصر التغيير الديموغرافي الذي جرى في المناطق المتنازع عليها، " ثم يختار سكان لمناطق المتنازع عليها بأنفسهم مع من يريدون أن يكونوا، والناس هنا أهم من الأرض".

د عبد الخالق أقرّ بوجود تباعد في وجهات النظر بين الأكراد وبين الحكومة المركزية، ولكنه عاد وذكّر ان رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة ، مبديا مخالفته لوجهة النظر القائلة بان قيادة عمليات دجلة هي ليست جزءا من القيادة العامة للقوات المسلحة.

واعتبر د حسين، ان قضية المناطق المتنازع عليها هي قضية هلامية متحركة لا يمكن تحديدها معتبرا" أن الأكراد يرتكبون نفس الأخطاء التي ارتكبها البعثيون والقوميون حين تحدثوا عن حدود الوطن العربي من المحيط إلى الخليج".

"استهداف المقرات الكردية في كركوك تصيد في الماء العكر"

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية يوم الجمعة 16 تشرين ثاني/ اكتوبر 2012 أن "قوات عراقية من الجيش والشرطة تحركت اليوم لمدينة الطوز لتنفيذ أمر اعتقال كوران جوهر وهو قيادي كردي مقرّب من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.. وجرى تبادل لإطلاق النار بين عناصر حمايته والقوات العراقية أسفر عن مقتل جندي عراقي ومدني". وأضافت المصادر أن "جوهر انسحب إلى شرق المدني فيما استمرت عمليات تبادل إطلاق النار بين الطرفين".

سبق ذلك بيومين مصرع تسعة أشخاص وإصابة 55 في أربعة تفجيرات وقعت بالتتابع في مدينة كركوك واستهدف اثنان منها مقرين للحزبين الكرديين الرئيسيين. هذه الاشتباكات والتفجيرات تشكل تصعيدا خطيرا للوضع بين الإقليم والمركز. وقد اعتبر د.مؤيد عبد الستار أن من يقف وراء هذه العمليات يحاول ان يصطاد في الماء العكر " ويسعى لإيقاع فتنة بين الإقليم والمركز بل بين الكرد والعرب بشكل اعم"، مؤكدا أن الاختلافات والنزاعات السياسية هي السبب الرئيس في وقوع الخروق الأمنية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد