1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مظاهر الأمية كثيرة، والجهل قاسم مشترك

١٥ مارس ٢٠١٢

يفيد الخبراء أن الإنسان يحتاج إلى حوالي 900 ساعة من الدروس ليتعلم القراءة والكتابة. ورغم توفير ذلك في المجتمعات الصناعية المتطورة فإن عدد الأميين فيها أكثر مما يعتقد. فهؤلاء يخجلون من الاعتراف بذلك في محيطهم الاجتماعي.

https://p.dw.com/p/14K2L
صورة من: Magdalena Zomerfeld

يسيطر شعور الغضب على الخبراء الألمان عند الحديث عن الأمية في بلد تتوفر له كل فرص التعليم والمعرفة. فالأمية في معناها الواسع لا تعني فقط الجهل الكامل بالكتابة والقراءة، إذ ذكرت إحدى الدراسات الأخيرة أن عدد الأميين في ألمانيا في سن ما بين 18 و 64 عاما يبلغ حوالي سبعة ملايين ونصف مليون، ويعني ذلك أنهم لا يجيدون القراءة والكتابة بالنظر إلى الظروف المعرفية والتعليمية في البلد. ويؤكد ماتياس أنبول من رئاسة اتحاد النقابات الألمانية على أن مشكلة الأمية في ألمانيا لا ترتبط بالمهاجرين فقط، إذ أن ستين في المائة من الأميين يتحدثون اللغة الألمانية كلغة أساسية. ويعتبر الخبير النقابي أن الأمية " ليست قضية هامشية، بل تعبر عن مشكل قائم داخل المجتمع. كما أنها تصيب بالخصوص الناس الذين لا يتمكنون من الاستفادة من التوزيع العادل للفرص الاجتماعية، بحيث لا تتوفر لهم مثلا إمكانية قراءة الجرائد والكتب".

نقص في تشجيع القدرات الذهنية للتلاميذ

Kurs an der JVA Münster für Analphabeten Flash-Galerie
دروس محاربة الأمية في السجن المركزي بمدينة مونستير الألمانيةصورة من: picture-alliance/ dpa

من جهتها قالت الباحثة الاجتماعية يوتا الميندينغر أن أكثر من 21 في المائة من الشباب الألماني حتى سن الخامسة عشرة يمكن اعتبراهم "أميين بصفة وظيفية"، ويعني ذلك أن معرفتهم بالقراءة والكتابة هي في إطار محدود جدا. واستبعدت الباحثة أن يكون هؤلاء الشباب كلهم أغبياء، معتبرة أن هذا الوضع يشير إلى وجود ضعف في هيكلة القطاع التعليمي. وأضافت أن سبب هذا التطور السلبي يعود بالأساس إلى عدم قيام الأولياء والمسئولين بتوفير الظروف اللازمة لتعزيز القدرات الذهنية للتلاميذ في المدارس أو في روض الأطفال. وقالت المتحدثة إن هذا النوع من الأمية يصيب 17 % من مجموع الفتيات، في حين تبلغ نسبة الأولاد الأميين من نفس الشريحة 21 % .

وكانت ألمانيا قد تعهدت عام 2003 بخفض نسبة عدد الأميين بها إلى النصف خلال عشرة أعوام. وتبعتها عام 2011 المبادرة الوطنية للتعليم والمعرفة التي تم التفاهم عليها بين الوزارة الاتحادية المختصة والمؤسسة الثقافية للولايات الألمانية. واعتبرت الأستاذة أنكه غروت لوشن/AnkeGrotlüschen من جامعة هامبورغ أنه يجب على ألمانيا أن تعي هذا التطور، وقالت: "يجب علينا أن نكون في وضع أفضل وأكثر استعدادا لما قد تأتي به التحولات الديمغرافية مستقبلا . فكلما تحدثنا عن السياسات المعرفية فإننا نتعامل معها من منظور السياسات التعليمية فقط، في حين نعلم أن الموضوع يرتبط أيضا بقضايا الأشخاص والأفراد أيضا".

الخجل من الاعتراف بالأمية


وتقوم المراكز الألمانية لتعليم الكبارVolkshochschulenبأكثر المهمات الهادفة إلى تعزيز التعليم والأسس المعرفية، إذ أنها تقوم برعاية حوالي 90 % من الدروس التعليمية للكبار في ألمانيا. ويعتقد أولريش إنغن فورت من اتحاد مراكز تعليم الكبار في ألمانيا أن الذين يعانون من ضعف في القراءة والكتابة يخجلون من الاعتراف بذلك في أماكن عملهم ويتخوفون من رد فعل سلبي في محيطهم الاجتماعي. ولذلك يطالب المتحدث بضرورة تعزيز أنشطة التعليم في قطاعات اجتماعية كثيرة، مشيرا إلى أنه "ليس كافيا أن تقوم المؤسسات بتمويل مختلف الدروس التعليمية فقط ، بل يجب أيضا العمل بهدف توعية الناس بخطورة الأمية وحشد الدعم لهم".

ومع الإشارة إلى أهمية مشاريع تعليم الكبار والى نتائجه الإيجابية على المجتمع وتطوره، فإن الخبراء يشيرون إلى أن تعليم مائة ألف مواطن في مشاريع محاربة الأمية يكلف حوالي 470 مليون يورو. وقد يبدو هذا المبلغ كبيرا حتى بالنسبة لدولة غنية مثل ألمانيا، غير أن ما يحصده المجتمع من ثمار المعرفة والتعليم الجيد يعود بالخير الوفير على اقتصاد البلد وتطوره. وهناك من الدول التي لا تتقشف في تمويل مشاريع التعليم للكبار. فبريطانيا مثلا قامت بحملة تعليمية كلفتها خلال السنوات العشر الأخيرة أكثر من ثلاثة مليارات ونصف مليار يورو. ويبدو أن ألمانيا تعي هي الأخرى أهمية هذا الموضوع، إذ شاركت المستشارة أنغيلا ميركل نهاية الأسبوع الماضي لأول مرة في إحدى جلسات وزراء الثقافة في الولايات الألمانية كان موضوعها الأساسي: التعليم وأهميته في إدماج المهاجرين.

عبدالحي العلمي

Berufliche Weiterbildung
التكوين المهني أصبح رهنا بوجود استمرارية في طلب المعرفةصورة من: AP


مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد