1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصص لاجئين عبر العالم بين دفتي كتاب ألماني جديد

٦ أغسطس ٢٠١٧

كتاب توثيقي جديد عن اللاجئين، يتحدث عن قصص لاجئين من بلاد مختلفة، قدموا إلى ألمانيا. يتناول الكتاب معاناة هؤلاء اللاجئين في أوطانهم، وسبب قدومهم إلى ألمانيا، وما عانوه في الطريق إلى هنا، وكيف وجدوا الحياة في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/2hduH
Griechenland Athen Zentrum für unbegleitete Flüchtlingskinder
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Stavrakis

كتاب جديد للتعريف بحياة اللاجئين، موجه للألمان ولكل الناطقين باللغة الألمانية أصدرته مؤسسة ميغرابوليس في مدينة بون المتخصصة بشؤون اللاجئين والهجرة. عنوان الكتاب "لاجئون يتحدثون.. هل تعرف من أنا؟ Flüchtlinge erzählen.. weißt du wer ich bin" يسرد بين دفتيه قصص 28 لاجئا ولاجئة، قدموا إلى ألمانيا من مناطق مختلفة، ومن فئات عمرية مختلفة. 

ليسوا مجرد أرقام

يسلط الكتاب الضوء على التفاصيل الدقيقة لهؤلاء اللاجئين القادمين من شتى بقاع العالم، ليضفي بذلك لمحة إنسانية عليهم. يريد القائمون على المشروع من خلال هذا الكتاب إيصال رسالة للقارئ الألماني مفادها أن هؤلاء اللاجئين ليسوا أرقاما وأعدادا يتم تداولها في نشرات الأخبار، بل إن كل واحد منهم له قصته المميزة، وسببا مختلفا دفعه إلى ترك بلده واختيار الغربة. كما أن تركيز الكتاب على حياة هؤلاء الأشخاص قبل مغادرتهم أوطانهم، له مغزى واضح، وهو أن اللاجئ ليس بالضرورة أن يكون مشردا فقيرا، كما يحلو لبعض وسائل الإعلام تصويره! حيث بينهم فنانون ومثقفون وأكاديميون وحرفيون ماهرون وصناعيون وتجار وغبرهمـ اضطرتهم مختلفة إلى مغادرة أوطانهم، وأحيانا بدون عائلاتهم، في رحلة مجهولة لا يعلمون عنها شيئا.

مقدمة الكتاب تؤكد على أنه عبارة عن مشروع لتلخيص حياة عدد من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، من خلال معرفة ثقافاتهم المختلفة وماهية البلاد التي قدموا منها، وأية تطلعات أو أهداف يطمحون إليها، ويقول د. خضر تشليك كاتب المقدمة ومدير مشروع EMFA الخاص باللاجئين، "إن عنوان الكتاب "من أنا" لم يأت عبثا، فمع أعداد اللاجئين الكبيرة التي قدمت إلى ألمانيا، أصبحت هذه الكلمات: من أنت أو هل تعرف من أنا مهمة من أجل التواصل مع القادمين الجدد بمحيطهم الجديد، ومعرفة من هم حقا، وما هي فرص التعايش القائمة في المجتمع".

Buchcover: Flüchtlinge erzählen: "Weißt du, wer ich bin?"
غلاف الكتاب صورة من: Free Pen Verlag

"الكتاب ..تجربة مثيرة"

وعن تجربتها في جمع المعلومات تقول فاطمة بوعناني ـ أنفلوس إحدى القائمات على هذا المشروع لمهاجر نيوز "إن إعداد الكتاب استغرق أشهرا طويلة، فكل لاجئ يحمل العديد من القصص. ولذلك فإن الاستماع لهم قد يكون أمرا صعبا، فالمعاناة التي مروا بها ليست سهلة، كما أن مهارة الاستماع والتدوين تتطلب مراعاة الفروقات الجندرية، والمرحلة العمرية، والمستوى التعليمي. وهو ما أخذ وقتا في طرح الأسئلة وسماع الإجابات".

وتضيف بوعناني ـ أنفلوس أن هؤلاء اللاجئين تواجدوا في منطقة بون وضواحيها في فترة جمع المعلومات، وتقول: "إنها تجربة مثيرة، أن تنقل للقارئ الألماني مشاعر وأحاسيس هؤلاء اللاجئين، أن تريه بأنهم بشر مثله، لهم أحلامهم وطموحاتهم وهم ليسوا مجرد أرقام تتناقلها المكاتب الإدارية في ألمانيا". وترى الكاتبة المهاجرة ذات الأصول المغربية أن هذا الكتاب "يمثل دفعة مهمة في مجال توثيق حياة اللاجئين في ألمانيا، وتوثيق رحلة المعاناة التي عاشوها قبل أن يصلوا، كما أنها توثق جزءا من حياتهم في ألمانيا، وهو أمر لم يتم التركيز عليه بعد من قبل دور النشر الألمانية، ولم يوف حقه بعد من البحث والدراسة".

اللاجئون يتحدثون

Fatima Anaflous, Herausgeberin des Buches: Flüchtlinge erzählen: "Weißt du, wer ich bin?"
فاطمة بوعناني ـ أنفلوس إحدى القائمات على المشروعصورة من: Infomigrants

من ضمن القصص التي نشرها الكتاب قصة السيدة خديجة وزوجها بلال من عفرين في قضاء حلب- سوريا، حيث يتحدث الزوجان عن معاناة الأكراد في الإقصاء والتهميش في سوريا. حيث عانت خديجة وزوجها من أجل الوصول إلى ألمانيا عبر طريق اليونان، وبعد مشوار قاس وما تكبده الزوجان من أموال، اعتقدوا أن السعد سوف يطرق بابهم فور دخولهم إلى ألمانياـ ليتفاجؤوا بأن هناك فرق كبير بين كونك لاجئ في ألمانيا وبين طالب لجوء قد يرفض طلبه. وهو ما جعلهم يعيشون في خوف وقلق من إمكانية رفض طلب لجوئهم.

كما ينشر الكتاب قصة جليلة ماموزي من أفغانستان، والتي كانت تعيش حياة مرفهة في كابول، وكان والدها يعمل في منصب رفيع في الحكومة الأفغانية. تتحدث جليلة عن تقدم طالبان والسيطرة على أفغانستان، وكيف هربت مع عائلتها إلى باكستان، إلا أنها لم تتمكن من التأقلم هناك، ما حدا بها للهجرة إلى ألمانيا.

ومن ضمن القصص المؤثرة التي يحفل بها الكتاب كان الطفل السوري أحمد (14 عاما)، الذي يتملكه الحزن والأسى بعد أن وجد نفسه وحيدا دون عائلته في ألمانيا، ويقول أحمد في الكتاب "ليس لدي بيت ولا مدرسة، الملجأ هنا مزدحم"، وعن هذه القصة تخبرنا السيدة بوعناني ـ أنفلوس أن الطفل بكى وأبكى جميع الحاضرين وهو يريو حكايته، خاصة بعد أن قال إنه يفتقد أمه وعائلته، حيث كان يعتقد أنه يستطيع جلبهم لألمانيا فور وصوله.

قصص الكتاب تفتح للقارئ باب عالم جديد، قلما تجده في الأدب الألماني، وهو ينقلك عبر العالم من خلال اللاجئين الذين يرون قصصهم بأنفسهم في الكتاب.

علاء جمعة

المصدر: مهاجر نيوز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد