1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصة الأبطال السوريين في مدينة لايبزيغ الألمانية

١١ أكتوبر ٢٠١٦

تولى ثلاثة شبان سوريين في مدينة لايبزيغ شرقي ألمانيا مهمة القبض على سوري آخر تعقبته الشرطة بشبهة الإعداد لاعتداء إرهابي. ويُنظر الآن إلى الشباب السوريين الثلاثة في حي بالمدينة كأبطال.

https://p.dw.com/p/2R6dq
Deutschland Polizeieinsatz in Chemnitz
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer

الشاب السوري جهاد درويش المقيم في مدينة لايبزيغ عايش كيف كانت طائرة الهليكوبتر تحلق ليلا فوق سقف المبنى الذي يقطن فيه، وفي الصباح التالي سمع النبأ الذي مفاده أن سوريين ألقوا القبض على المشتبه به جابر البكر. "حينها قلت في نفسي هذا يوم جميل"، هذا ما ردده جهاد درويش.

سوريون يحرصون الرجل المطلوب في ألمانيا

ويقيم جهاد درويش بأمتار قليلة فقط بعيدا عن البيت الذي كان يعيش فيه الرجل المطلوب في ألمانيا وألقي القبض عليه في منتصف الليل. في تلك الليلة لم تعترض الشرطة أية مقاومة، لأن المشتبه به جابر البكر كان مقيد اليدين ومرميا على الأرض في شقة بالطابق الرابع لبناية من السكن الشعبي.

الشاب جهاد درويش يحاول التعبير تارة بالألمانية وتارة أخرى بالانجليزية، وهو يعيش منذ 18 شهرا في ألمانيا حيث يواظب على دروس الألمانية يوميا. وحتى لو أن العمل الذي قام به أبناء وطنه اعتبره الكثيرون بطوليا، فهو ينظر إليه كشيء عادي. "99 في المائة من السوريين في ألمانيا أناس طيبون، وسيكونون في كل لحظة على أهبة لمكافحة الإرهاب في ألمانيا. هناك مثل عربي يقول إذا فتحت لي بيتك، فأنا أعطيك دمي. الألمان قدموا لنا المساعدة ـ ونحن لن ننسى ذلك حتى بعد مائة سنة".

قيدوه وصوروه ثم أبلغوا عنه

جهاد درويش يرد التحية بابتسامة على سوري آخر. شاب ألماني يمر في الشارع وينظر إلى سيارات البث المباشر، ويقول "احتراماتي". المستشارة الألمانية ميركل في برلين نوهت هي الأخرى بشجاعة الجيران وتدخلهم. الجيران يتحدثون من حين لآخر عن تفاصيل جديدة حول أبطالهم في الحي.

Leipzig - Jihard Darwech
جهاد درويش في لايبزيغ صورة من: DW/F. von der Mark

فالبداية كانت جد عادية، فالسوريون كانوا يريدون فقط تقديم المساعدة. "إذا كان أحد ما بحاجة إلى مكان للنوم، فنحن نستضيفه ونقدم له فسحة لينام"، يقول جهاد درويش. وهكذا فعلوا مع المشتبه به الذي كان مطلوبا من قبل الشرطة ولم يتعرفوا على حقيقته إلا داخل الشقة. إنه جابر البكر صانع المتفجرات. الشباب السوريون اتصلوا هاتفيا بالشرطة للإبلاغ عنه، إلا أن الشرطة لم تفهمهم، لأنهم لا يجيدون الألمانية. إثرها لجأ الشباب إلى تقييد جابر وتصويره. وذهب أحدهم بصورته إلى مركز الشرطة حيث أدرك رجال الأمن حقيقة الأمر.

 

الشرطة لا يمكن لها المطاردة بتجهيزاتها الثقيلة

بعدها كل شيء مر بسرعة. طائرات هليكوبتر، سيارات شرطة لتنفيذ التدخل. لكن هذه المرة كل شيء يمر خلافا لما حصل يوما قبلها بمدينة كيمنيتس حيث تمكن جابر البكر من الإفلات والهرب، لأن قوات الشرطة الخاصة فوجئت بالهرب في الصباح الباكر من المنزل الذي حاصرته، ولم تكن قادرة على المطاردة وعناصرها مثقلون بلباسهم لصد العنف. وفي عين المكان لاحظت الشرطة أن المهمة الأمنية تمت بالكامل. "قيدوه مثل طرد بريدي"، قال عنصر من شرطة مكافحة الجريمة.

الشاب جهاد يقول بأنه لا يعرف هل كان سيتوقف فقط عند تقييد المشتبه به. فأن يتنكر سوري كلاجئ، للترتيب لمخططات إرهابية، فهذا يغضبه. لكنه لن يسمح مع مواطنيه بأن تجني فئة قليلة على سمعة الآخرين، وقال:"حتى لو كان شقيقي أو ابني. فأنا سأبلغ فورا عن أي شخص ينوي إلحاق الضرر بألمانيا". الشاب السوري جهاد وزوجته وولداه قدموا من دمشق إلى لايبزيغ، وهو يقول "عندما أشاهدهم وهم ينامون هنا في سلام، فإنني اعرف ماذا قدمت لي ألمانيا".

ثلاثة سوريين أصبحوا في ولاية سكسونيا أبطالا في مكافحة الإرهاب، وجهاد  يشعر بالسعادة. وفي هذا السياق يجب التذكير أن وزير الداخلية في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا رالف ييغر حذر من الاشتباه بشكل عام في اللاجئين بعد إلقاء القبض على السوري المشتبه به في مدينة لايبتسيغ. وعارض ييغر أيضا في تصريحات صحفية مطالب صادرة من حزب الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن يخضع جميع اللاجئين لفحص أمني شامل. وأكد أن السلطات الأمنية الألمانية تقتفي أثر أي إشارة على وجود إرهاب، ولكنه شدد بقوله: "سيكون من الخطأ أن يتم وضع مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الحرب والإرهاب إلى ألمانيا تحت طائلة الاشتباه حاليا".

 

فابيان فون دير مارك/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد