صور من موريا اليونانية - قد يكون أسوأ ملجأ في العالم!
في البداية يتم أرسال اللاجئينن المتوافدين على جزيرة لسبوس اليونانية إلى مراكز التسجيل مثل مركز موريا، حيث صفوف الانتظار طويلة وظروف العيش قاسية والإمدادات قليلة، مما يحول المكان إلى أسوأ ملجأ في العالم، كما يقول البعض.
بمجرد وصولهم إلى جزيرة لسبوس اليونانية يتم تقسيم مجموعات اللاجئين حسب جنسياتهم، حيث يتم إرسال السوريين إلى مخيم "كاراتيب" ويقطنون في ملاجئ هناك، بينما يرسل آخرون من جنسيات مختلفة إلى موريا حيث توجد هناك أول "نقطة ساخنة" يونانية لتسجيل من يطلق عليهم "مهاجرون لأسباب اقتصادية" وهناك يقضي الكثير منهم الليل في خيام أو تحت أشجار الزيتون.
في حالات كثيرة يؤدي الاكتظاظ إلى نزاعات بين اللاجئين، مثلا في صف انتظار الطعام. وحسب تقرير أممي فإن القدرة الاستيعابية للمخيم هي بمستوى 410 شخص، ولكن يضم في الواقع ما بين 2000 إلى 4000 شخص. الاكتظاظ والافتقار للإمدادت الكافية يجعل المخيم واحدا من أسوا ملاجئ اللاجئين في العالم، حسب بعض المراقبين.
رامونا برونغرز من مؤسسة منظمة "لايف فور لايفز" تقول إنها نقلت منظمتها من هولندا إلى قرية موريا اليونانية استجابة لنداء طوارئ علمت به عبر الإنترنت، "نحضر 1500 وجبة طعام كل يوم وهي لا تكفي أساسا لإطعام كل الموجودين" وتضيف رامونا: "نحاول المساعدة بكل ما نستطيع، لكن المشاكل كبيرة جدا والمنظمات الأكبر لا تكلف نفسها تحمل عناء هذه المسؤولية"
مشكلة أخرى تواجه رامونا برونغرز وفريقها من المتطوعين وهي انتشار النفايات بشكل كبير، وهي تلاحظ قائلة: "بمجرد إلقاء نظرة في محيطك، ترى أن الناس ينامون وسط النفايات"، وتضيف "من المستحيل إبقاء هذا المكان نظيفا، نشعر دائما أننا على حافة الإصابة بوباء فتاك"، وقد تم تسجيل إصابات بالجرب في مخيم "كاراتيب" في الأسابيع الماضية.
عندما سئل فريد مورلي، منسق الجهات المتطوعة في لسبوس عن سبب استمرار الظروف القاسية داخل المخيم، قال "أعتقد أن الأمر يرتبط بطريقة إدارة عناصر الشرطة للمكان، حيث ليس لديهم حافز كبير، بل إنهم لا يأتون للعمل أحيانا. ويعني ذلك أن الكثيرين لا يتم تسجيلهم، في حين يتوافد المزيد من اللاجئين على المكان، فيتحول إلى كارثة إنسانية بمجرد مرور بعض الوقت".
"مشيت من باكستان إلى تركيا حافي القدمين"، يقول فياز أوده (في وسط الصورة بالرداء الوردي). وهو لاجئ باكستاني ينتظر دوره للتسجيل،ويصف وضعه قائلا: "ننام هنا في صناديق من الورق المقوى ودون أغطية" ومن جهته يقول صديقه إصرار أحمد (أقصى اليمين) "نفعل كل هذا لأننا لا نريد أن يعيش أبناؤنا نفس الحياة التي نعيشها".
تقول كونستنتينا ستريكو وهي منسقة برنامج للطوارئ، إنها كانت تسعى لتوسيع الملجأ الخاص بالنساء في المخيم قبل حلول فصل الشتاء، لكن مسؤولي الشرطة تدخلوا وحالوا دون ذلك، "كان لدينا فضاء في المخيم قابل للاستخدام لهذا الغرض، غير أن الشرطة لم توافق، وتضيف : "حتى الآن لا أستطيع أن أفهم لماذا يجب أن يكون فضاء الأمهات المرضعات مكتظا دائما!".
يقول أرشيد رحيمي وهو شاب أفغاني في العشرين من العمر، إن أمه ضغطت عليه من أجل الهرب بعد مقتل والده وأخته خلال هجوم لحركة طالبان على مدرسة بالقرب من منزله. "حياتي كانت مهددة من طرف طالبان، ولكن هنا يعتبرون أني جئت لأسباب اقتصادية" ثم يتساءل: "من يقرر ما إذا كنت لاجئا أم لا؟"
يسمح لبعض العائلات بالبقاء في الملاجئ القليلة في موريا، ولكن مورلي هي عبارة عن معتقل وليست مركزا لاستقبال اللاجئين كما يقول أحدهم: "مع رؤية كل هذه الأسوار والأسلاك الشائكة يبدو المكان مثل معتقل غوانتنامو". وبغض النظر عن الظروف القاسية فإنه من المتوقع أن يبقى عدد اللاجئين على حاله، ويلاحظ أحدهم: "الناس يقولون إن الشتاء سيوقف توافد اللاجئين، لكن البحار تكون أكثر هدوءا في الشتاء".
"عندما كنت في القارب الذي أقلني إلى هنا، ونحن وسط البحر، أدركت أننا وحيدون وأن الله وحده معنا" يقول بيجمان يوسفي، وهو أفغاني كان يعيش في إيران.ويلاحظ قائلا: "تماما كما في القارب إذا قرر الرب أن ينقذك فستكون في أمان، هكذا هي وضعيتي الآن في هذا المخيم". الكاتب: دييغو كوبولو /سهام أشطو