1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: اعتداءات كولونيا تضع الأشواك في طريق ميركل

إعداد: حسن زنيند٧ يناير ٢٠١٦

تفاعلت الصحف الألمانية والأوروبية مع أحداث التحرش الجنسي التي شهدتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة بقوة. وربطت عدة تعليقات بين الصدمة التي أحدثتها هذه الحوادث وبين السياسة التي تنتهجها المستشارة ميركل بخصوص اللاجئين.

https://p.dw.com/p/1HZxO
Köln Hauptbahnhof Vorplatz
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg

تناولت الصحف الألمانية والأوروبية حوادث الاعتداء الجنسي التي شهدتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة منذ أيام وبكثافة شديدة. وربطت تعليقات بعض منها بين هذه الحوادث وبين اللاجئين بالرغم من أن تحقيقات الشرطة الألمانية مع الموقوفين لم تذهب هذا الاتجاه بعد. كما لم تجد عدة صحف أوروبية حرجا في وضع السياسة التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل بخصوص اللاجئين في قفص الاتهام.

وبهذا الشأن كتبت صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الألمانية تقول: "بدت ليلة رأس السنة ككابوس أكد القلق السائد بشأن رجال يعيشون بيننا، رجال معادين للسامية، ويحتقرون المثليين والنساء. وبالرغم من أنه لم يتم إثبات شيء من ذلك لحد الآن، لا من خلال حالة كولونيا أو حالات أخرى، إلا أن القلق واضح سواء لدى الشرطة أو الساسة أو وسائل الإعلام".

لابد من كشف كل الملابسات

بدورها أوضحت صحيفة "نويه أوسنابريكه تسايتونغ" الألمانية أن إلقاء القبض على بعض الجناة لا يكفي، مؤكدة ضرورة تسليط الضوء على كافة جوانب هذه القضية. وتساءلت الصحيفة عن دور الشرطة وعما إذا كان ما حدث يتجاوز قدرات الأجهزة الأمنية، أم أن الأخيرة استسلمت بكل بساطة؟ وخلصت الصحيفة إلى أنه "وبغض النظر عن (ليلة رأس السنة)، فإذا عجزت الشرطة عن ضمان الأمن أمام معلم شهير (كاتدرائية كولونيا)، فهذا ليس مؤشرا يبعث على الاطمئنان في زمن تتدفق فيه أعداد لا تحصى من أناس ينحدرون من ثقافات أخرى".

ومن المعروف أن ميركل لا تزال ترفض فكرة تحديد حد أقصى لأعداد اللاجئين، رغم أنها بدت مرنة فيما يتعلق بخفض عددهم بشكل كبير في إطار حل أوروبي لم يبصر النور بعد. وفي هذا الإطار كتبت صحيفة "دوما" الاشتراكية المعارضة في بلغاريا: "لا يزال الساسة الألمان يتصرفون في إطار اللياقة السياسية، وتسامح التعدد الثقافي، فيما مزاج الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي وردود فعل الناس يزداد توترا (..)".

وتتهم الصحيفة المهاجرين بفرض عاداتهم قائلة: "نحن شهود على كيفية قيام المهاجرين الجدد بفرض قواعدهم (عاداتهم) على السكان". وتمضي الصحيفة في هذا الاتجاه لتخلص إلى أن "غض الطرف عن الصدام بين ثقافتين مختلفتين ليس مؤشرا إيجابيا، وفي يوم ما سينفجر الورم المنتفخ. إن ألمانيا لم تُصعق بعد، إلا أننا سنعلم بذلك وقت حدوثه".

أحداث تقوي اليمين المتطرف

وحذرت صحيفة "شتوتغارته تسايتونغ" من استغلال القوى اليمينية المتطرفة لهذه الأحداث خصوصا في العالم الافتراضي إذ كتبت: "في المواقع الاجتماعية يُطبخ حساء يميني متطرف، لدرجة تزرع الخوف والرعب". وذهبت صحيفة "ليدوفي نوفيني" التشيكية المحافظة في نفس الاتجاه، وإن من زاوية مغايرة، لتقول: "إن أحداث ليلة رأس السنة في كولونيا وضعت في الواجهة إحدى أقوى الحجج التي تدعو للحذر بشأن استقبال اللاجئين، حجة تبدو كجسر بين المعادين للأجانب والمرحبين بهم".

Köln Hauptbahnhof Übergriffe Entschuldigung Mann aus Syrien
لاجئ سوري يقف أمام الكاتدرائية بكولونيا حاملا لافتة يعتذر فيها من النساء اللواتي تعرضن للتحرش.صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij

نفس الموقف عبرت عنه صحيفة "إلميساجيرو" الإيطالية معبرة عن المخاوف في ألمانيا من توظيف القوى العنصرية أو المعادية للاجئين هذه الأحداث لتحقيق أهدافها. بينما علقت صحيفة "دي فولكسرانت" الهولندية على نفس الأحداث محذرة من الانقسامات التي قد تتهدد المجتمع بهذا الشأن.

تداعيات تنتظر ميركل

وزادت حدة الانتقادات ضد سياسة الانفتاح التي تنتهجها المستشارة ميركل حيال اللاجئين في وقت يسعى خصومها إلى ربطها بالاعتداءات الجنسية في كولونيا، إذ أجمع معظم المعلقين على أن مهمة المستشارة ستزداد تعقيدا مطلع هذا العام لأنها تعيد إلى الواجهة المخاوف التي يثيرها في قسم من الرأي العام التدفق غير المسبوق للاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان والشكوك حول قدرة البلاد على استيعابهم.

وأكدت صحيفة "دي سنادارد" البلجيكية أن قضية التحرش الجنسي ستكون لها عواقب على المستشارة الألمانية. وكتبت معلقة "على ميركل وكل الزعماء الأوروبيين أن يعلموا بأن أحداثا من هذا النوع لا تزيد منافسيهم الشعبويين إلا قوة". وبهذا الشأن أجرت صحيفة "لا ربوبليكا" الإيطالية حوارا مع المؤرخ الألماني ميشائيل شتورمه انتقد فيه سياسة ميركل حيث خلص إلى القول "هذه الأحداث لم يكن منها مفر، لقد ارتكبت ميركل أخطاء في موضوع المهاجرين".

أما صحيفة "الغارديان" البريطانية فكتبت "هذه الأحداث تؤكد التوترات التي تخترق المجتمع الألماني تجاه سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها أنغيلا ميركل (..) والتي أدت إلى قدوم أكثر من مليون لاجئ خلال العام الماضي، إضافة إلى الآلاف الذين يدخلون البلاد كل يوم". فيما رأت صحيفة "التايمز" المحافظة في تلك الاعتداءات "رد فعل مضاد ضد استقبال مليون ومائة ألف طالب لجوء".

وذهبت بعض الأصوات في وسائل الإعلام الإسبانية في نفس الاتجاه إذ كتبت صحيفة "آلباييس" عن الصعوبات التي ستواجهها "جهود إدماج اللاجئين" بالموازاة مع تنامي تيارات العنف اليميني المتطرف.

تحذير من الأحكام النمطية

من جهة أخرى حذرت صحيفة "نويه تسوريشه تسايتونغ" السويسرية الرصينة من الأحكام النمطية ضد المهاجرين، بيد أنها كتبت في الوقت ذاته تقول: "سيكون الأمر على درجة من الخطورة، لو تم تجاهل سلوك نمطي على منوال ما حدث في كولونيا...".

وهو ما ذهبت إليه صحيفة "اس.ام. أي" السلوفاكية الليبرالية بقولها: "في السنوات الماضية جاء إلى أوروبا الملايين من المهاجرين المنحدرين من بلدان إسلامية، فيما آخرون في الطريق. وهذا واقع لن يتغير إذا ما تمت شيطنتهم الآن، أو تم تحويلهم لهدف للسخط والشتم. الأهم الآن هو العمل على إدماجهم".