1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخزاف وليد القيسي: الهجرة هي الطريق إلى المعرفة

٢٣ سبتمبر ٢٠١١
https://p.dw.com/p/RnGp
من اعمال وليد القيسيصورة من: Waleed Alqaissy

وليد القيسي، خزاف عراقي ولد ببغداد عام 1963 ودرس في معهد الفنون الجميلة ، أقام 6 معارض شخصية في كل من قطر (معرضين) لندن ( غاليري الكوفة) والأردن ( 3 معارض ) بين أعوام 1994 - 2007 . شارك في 22 معرضا جماعيا. حصل على جوائز عراقية و عربية و عالمية عديدة. مجلة العراق اليوم من دويتشه فيله حاورته وخرجت بهذه الحصيلة.

دويتشه فيله: ما الذي أضافت لك الهجرة من العراق؟

الهجرة دائما معي مذ كنت في العراق، اعتقد نحن نهاجر كي نكتشف الداخل، كالطين فهو مادة خلاقة تستحق أن تهاجر من خلالها وتفكر بعمق نحوها. الهجرة أضافت لي المغامرة في مسار العمل الفني، الهجرة هي البحث في الطريق إلى المعرفة وليست المعرفة.الهجرة معرفة الآخر.

ما هو تأثير الحضارة الطينية لوادي الرافدين على أعمالك؟

في مرحلتي الأولى وأنا ادرس الفنون الجميلة- مادة السيراميك كنت أتطلع بعمق الأشياء والذهاب نحو متاهة الأشكال الطينية في حضارة وادي الرافدين وبما أنها حضارة طينية، في تلك الفترة كنت اعمل بشكل مستمر، ولا اعرف ما هو الطين ؟

ما هو الإناء السومري؟

ما هي الألواح الطينية، ومدى أهميتها في تاريخ الإنسان السومري و الآكدي ؟

لكني كنت أحب السطوح والزخارف, وشكل الإناء كان له دلائل عميقة إلى أن أدركت بعد ذلك مدى أهمية شكل الإناء على مر التاريخ. فذكرني ذلك عندما كنت في اليابان بصفة " فنان مقيم " في منطقة كلها أعمال من سيراميك وكأنها متحف كبير في الهواء الطلق وهي كذلك، ورأيت كيف يحافظ الإنسان الياباني و يهتم بمادة الطين في أرضه وكيف يخلق منها أشكال تحاكي حضارته وحياته كما السومري و الأكدي في سومر وأكد .

زرت العراق قبل أسابيع ما الذي وجدت في الساحة الفنية هناك؟

للأسف تركته ساحة فنية تصارع الفن لأجل الفن ، لكني لم أر سوى أعمال مدرسية ، تمثل حالة يأس عند الفنان العراقي فيظهر ضعف الفن في بحثه و مواده وأشكاله وأنواعه و ذلك بسبب مرور العراق بفترة حصار طويلة وما تبعها من حروب حتى الوقت الحاضر . في حين أن الفنان أفضل من هذا بكثير لو أتيحت له الفرصة للتعلم المتقدم والاحتكاك بالآخر ومتابعة ما يحدث في الساحة العالمية من مفاهيم فنية حديثة واتجاهات حديثة مما جعل تكامل الفنون فيما بينها فأنا اعتقد أن الإنسان العراقي فنان بالفطرة .

Waleed AlQaissy irakischer Bildhauer
الخزاف وليد القيسيصورة من: Waleed Alqaissy

هل تعتمد على تأسيس فلسفي لأعمالك أم تكتفي بالمشهد الجمالي لها كما يسعى غالبية فناني الخزف؟

علينا ان نعلم كيف ندرك وماذا ندرك . هنالك رؤية قائمة عل " المادة والروح " دائما أقول هنالك فكرة تتأخر فالعمل لم يأت بعد ...بسبب نقاوة الإدراك تجاه الفهم نحو الأشياء ، و لأنني عندما أغربل الأشياء تساعدني في الفهم " انظر الى ملمس اعملي ، تدرك بان اللاشيء ، وراء الأعمال كلها " كما يقول الفنان اندي وارهول . قلق تجاه الفعل الجمالي يحدث خلخلة في المشهد لإظهار المخبّأ ظاهريا، أنا دائما بحاجة إلى وقفة في التفكير تجاه الجمال . اعتقد أن الفن لا يمكن أن يعرّف ، الفن ممارسة الفن ينتمي إلى الإنسان ولعل من الخطأ أن يقال هنالك فكرة جديدة أو شكلا جديدا هنالك مقتربا جديدا بين الاثنين حتى يزيل الحاجز عن حواسنا حتى نقدر أن نتعلم أن نرى أكثر وان نسمع أكثر .

ما هي إمكانيات البحث عن خامات جديدة وطرق حديثة في أعمال السيراميك في الوقت الحاضر؟

" أنت لا تختار أن تكون فنانا ، ولا اعتقد انك تتعلم لتصبح فنانا " هكذا قال الفنان روبرت روشنبرغ.

إن إضافة المواد المختلفة لمادة الطين تفسح لي مجالا لكافة الاحتمالات والتي يمكن ان تنبع من العمل الفني نفسه لأنه في هذه الحالة يخرج من مفهومه الشكلي إلى مفهومه الحسي تجاه المادة والمكان. وهذا ما يثير متعتي البصرية تجاه إدراك العلاقة القائمة والكشف عنها لا على المعرفة... محاولا التفكير من خلال الفن ، لهذا أحاول ان اجعل من أعمالي امتداد لي بل هي في حقيقة الأمر لا تعدو أن تكون إجابة عن السؤال ... قد تستنهض سؤالا أخرا أو عدة أسئلة أو أن تكون لحظة ميلاد لرؤية جديدة.

Waleed AlQaissy irakischer Bildhauer
عمل آخر من وليد القيسيصورة من: Waleed Alqaissy

أسس فنانو السيراميك الأوائل أمثال سعد شاكر وطارق إبراهيم في العراق ملامح وهوية خاصة له معتمدين على الموروث الحضاري القديم هل تعتقد أن هذا الفن بقي محتفظا بهذه الهوية؟

اعتقد سعد شاكر وطارق إبراهيم كانا يمتلكان الحداثة في السيراميك العراقي لان أشكال سعد شاكر تمتلك قوة ولهاة خصوصي في اللون. انه خزّاف مبدع متميز. في حين إن أعمال طارق إبراهيم كان بعضها يتناول التراث ويربطها بالحداثة لكن كانت تمتلك خصوصية في تقنيات مادة الطين ويلونها بحس الرسام.

هناك بعض الخزافين أمثال ماهر السامرائي وشنيار عبد الله استخدموا الحرف العربي في أشكالهم . اعتقد كانت حركة السيراميك في العراق تمتلك الحداثة منذ ان جاء فالنتينوس الى العراق .أما بخصوص الهوية فالهوية موجودة دائما في المشهد العراقي وفي الفنون المعاصرة وحتى مجال الأدب ،واعتقد أن الهوية هي الإنسان أينما كان له مساحة تأثير وتفاعل مع المحيط .

أنا لا أؤمن بالإلهام وإنما بالارتجال ،ولا أخشى الانفتاح على خيارات مستحيلة ، أنا لا أخشى المغامرة في أماكن غير مألوفة لأعيد اكتشافها و تنظيمها . لذلك الإبداع هو مقدرة من الإنسان لمعالجة فرضيات او تجاوز المتوقع لأننا محاطون ب "صور - أشياء " وهذه خاضعة إلى فهم القيمة الجمالية والفلسفية لان "هنالك الشيء المفكر والشيء المستمد " لهذا علينا أن نكون مسؤولين تجاه ما نفكر ونعتقد ، و نتخلص من اليقين ، و نبحث عن المفهوم الخاص بنا ونؤمن بان الزمن هو العنصر الوحيد الذي يوقظ الأسئلة . يقول أدونيس"كل عمل فني عظيم إذا مر بعقول صغيرة يصغر ، و لا يمكن أن تكتشف العمل الفني إلا بعمل فني عظيم "

اليوم، أصبحت عملية الخلق الفني تعتمد على التعامل والتفاعل مع المحيط الطبيعي والاجتماعي من خلال وسيط هو " العقل" وما ينتجه هذا العقل على امتداد الذاكرة من تصورات ومفاهيم والتي تشكل في تراكمها "الثقافة ".

أجرى الحوار فاضل جواد

مراجعة وتحرير ملهم الملائكة