وفاة الكاتب والمؤرخ الألماني فالتر كِمبوفسكي عن عمر يناهز 78 عاما
٦ أكتوبر ٢٠٠٧يعتبر فالتر كِمبوفسكي من أشهر الأدباء الألمان المعاصرين، فالأديب الذي رحل عنّا أمس الجمعة لم يكتف بالكتابة وحسب، وإنما تخطوها ليكون شاهداً عياناً على التاريخ الألماني الحديث. وكان كِمبوفسكي من أكثر الكتّاب الألمان شعبيةً لدى القارئ الألماني، فقد كان واحداً من عمالقة أدباء عصره أمثال هيرمان هيسه وسيغفرد لِنس.
ولد فالتر كِمبوفسكي في 29/نيسان (أبريل) /1929 في مدينة روستوك شمال ألمانيا. وبعد معانة طويلة مع مرض سرطان الأمعاء، توفي الأديب في مستشفى روتن بورغ في صبيحة الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر عن عمر يناهز الثامنة والسبعين، مخلفاً لقُرائه أرثاً غنياً وثميناً يُثري الأدب العالمي.
حياة حافلة
كانت حياة كِمبوفسكي مليئة بالأحداث التي سطرت صفحات تاريخه. ففي عام 1948 حكمت عليه محكمة عسكرية روسية بالسجن لمدة 25 عاماً. إلا أنها عادت وأخلت سبيله في عام 1956. ورب ضارة نافعة، فقد شكل السجن منعطفاً هاماً في حياة كِمبوفسكي؛ ففي عام 1969 نشر باكورة أعماله على شكل تقرير حمل عنوان "Im Block ". وتحدث الأديب في هذا العمل عن سنوات اعتقاله في سجن باوتسن، وكان السبب في لمعان وعلو نجمه لاحقاً.
شُغف فالتر كيمبوفسكي بدراسة التاريخ الذي أصبح لاحقاً شغله الشاغل وعصب كتاباته الحيوي. فقد عرفه القارئ الألماني عن طريق مؤلفََََه "التاريخ الألماني" و "Echolot" (إيشولوت) أو (صاحب الصدى) الذي ضم تأريخاً لحقبة الحرب العالمية الثانية. وبفضل هذا العمل، انتقل كِمبوفسكي نقلة نوعية جعلت من كتبه أكثر الكتب الألمانية قراءة في النصف الثاني من القرن المنصرم. يشار إلى أن بعض رواياته تم تصوريها تلفزيونياً، ولاقت استحسانا بين الناس.
وبوفاة كِمبوفسكي، يكون قد رحل عنا علم من أعلام الأدب وشاهد على عصرنا الحديث. وانطفأت شمعة كانت تحاول أن تضيء نفق الماضي المظلم وأن تنقله إلينا بأمانة لكي يراه الجيل الحاضر بجلاء واضح.