وزراء الخارجية العرب يركزون على الأزمة السورية والخطيب يستقيل

بدأت اليوم الأحد (24 آذار/ مارس 2013) في العاصمة القطرية الدوحة أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وركز الوزراء على تطورات الأزمة السورية. وفي كلمة افتتاح الاجتماع أكد هوشيار زيباري وزير خارجية العراق على موقف بلاده تجاه الأزمة السورية، قائلاً: "العراق لن يكون مع أي ديكتاتورية مهما كانت عناوينها واتجاهاتها كما لن يكون مع أي فوضى يمكن أن تحدث في سوريا أو في المنطقة عموماً".

وجدد زيباري التحذير من التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة السورية على أمن وسلامة دول المنطقة. وشدد على ضرورة إدانة الإرهاب والعمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، كما دعا إلى " الوقوف ضد كافة الفتاوى التكفيرية.. والتصدي لها من أجل إطفاء نار الفتنة".

من جانبه أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري دعم قطر للمعارضة السورية، وقال إن "هناك قضايا لا تحتمل التأجيل أو التسويف وتتطلب توحيد الموقف وتستوجب الحزم والحسم وفي مقدمة هذه القضايا الأزمة السورية بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وبكل تداعياتها الخطيرة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة كلها".

وأشاد الوزير القطري بجهود معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ورحب بانتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المؤقتة.

من جانبه ، قال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إن القضايا التي ستبحثها القمة ستكون محددة ، وحصرها في القضية الفلسطينية وتطورات الأزمة السورية وتطوير الأداء على صعيد العمل العربي المشترك وتطوير الجامعة العربية.

الجامعة العربية: المعارضة السورية ستحضر قمة

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني إن الائتلاف الوطني السوري المعارض سيحضر قمة لجامعة الدول العربية تعقد الأسبوع الجاري، بحثاً عن مزيد من الدعم للانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وعلقت جامعة الدول العربية عضوية النظام السوري واعترفت بالائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

ورحب الشيخ حمد بتعيين الائتلاف الوطني السوري لغسان هيتو رئيسا للوزراء في الحكومة المؤقتة مما أغضب الليبراليين في الائتلاف الذين قالوا إن المجلس الوطني السوري أصبحت تهيمن عليه أطراف خارجية وجماعة الإخوان المسلمين.

وقال الشيخ حمد في مستهل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدوحة حيث ستعقد القمة أيضاً "إننا نتطلع" لمشاركة المعارضة السورية "في القمة العربية بعد غد تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في القاهرة يوم السادس من آذار/ مارس الحالي". وكان وزراء الخارجية العرب قد اتفقوا في السادس من آذار/ مارس على السماح للدول الأعضاء بتسليح مقاتلي المعارضة السوريين ودعوا ائتلاف المعارضة لشغل مقعد سوريا في الجامعة.

ويعتقد أن قطر والمملكة العربية السعودية تتوليا تمويل مقاتلي المعارضة ودعت الرياض والدوحة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تبني قرار لإنهاء الصراع الذي أسفر عن سقوط 70 ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف عن ديارهم.

الخطيب يعلن استقالته

من جانب آخر أعلن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة اليوم الأحد استقالته من رئاسة الائتلاف. وأعلن الخطيب استقالته عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". وفي رسالة "إلى الشعب السوري العظيم" كتب الخطيب: "كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء. وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني".

وكانت تقارير قد توقعت مؤخراً استقالته بسبب خلافات داخل المعارضة. وأضاف الخطيب: "نذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين.. كل ما جرى للشعب السوري ليس كافياً كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه.. لن نتسول رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن".

وأضاف: "أعلن استقالتي من الائتلاف الوطني؛ كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية.. سنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا، وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الآلام والآمال".

ع.غ/ع.ج.م (آ ف ب، د ب أ، رويترز)